بوفاة الملكة إليزابيث يصبح ابنها الأكبر تشارلز ملك بريطانيا تلقائيا وقائدا لكومنولث يضم 14 دولة. يعد الملك تشارلز الثالث أكثر من انتظر الوصول إلى العرش منذ تعيينه في منصب ولاية العهد، وذلك لطول مدة حكم والدته الراحلة. منذ طفولته وبصفته الابن الأكبر للملكة الراحلة إليزابيث الثانية، حصل تشارلز على لقب وريث العرش البريطاني. ومنذ ذلك الحين، انتظر الملك الجديد (يكمل 74 عاما خلال شهرين) لحظة وصوله إلى سدة العرش، بعدما أصبح أكبر وأقدم وريث شرعي في تاريخ بريطانيا، كما يعد أقدم وريث شرعي لمنصب «أمير ويلز» حيث تولى هذا المنصب منذ جويلية 1958، كما تبوأ تشارلز منصب الوريث الشرعي ودوق كورنوال ودوق روثيزاي منذ عام 1952، ولقب «دوق إدنبرة» عند وفاة والده في 9 أفريل 2021. ولد تشارلز في 14 نوفمبر 1948، في قصر بكنغهام بالعاصمة البريطانية لندن. بعدما حصل على شهادة بكالوريوس في الفنون من جامعة كامبريدج، أدى تشارلز الخدمة العسكرية في القوات الجوية الملكية والبحرية الملكية منذ عام 1971 وحتى عام 1976. وفي عام 1981، تزوج تشارلز الليدي ديانا سبنسر وأنجبا طفلين هما وليام ( 1982) وهاري (1984)، لكنهما انفصلا في عام 1996، عقب نشر الصحف أنباء عن علاقات للزوجين خارج إطار الزواج. وتوفت ديانا جراء حادث سيارة في باريس بعد عام على الطلاق. وفي عام 2005، تزوّج تشارلز من صديقته السابقة كاميلا باركر بولز زواجا مدنيا بعد علاقة طويلة، وظلت هناك تكهنات بأنها لن تحصل على لقب «ملكة» عندما يتولى زوجها العرش خوفا من رد فعل العامة في المملكة المتحدة. بيد أن هذه التكهنات حسمتها الملكة إليزابيث الثانية في خطاب ألقته بمناسبة الذكرى ال70 لاعتلائها العرش عندما أعلنت أن زوجة ابنها كاميلا دوقة كورنويل ستصبح ملكة بريطانيا بعد تولي ابنها للعرش. حياد سياسي على مدار حياته، حاول تشارلز الالتزام بمبدأ «الحياد السياسي» الذي يطالب به أفراد العائلة المالكة في بريطانيا. وفي فيلم وثائقي عرض لمناسبة عيد ميلاده السبعين عام 2018، أكد تشارلز أنه سيتوقف عن القيام بأي مداخلات علنية بشأن القضايا السياسية فور تنصيبه ملكا. بيد أن الملك الجديد أثار بعض الجدل عندما تدخل في بعض الشؤون السياسية بينها وصفه في حديث خاص، خطط الحكومة البريطانية لترحيل طالبي لجوء إلى رواندا بأنها «مروعة»، وأكد أنه «يشعر بأكثر من مجرد خيبة الأمل حيال سياسة» الحكومة البريطانية. يشار إلى أنه في عام 2008، وصفت صحيفة «الديلي تلغراف» تشارلز بأنه «أكثر أفراد العائلة المالكة اجتهادا في العمل». وتولى تشارلز مهام رسمية عدة نيابة عن الملكة، إذ رأس مكاتب الاستثمار وحضر جنازات كبار الشخصيات الأجنبية، علاوة على حضور المناسبات الوطنية الهامة.