عاشت كرة اليد الجزائرية فترة اللاستقرار لفترة طويلة جعلتها تنعكس على النتائج والمستوى بالنسبة للأندية، وكذا المنتخبات الوطنية في كل المواعيد التي شاركوا فيها، حيث لمسنا ذلك في عديد المواعيد التي أثبتت أن الخلافات بين الأشخاص كان لها الأثر السلبي بالرغم من أن الجزائر بلد كرة اليد ولها تاريخ عريق قاريا وعالميا، إلا أن الأمور تغيّرت للأسوأ بما أننا أصبحنا نبحث عن مركز مؤهل للمونديال دون غيره. بدأت الأمور تتضّح عقب القرار الموافقة على إجراء جمعية عامة استثنائية من أجل التحضير للجمعية الانتخابية، لاختيار من سيتولى إدارة الاتحادية الجزائرية لما تبقى من العهدة الأولمبية الحالية 2021 / 2024، ولهذا تم تحديد تاريخ 12 أكتوبر لعقد الجمعية الاستثنائية، والتي سيتم من خلالها المصادقة على عديد القرارات والنقاط من طرف الأعضاء، مع تقييم النتائج التي كانت خلال فترة تسيير المكتب المؤقت بقيادة اللاعب السابق عبد الكريم بن جميل من خلال التقريرين المالي والأدبي، مع تعيين اللّجان التي ستشرف على التحضير للجمعية الانتخابية، لجنة استلام ملفات المترشحين، لجنة الطعون لجنة الإشراف على عملية الانتخابات من أجل ضمان سير الأمور في شفافية وديمقراطية بهدف الخروج بنتيجة ترقى لتطلعات الجميع. أما الجمعية الانتخابية، ستكون يوم 22 أكتوبر الجاري أي بعد 10 أيام من عقد الجمعية الاستثنائية، يأتي ذلك من أجل منح فرصة لدراسة الملفات الخاصة بالمترشحين ومن جهة أخرى لكي تكون فرصة لشرح البرنامج وأهم الأهداف التي يسعى لها الراغبون في تولي مهمة قيادة الاتحادية، خاصة في الظرف الحالي بعد النفق المظلم الذي دخلت فيه نظرا للمشاكل سالفة الذكر، ما يؤكد أن المأمورية لن تكون سهلة بالنسبة لمن ستختاره الجمعية العامة لتولي مهما رئاسة الهيئة فيما تبقى من عمر العهدة، خاصة أن المنتخبات الوطنية ستكون معنية بعديد المواعيد في مقدمتها البطولة الأفريقية سيدات التي ستكون في الفترة الممتدة من 9 إلى 19 نوفمبر 2022 بالسنغال، وبعدها بطولة العالم رجال أكابر بكل من بولونيا والسويد والجميع يعرف الصعوبة التي وجدها الفريق الوطني قبل أن يقتطع تأشيرة التأهل الى المونديال، بعدما احتل المركز الخامس بصعوبة في بطولة إفريقيا بمصر جويلية 2022، وكذا النتائج المخيبة خلال الألعاب المتوسطية، بوهران في طبعتها 19 والتي أثارت الكثير من التساؤلات بالرغم من وجود ترسانة من اللاعبين الذين لديهم الخبرة والتجربة في مثل هذه المنافسات. كما تأهل كل من منتخب الفتيات لأقل من 18 سنة لبطولة العالم، وكذا فئة أقل من 21 سنة و19 سنة بالنسبة للرجال ما يستوجب تحديد برنامج تحضيري في المستوى حتى يكون ظهور مشرف لكرة اليد الجزائرية، أو بالأحرى جعلها محطة لإعادة بعث الكرة الصغيرة الجزائرية على كل الأصعدة، كل ذلك يستوجب حنكة ودقة في التعامل مع ما هو قادم، لأن البطولة الأفريقية أكابر رجال 2024 ستكون مؤهلة للألعاب الأولمبية بباريس 2024 ما يعني أن الفريق الوطني بحاجة لبرنامج عمل متوازن ويتضمن لقاءات ودية مع منافسين أقوياء لكي يكون اللاعبون جاهزين معنويا وبدنيا لتحقيق خامس تأهل لهذا الحدث في تاريخ كرة اليد الجزائرية، وبهذا فإن الجمعية الاستثنائية والانتخابية تعتبران المنعرج الحقيقي بالنسبة للاتحادية والأعضاء لهم مسؤولية حسن الاختيار حتى يعود الاستقرار الذي يعتبر أساس النجاح.