ألقت قمة نوفمبر بأول ثمراتها، مع توقيع الفصائل الفلسطينية على «إعلان الجزائر»، ليكون انتصارا للقضيّة العادلة، وعنوانا مشرقا للمّ شمل الأشقاء، والعمل على تحرير الوطن من براثن المحتل الصّهيوني. ولم نشكّ مطلقا في نجاح اللقاء الفلسطيني؛ ذلك أن الغاية واحدة والمصير واحد والرمزية بالغة السّمو، فكان التّتويج بالإجماع على «إعلان الجزائر»، بالقاعة التي احتضنت تأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة أول مرّة، إيذانا بعهد جديد من النضال والكفاح في ظلال الراية الفلسطينية الغالية. أي نعم، لم نشكّ لحظة في نجاح اللّقاء الفلسطيني، فقد حظي بعناية خاصة من الرئيس عبد المجيد تبون، وتجنّد الجزائريون والأشقاء العرب، كي يستعيدوا لأمّ القضايا العربية صفّها الواحد، وكلمة الحق التي تأسست عليها مقاومة الاحتلال الصهيوني. إن النجاح الذي تحقّق للأشقاء الفلسطينيين على أرض الجزائر الطاهرة، هو نجاح الأمة العربية، وهو أول أسس العمل العربي المشترك على جميع الأصعدة، في عالم يشهد تطورات لا تترك أيّ مساحة لمن يرغب في مواجهتها بمفرده، فالعصر عصر تكتلات اقتصادية، والبقاء يقتضي وحدة الصف والكلمة، وكلّ ما دون ذلك إنّما هو سبيل التهلكة؛ ولهذا، نعتقد أن «قمّة نوفمبر المجيد» ستكون تاريخية بامتياز، فهي السانحة التي لا ينبغي تفويتها على الأمة العربية كي تمسك بمقاليد أمورها، وتستعيد دورها الريادي في العالم. «إعلان الجزائر» سيكون انطلاقة جديدة قوية للعمل العربي المشترك، وسيكون منارة على درب الأشقاء إلى غاية تحرير الوطن المفدّى، وعاصمته القدس. فالثبات الثبات، والعزم العزم، والجزائر ستظل – كما كانت على الدّوام – البيت الشريف الذي يحضن آمال الأشقاء، ويدرأ عنهم الآلام والأسقام.. عاشت فلسطين حرّة أبيّة..