يواجه المنتخب الوطني لكرة القدم غدا الجمعة نظيره الغيني، في أولى المباريات التحضيرية خلال فترة التوقف الدولي، وستكون المواجهة فرصة للاعبين لاكتشاف الأجواء في ملعب وهران الجديد وأيضا بالنسبة للناخب الوطني الذي يسعى لاستغلال المباراة من أجل تجريب لاعبين جدد عادوا الى التشكيلة في صورة ديلور وبن طالب أو تم استدعاؤهم لأوّل مرّة في صورة ميريزاق لاعب شباب بلوزداد. تكتسي مواجهة غينيا الودية سهرة الغد، أهمية بالغة بالنسبة للناخب الوطني الذي يدرك انه لا مجال أمامه لتضييع المزيد من الوقت، إذ سيكون مطالبا بحسم بعض الأمور التي تخص التشكيلة الأساسية وإصلاح مكامن الخلل، حتى لا يتكرر سيناريو المشاركة الكارثية في "كان" الكاميرون إضافة الى تضييع بطاقة التأهل الى المونديال أمام الكاميرون. المنتخب الوطني يعاني من بعض النقاط الفنية، التي ظهرت الى السطح منذ فترة لكن الناخب الوطني فضّل تأجيل إصلاحها الى غاية مرور تصفيات المونديال، وهو الأمر الذي يتاح له حاليا، إذ يمتلك الآن هامش المناورة بما أن المنتخب غير معني بكأس العالم، وتصفيات كأس أمم إفريقيا ليست بالصعوبة التي يتوقعها البعض. تأجيل تصفيات كأس إفريقيا الى غاية مارس المقبل، خدم كثيرا بلماضي الذي استغل الأمر من أجل إصلاح أمور فنية ظهرت في التشكيلة.. وضيق الوقت، والارتباط بالتزامات متعلقة بتصفيات المونديال، والمشاركة في كأس إفريقيا صعبت على الناخب الوطني إصلاح هذه النقائص خلال تلك الفترة. ومن بين النقاط التي يعاني منها المنتخب الوطني حراسة المرمى، بعد أن أصبح مبولحي على أعتاب "التقاعد" مع المنتخب، ما يجعل بلماضي أمام حتمية إيجاد البديل أو البدائل المناسبة قبل فوات الأوان، حيث كان يراهن كثيرا على ماندريا من أجل أخذ فرصته كاملة خلال التربص، لكن الإصابة لم تأت في وقتها بالنسبة لهذا الحارس. الحارس زغبة سيكون بنسبة كبيرة الرهان الوحيد بالنسبة لبلماضي، خاصة أنه يدرك أن ماندريا يحتاج الى وقت أكبر للعب مع المنتخب واكتساب الخبرة الإفريقية عكس زغبة الذي يمتلك خبرة جيدة على المستوى الدولي.. فقد استفاد من خبرته الإفريقية الكبيرة مع وفاق سطيف سابقا والمنتخب الوطني، ما يرجح كفته مقارنة بحراس آخرين في الفترة الحالية. من ناحية أخرى، قد يستغرب البعض استدعاء الحارس أوكيجدة الذي يمر بأصعب فتراته على المستوى الاحترافي بحيث بصم على انطلاقة موسم سيئة للغاية مع فريقه ماتز، لكن الناخب الوطني فضل دعوته من أجل تعزيز ثقته بنفسه حتى لا يخسره خلال المواعيد المقبلة. الأمور الصعبة تزداد مع الحديث عن محور الدفاع، الذي يعاني أغلب عناصره من نقص المنافسة سواء تعلق الأمر بكل من ماندي وتوغاي أو بتوبة، الذين يعانون من نقص المنافسة بسبب عدم المشاركة بصفة أساسية إضافة، إلى عدم انطلاق البطولة التونسية بالنسبة لتوغاي. الخيارات ستكون واضحة بالنسبة لبلماضي، الذي سيضع الثقة من جديد في ماندي وتوبة أو توغاي، وحتى بدران هو الآخر يحظى بثقة الناخب الوطني خلال مواجهة غينيا، لأنه يدرك انه مطالب باختيار الأفضل والأكثر جاهزية، فالعناصر الموجودة يعرفها جيدا وشاهدها من قبل ولا يوجد لاعب يحتاج الى وقت آخر ليعرفه. بلماضي وبالرغم من أنه لا يملك مدافعا أيسر بديلا لرامي بن سبعيني، بعد أن وجه الدعوة الى ثلاث لاعبين ينشطون على الجهة اليمنى من الدفاع، ويتعلق الأمر بكل من عطال وبن عيادة إضافة الى زدادكة، ما يجعل الجميع يترقب الخيار الثاني للناخب الوطني خلال مواجهة غينيا في حال أصيب بن سبعيني. وسط الميدان يبقى ورشة مفتوحة بحكم أن الناخب الوطني، لم يجد بعد الخيار المثالي لتغطية غياب الثنائي قديورة وفغولي، و يبقى بن ناصر اللاعب الوحيد الذي يؤدي دوره على أكمل وجه، في انتظار منح الفرصة لبن طالب وميريزاق. ويعرف بلماضي جيدا قدرات رامز زروقي، لهذا طالبه ببذل جهود إضافية بعد نهاية التربص السابق، بعد الفوز على المنتخب الإيراني وديا، وأكد له ضرورة تحسين مستواه الفني من أجل الاستمرار في التواجد مع المنتخب واللعب بصفة أساسية. دور بن طالب سيظهر مع مباراة غينيا باكتشاف دوره الجديد في المنتخب، علما أنه يمتلك العديد من الميزات التي تسمح له بتقليص فترة الاندماج وفهم أفكار المدرب، خاصة أنه من الناحية التقنية يتميز بالذكاء الكبير، وهذا ما يعكس قدرته على اللعب في أكثر من مركز على مستوى خط الوسط. خبرة بن طالب صاحب 27 سنة كبيرة، إذ لعب المونديال في سن صغيرة، وكان أساسيا مع المنتخب خلال إشراف هاليلوزيتش على المنتخب الوطني، ما يؤكد أن اللاعب قادر على صنع الفارق وتقديم الإضافة المرجوة منه على مستوى خط الوسط خاصة فيما يخص تغطية غياب قديورة. المنافسة ستكون كبيرة على مستوى خط الهجوم، خاصة أن الخيارات المتوفرة كثيرة، وأغلب اللاعبين يمرون بفترة جيدة على مستوى أنديتهم، سواء تعلق الأمر بكل من سليماني أو عمورة وحتى ديلور وادم وناس المتألق مع فريقه الجديد ليل، ما يجعل الخيارات متوفرة بالنسبة لبلماضي.. وسليماني يدرك أنه أمام منافسة كبيرة بعد عودة ديلور. عناصر أخرى مازالت تبحث عن نفسها في بداية الموسم، ومواجهة غينيا قد تكون الفرصة المواتية لاستعادة الثقة الغائبة في صورة محرز وبلايلي، إضافة إلى براهيمي لاعب نيس الذي تراجع مستواه في الفترة الماضية، وأصبح لا يشارك كثيرا مع الفريق في المباريات.