قضايا هامة على طاولة الاتحاد في المرحلة القادمة لعباطشة: الاتحاد يحرص على تعزيز الفعل النقابي وجودته افتتحت،أمس، بولاية وهران أشغال المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات بمشاركة اتحادات نقابية وكنفدراليات 20 دولة، والذي يهدف إلى تقوية العلاقات الإقليمية والدولية مع المنظمات النقابية من أجل الوصول إلى حوار اجتماعي عادل وإعادة بناء وتحقيق التعافي الاقتصادي والتنمية المستدامة. قال وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي يوسف شرفة، أمس، خلال إشرافه على مراسم افتتاح المؤتمر الثالث النقابات العرب تحت شعار الحوار الاجتماعي طريقنا نحو التعافي الاقتصادي وإعادة "البناء بحضور وزيرة شؤون المرأة لفلسطين آمال الحامد والأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، سليم لعباطشة ورئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي خلادي سيدي محمد بوشناق، ورئيس المرصد الوطني للمجتمع المدني عبد الرحمن حمزاوي، ورئيس كنفدرالية الصناعيين والمنتجين الجزائريين عبد الوهاب زياني، إن المؤتمر يأتي في إطار تقوية الشراكة مع المنظمات النقابية وارتياد كل الآفاق الممكنة من أجل إثراء الحوار الاجتماعي على جميع المستويات". ونوه شرفة بعمل اتحاد النقابات العرب الهادف إلى ترقية الحوار الاجتماعي، والدليل على ذلك إشرافه على برنامج التعاون من أجل النهوض بالحوار الاجتماعي في الجانب المتوسط، والذي يندرج في إطار المساعي الرامية إلى معالجة التداعيات الاجتماعية والاقتصادية الجائحة كوفيد 19، مشيرا إلى أن الاتحاد على مستوى عال من المسؤولية والوعي بأهمية التصدي لهذه التداعيات التي خلفتها الأزمة الصحية والنهوض بأوضاع العمل في المنطقة العربية وتكريس حقوقهم والمحافظة على مكاسبهم ،مما سيفضي بتحقيق جهود التنمية بالنجاح وبناء اقتصاديات منتجة وصانعة للثروة. وأكد الوزير أن الجزائر بصفتها عضوا في منظمة العمل الدولية تابعت منذ البداية القيم الأساسية لعمل المنظمة، خاصة المتعلقة بترقية الحوار الاجتماعي، لاسيما وأن الجزائر تشهد تغيرات وإصلاحات مستمرة على الصعيد السياسي والاجتماعي والاقتصادي المتعلقة بمراجعة الدستور في 2020 الذي يضمن مزيدا من الحقوق الفردية والجماعية، بينها تعزيز الممارسة الحرة للحق النقابي، كما تم إدراج العديد من التعديلات على مستوى التشريع بعد استشارة المنظمة النقابية حول الترقية النقابية وحماية المندوبين النقابيين لظروف العمل وتحسين العلاقات والوقاية من النزاعات الجماعية في العمل، وذلك وفقا لأحكام الدستور. وأشاد الوزير بالجهود المبذولة على الصعيد الاقتصادي المتعلقة بتعزيز آليات الإنعاش الاقتصادي في الجزائر من خلال إصلاح قانون الاستثمار ومرافقة الشركات التي تواجه صعوبات اقتصادية ومالية بسبب الأزمة الصحية لحماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للعمال، فضلا عن تخصيص منحة البطالة التي دخلت حيز التنفيذ في مارس الماضي، بالإضافة إلى إدماج الشباب في مناصب عمل دائمة. وأكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في ختام كلمته، أن المؤتمر سيفتح آفاقا جديدة للمضي قدما نحو التقدم وازدهار العمل النقابي العربي، مشيدا بالدور الذي يقوم به الاتحاد العام للعمال الجزائريين في توطيد ثقافة الحوار، التشاور والسلم الاجتماعي على الصعيد الوطني ،الإقليمي والدولي. الجزائر يد ممدودة لكل شأن نضالي في هذا الصدد، أشاد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين سليم لعباطشة، أمس، بالعناية التي توليها الجزائر للعمل النقابي إقليميا ودوليا، مشيرا أن يد الجزائر ممدودة لكل شأن نضالي، وهذا يندرج في إطار الرسالة القويمة التي يرفعها الاتحاد العربي للنقابات، والمساعي لتحقيق التطلعات على الصعيد العربي والدول، لأجل إرساء المواقف الثابتة خدمة للقضايا العادلة والمسائل ذات الاهتمام المشترك. قال الأمين العام في كلمة ألقاها بمناسبة افتتاح المؤتمر الثالث للاتحاد العربي للنقابات، إن "الاتحاد منبر جامع للحركة النقابية العربية ويهدف إلى تعزيز الحريات النقابية والمساواة والنهوض بأوضاع العمال، بما فيها العناية بمكانة المرأة العربية العاملة والدفاع عن حقوقها وحمايتها" ، فضلا عن مساعي الاتحاد العربي للنقابات لتطوير عمل الشباب وتوسيع الجهود العربية لمحاربة البطالة والعمل الهش في إطار سياسة تنموية تشاركية شاملة ومستدامة. أكد لعباطشة أن تجسيد الأهداف يقوم على خيار الشراكة والحوار البناء من أجل تعزيز الحقوق والارتقاء بعالم الشغل، بما يتجاوب مع الأهداف ويتماشى مع التطلعات الإستراتيجية للاتحاد الدولي للنقابات ومنظمة العمل الدولية، وبما يخدم منطلقات الاتحاد العربي للنقابات من أجل خوض الرهانات على المستوى الإنساني والاجتماعي والاقتصادي والبيئي، في عالم تتسارع فيه الأحداث وتطفو فيه المحاذير من كل جانب، خاصة ما تعلق بالتداعيات غير المسبوقة على سوق العمل العالمي والعربي وعلى النشاط الاقتصادي بسبب جائحة كورونا. وصرح في سياق موصول، أن أزمة كورونا استطاعت أن تبرز أهمية الفعل النقابي، خاصة التضامني الإنساني من أجل تجاوز الأزمة الصحية، بالإضافة إلى إرساء الرؤى من أجل التعافي الاقتصادي والاستتباب المهني والاجتماعي، مشددا على ضرورة مضاعفة جهود البناءة وإرساء الآليات الكفيلة بالتدارك الكامل والكلي لما ترتب عن الأزمة الصحية، مشيرا ان الاتحاد يحرص على تعزيز الفعل النقابي وجودته. وأشاد لعباطشة بدور الاتحاد العربي للنقابات في نصرة القضية الفلسطينية ونضالها والدور الذي يقوم به في توفير الحماية للشعب الفلسطيني والتصدي لانتهاكات الاحتلال الصهيوني وخرقه لقرارات الشرعية الدولية، مؤكدا أن الاتحاد العربي للنقابات داعم جوهري للقضية وكذا الاتحاد العام للعمال الجزائريين فهو سند للشعب الفلسطيني وحركته العمالية والنقابية ومرافع قوي لمكانتها إقليميا وكذا يوحد الرؤى وتعزيز التضامن وانصهار الجهود بما يخدم ارتقاء التعاون لتجسيد الغايات المشتركة. وقال لباطشة في رده على سؤال " الشعب" حول القضايا المطروحة في المرحلة القادمة، إن الاقتصاد غير المنظم يؤثر على سوق العمل، مشيرا أنه بالرغم من الآليات الموضوعة، الا انه بعد أزمة كوفيد كان من الصعب إحصاء فئة العمال، مشيرا أن المؤتمر سيناقش للعديد من المقترحات للخروج بتوصيات تجسد ميدانيا حسب طبيعة كل منطقة. الحوار الاجتماعي تكريس الشراكة الاجتماعية صرح رئيس اتحاد العربي للنقابات مازن المعايطة أن المؤتمر جاء في مرحلة جديدة تشهد تغيرات وتحديات كبيرة تستلزم اعتماد الحوار الاجتماعي كقاعدة أساسية لتكريس مفهوم الشراكة الاجتماعية بين النقابيين والحكومات، أصحاب العمل والعمال مع تضافر الجهود للنهوض باقتصاد الوطن العربي ومعالجة المشكلات الكبيرة خاصة الاجتماعية المتعلقة بالبطالة، ضعف الحماية الاجتماعية وتراجع العمل اللائق، نتيجة الاختلالات التي عرفتها المنطقة العربية بشكل عام. وأكد المتحدث، أن هذه القضايا الاجتماعية والاقتصادية ستطرح على طاولة الاتحاد العربي للنقابات في المرحلة القادمة، من أجل وضع خطة محكمة للتغلب عليها وإيجاد حلول جذرية لشريحة العمال التي تعتبر الطرف الأضعف في المعادلة الاقتصادية، كما يجب مواجهة التحديات بقوة وإرادة قوية وصلابة للنهوض بهذه الشريحة. من جهته، الأمين العام للاتحاد العربي مصطفى تليلي خلال جلسة نقاش، طالب باحترام الاتفاقيات الخاصة بحقوق العمال خاصة ما تعلق بالحماية الاجتماعية، العمل اللائق، العمالة المهاجرة، موضحا بخصوص القضايا المطروحة في المرحلة القادمة من قبل الاتحاد الانتقال من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد المنظم. الحامد: دعوة الاتحاد العربي للنقابات لنصرة القضية الفلسطينية دعت وزيرة التضامن الفلسطينية آمال الحامد، أمس الاتحاد العربي للنقابات للانضمام إلى مبادرة الاتحاد الدولي للعمال التي تطالب الاتحاد الأوروبي ودول العالم بالاعتراف بدولة فلسطين، مشيرة أن الحركة النقابية العمالية كانت في إحدى المراحل التاريخية في طليعة النضال الوطني ووقوده في سبيل حرية الأوطان وتقدمها الاجتماعي. طالبت آمال الحامد الحركة النقابية العالمية والعربية ممارسة الضغط التعاون والتآزر مع الشعب الفلسطيني وحركته النقابية من أجل الحصول على حقوقه الأساسية وقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف،حيث أشارت إلى المعاناة التي يعيشها العمال الفلسطينيون الذين يقطعون 540 حاجز موت للوصول إلى أماكن عملهم. عرجت الوزيرة في حديثها على 350 مستوطنة للعدو الصهيوني تستحوذ على 85 بالمائة من الموارد المائية لفلسطين، هذا إلى جانب الأساليب الاحتلالية الخطيرة للكيان الصهيوني في حق الشعب الفلسطيني وعماله، ما جعل حل الدولتين يتلاشى في ظل استمرار مصادرة الأراضي واعتداءات المستوطنين اليومية بحماية من جيش الاحتلال. كما أشارت إلى الانتهاكات الممارسة على العمال والعاملات الفلسطينيين والتي تأمل من خلال الاتحاد العربي للنقابات أن يخرج بسياسات تتناسب والتحولات والأزمات الصحية على غرار أزمة كورونا وتداعياتها على العاملات والعمال ، مما يستوجب ضمان حماية متكاملة تضمن حياة كريمة للعاملات والعمال، مشيدة في سياق آخر بجهود الاتحاد العام للعمال الجزائريين والنقابات العربية في مساندة القضية الفلسطينية. وتجدر الإشارة، أن المؤتمر الثالث لنقابات العرب تتواصل أشغاله اليوم لعرض العديد من قضايا الاتحادات المشاركة مع تشريح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلدان العربية، تليها مناقشات حول العمل النقابي وواقعه في ظل الرهانات والتحديات من أجل الوصول إلى توصيات تجسد ميدانيا بهدف الوصول إلى حوار اجتماعي عادل وإعادة البناء وتحقيق التعافي الاقتصادي .