أقامت بحر هذا الأسبوع جمعية الأمير الهاشمي الثقافية لمدينة بوسعادة يوما دراسيا تحت شعار المدينة الواحة وسط الفضاء السهبي بمدرج المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني، تحت الرعاية السامية لوزير الفلاحة والتنمية الريفية، وبإشراف السيد والي ولاية المسيلة حضره عدة أساتذة وباحثين في المجال التاريخي والعمراني، بالاضافة ؤلى الجمعيات الناشطة في مجال ترميم التراث والمحافظة عليه. وكان أول متدخل في أشغال الندوة أستاذ علم الاجتماع محمد هواري الذي دعا إلى ضرورة إحياء العلاقة بين المدينة ومحيطها الخارجي، مبرزا وبإسهاب أهم المراحل المشرقة التي مرت بها واحة بوسعادة عبر التاريخ، مشيرا في ذات الوقت إلى تمسك المجتمع البوسعادي بأصالته وتقاليده بالرغم من التطورات التي نشهدها حاليا في مختلف الميادين، لتخلفه الأستاذة خوجة سعاد والتي تطرقت في مداخلتها حول الواحة والحركية الاجتماعية الثقافية آليات التغيير وأشكال المقاومة، كما قدمت تحليلا ممنهجا للواحات الموجودة في العالم وإبراز حياة سكان واحات المغرب العربي، ليتم عرض فيلم وثائقي من إنتاج جمعية سيدي الهواري يبرز أعمال الترميم التي قام بها الشباب المنخرط والناشط بالجمعية وفق دراسة حديثة، مع مراعاة الجانب والطابع العمراني الوهراني والتلمساني العتيق. وقد دعت الآنسة سناء نيار مهندسة وعضوة بالجمعية إلى ضرورة تكوين شباب يهتم بالترميم العمراني القديم وكيفية المحافظة على الموروث الثقافي والسياحي الذي تتميز به المنطقة. من جهته الأستاذ الجامعي والباحث يوسف نسيب صاحب كتاب واحة بوسعادة الذي أصرّ في كلمته على ضرورة التركيز على محاولة اكتشاف التراث الثقافي والبحث عنه ووضعه تحت دائرة الضوء وانجاز دراسات معمقة من أجل ايجاد الحلول لمختلف المظاهر المؤثرة على الواحة، والتي تحدد خصوصيتها، ليفتح باب النقاش على السبل والآليات الواجب اتخاذها لإعادة الواحة والمدينة العتيقة لسالف مجدها. كما تم التطرق إلى ظاهرة نهب الرمال والتي اعتبرها المحاضرون والمتدخلون إستنزافا حقيقيا يهدد البيئة، ناهيك على أنه يمثل أحد أوجه الواحة، فضلا عن الأضرار التي تخلفها عملية النهب بالأودية والغطاء النباتي بالمنطقة. وقد دعوا إلى وجوب محاربة هذه الظاهرة حفاظا على ما تبقى من الرمال الذهبية التي تجسد جمال السعادة في مدينة عشقها السواح. ------------------------------------------------------------------------