اعتبر الخبير الاقتصادي أمحمد حميدوش، أن الجزائر تعد البلد الإفريقي الأكثر حظا للحصول على عضوية مجموعة "بريكس" التي تضم مجموعة دول صاعدة تعتبر صاحبة أسرع نمو اقتصادي، خاصة بعد التحوّل الذي تعرفه المجموعة التي بدأت تبحث عن توجه سياسي إيديولوجي لتعزيز تموقعها في العالم بعد التوجّه الاقتصادي، مؤكدا أن المبادئ والمواقف السياسية الثابتة للجزائر وموقعها الجغرافي كبوابة إفريقيا، عوامل تؤهلها للحصول على هذه العضوية. ورد السيد حميدوش في تصريح ل"المساء"، أمس، بعد تأكيد رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في لقائه الإعلامي الأخير، أن الجزائر تتوفر على كل الإمكانيات والشروط للترشح لمجموعة "بريكس" التي تضم دول البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب إفريقيا، بأن هذا الانضمام يبقى ملفا للدراسة وله كل الحظوظ بالنظر إلى مكانتها المهمة في إفريقيا. وأكد حميدوش أن مجموعة "بريكس" التي تمكنت من تجسيد النتائج الاقتصادية التي تأسست من أجلها كقوة في العالم، حيث تقودها الصين التي تعد ثاني أكبر قوة اقتصادية عالمية، تتجه حاليا نحو تشكيل ناد سياسي تكون له مواقف لإحداث توازن والتقليل من ضغط الهيمنة الغربية والقطب الأحادي الذي تشكل بعد الحرب العالمية الثانية بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي عزّزت مكانتها بمجموعة من الهيئات الاقتصادية، المالية والسياسية، الأمر الذي يجعلها تبحث عن دول لها وزن سياسي قاري وعالمي لتعزيز قطبها. وأضاف أن ملف الجزائر الذي يبقى ملفا للدراسة لحد الآن له كل الحظوظ للانضمام إلى هذه المجموعة، بالنظر إلى الثقل الذي تمثله الجزائر في إفريقيا ومصداقيتها في الهيئات الإقليمية، بالنظر إلى مواقفها الثابتة إديولوجيا وسياسيا كدولة تدعو للسلم وتطبيق القوانين الدولية، بالإضافة إلى كونها دولة تعرف استقرارا سياسيا في ظل النزاعات والصراعات التي تعيشها العديد من البلدان، بالإضافة إلى بنتها الاقتصادية وموقعها الاستراتيجي الذي جعلها حلقة وصل بين إفريقيا الجنوبية العضو في المجموعة وباقي دول أوروبا والحوض المتوسط. وإذا كانت مجموعة "بريكس" تبحث عن بلد بحجم الجزائر من ناحية الوزن السياسي بين الدول الناشئة، فإن الخبير الاقتصادي يرى، أن انضمام بلدنا لهذه المجموعة سيكون فرصة لتطوير الاقتصاد الوطني بالاستفادة من هذه البلدان الخمسة من حيث التعاون والشراكة والعلاقات التي نسجتها المجموعة مع عديد البلدان. يذكر أن مجموعة "بريكس" تساهم بنسب كبيرة في نمو الاقتصاد العالمي، حيث تمثل 23% من الاقتصاد العالمي و18% من تجارة السلع و25% من الاستثمار الأجنبي اذ باتت قوة مهمة لا يمكن تجاهلها في العالم. تجدر الإشارة إلى أن مجموعة "بريكس" تأسست سنة 2009 وتضم الدول المذكورة سابقا، وذلك من أجل ضمان مصالحها الاقتصادية السياسية، حيث سعت منذ تأسيسها إلى إبراز مفهوم التعددية القطبية وتمثيل أكبر للاقتصاديات الناشئة وكسر منطق الهيمنة الغربية وشكلت مسائل التعاون المالي والأمن الغذائي قضايا حيوية بالنسبة لها والعمل على تعزيز التعاون متعدد الأطراف. وكان رئيس الجمهورية قد صرح أن الجزائر تتوفر بنسبة كبيرة على الشروط الاقتصادية التي تمكنها من الالتحاق بمجموعة "بريكس"، مشيرا إلى أن هذا الانضمام ممكن "لكن لا نستبق الأحداث لكن هناك أن شاء الله أخبار سارة" كما قال بصريح العبارة. مؤكدا أن هذه المجموعة تهم الجزائر بالنظر لكونها قوة اقتصادية وسياسية. كما أشار إلى أن الالتحاق بهذه المجموعة سيبعد الجزائر التي تعتبر رائدة في عدم الانحياز عن تجاذب القطبين.