أبدت الجزائر رغبتها بالانضمام إلى مجموعة بريكس الاقتصادية، وهذا تحدث عنه رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والذي سبق وأن شارك في قمة بريكس عبر الفيديو نهاية جوان. تضم المجموعة الاقتصادية «بريكس» والتي تم تأسيسها سنة 2009 خمس دول هي: الصينوالهندوروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا، وتمثل هذه المجموعة 23% من الاقتصاد العالمي، و18% من تجارة السلع، و25% من الاستثمار الأجنبي، وتعد قوة مهمة لا يمكن تجاهلها في العالم اليوم. وتتقاطع مبادئ المجموعة مع أحد المطالب القديمة للجزائر، والتي نادت بها في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حينما طالب الرئيس الجزائري هواري بومدين سنة 1973 بنظام اقتصادي دولي جديد يأخذ بعين الاعتبار مصالح الدول النامية المستقلة حديثا. تحالف دولي اقتصادي سياسي ومنذ الإعلان عن إمكانية انضمام الجزائر إلى هذه المجموعة، ربطت بعض الجهات المشبوهة بين ما يقع من أزمات في العالم، لاسيما الأزمة الأوكرانية. وفسرت هذه الرغبة على أنه اصطفاف جزائري لصالح طرف على حساب الطرف الآخر، بالرغم من أن طابع المجموعة اقتصادي بحت، على عكس «منظمة شانغهاي» والتي تعد منظمة سياسية واقتصادية وأمنية (اتفاقيات أمنية بين أعضائها). مكاسب سياسية واقتصادية متوقعة خلال لقاء مع الصحافة الوطنية، قال رئيس الجمهورية إن مجموعة بريكس تهم الجزائر، بالنظر لكونها «قوة اقتصادية وسياسية»، معتبرا أن الالتحاق بهذه المجموعة سيبعد الجزائر عن «تجاذب القطبين». وتتبنى الجزائر سياسة خارجية متوازنة، سواء مع روسيا باعتبارها الشريك التاريخي للجزائر، أو دول الاتحاد الأوروبي، حيث تعد الجزائر ثالث أكبر مورد للغاز الطبيعي لأوروبا (14٪)، ومن المرجح أن ترتفع هذه النسبة أكثر في قادم السنوات. كما تعد الصين الشريك التجاري الأول للجزائر وتربطها معها شراكات إستراتيجية، لاسيما في قطاع الصلب (منجم غار جبيلات) واستغلال الفوسفات شرق الجزائر. وتسعى الجزائر من خلال هذه المجموعة في حالة الانضمام إليها، البحث عن فرص جديدة لتنويع اقتصادها، لاسيما مع الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، باعتبارها أسواق استهلاكية واعدة وزيادة الاستثمار الأجنبي المباشر من هذه الدول، لاسيما في المجال الصناعي، والذي تسعى الجزائر إلى زيادة نسبة مساهمته في إجمالي الصادرات. كما توفر مجموعة «بريكس» نظام تحويلات مالية بديل لنظام سويفت، والذي تم تأسيسه سنة 1973 تسيطر عليه الولاياتالمتحدةالأمريكية، حيث تم عزل العديد من البنوك الروسية منذ بدء هذه الأخيرة عمليتها العسكرية في أوكرانيا. كما تمتلك الدول الأعضاء في هذه المجموعة تجارب اقتصادية ناجحة، ما يوفر إمكانية مساعدة الدول لتحقيق التطور في المجال الاقتصادي وتحقيق أهداف التنمية على المستوى المحلي. مكسب للمجموعة كما يوفر انضمام الجزائر لهذه المجموعة مكاسب للدول الأعضاء بالمجموعة، لاسيما والجزائر تعد أحد أكبر منتجي ومصدري الغاز الطبيعي في العالم، كما تمتلك احتياطيات هائلة من الغاز الصخري قدرت ب19796 مليار متر مكعب وهو ما يعادل أربعة أضعاف احتياطياتها من الغاز الطبيعي. ومع ازدياد الأهمية الإستراتيجية للغاز في سوق الطاقة العالمي وتواجد روسيا بالمجموعة صاحبة أكبر احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، من شأن هذه المؤشرات أن يزيد من ثقل هذه المجموعة عالميا. أضف إلى ذلك، الثروات الطبيعية الأخرى التي تتوفر عليها الجزائر، لاسيما خام الحديد وبدأت الصينوالجزائر بالفعل في استغلال منجم غار جبيلات أكبر منجم للحديد في العالم باحتياطي قابل للاستغلال يناهز 3 ملايير طن.