بعد نهاية مباراة مولودية الجزائر وشباب بلوزداد، بملعب ''20 أوت'' اقتربنا من اللاعب فيصل باجي، الذي أجابنا بكل صراحة على جميع الأسئلة المتعلقة بفريقه، وفوزه التاريخي على الشباب، إضافة إلى مشوار العميد هذا الموسم وباقي الأسئلة الشخصية التي تطالعونها في هذا الحوار. أنتم سعداء جدا بهذا الفوز؟ بطبيعة الحال، كيف تريدنا أن لا نسعد، فالانتصارات تبقى هدف كل اللاعبين، خاصة إذا تعلق الأمر بالمقابلات المحلية، كما أن التفوق على شباب بلوزداد بملعب ''20 أوت'' ليس في متناول الجميع، ويبقى انجازا تاريخيا، خاصة أنه جاء بعد أكثر من 28 سنة من الانتظار، وفي ظروف أكثر من خاصة. ❊ لو نعود إلى اللقاء، كيف تقيّمه؟ أظن أننا شاهدنا مقابلة جميلة ومثيرة، وهذا الرأي يشاطرني فيه الجمهور الحاضر وكل من تابع اللقاء عبر الشاشة، حيث أن الجميع يكون قد تمتع بالعروض الجميلة والمردود الذي قدمه الفريقان، كما أن الإثارة، الحماس، الجمهور الغفير، الأهداف والبطاقات، كل ذلك، كان حاضرا وهو ما يجعلني أجزم بأن هذا ''الداربي'' كان وفيا لكل وعوده ومن أحسن المواجهات في البطولة، هذا الموسم. ❊ فوزكم كان شاقا وعسيرا، أليس كذلك؟ لقد تنقلنا إلى ملعب ''20 أوت'' بمعنويات مرتفعة بعد فوزنا الأخير أمام إتحاد عنابة الذي أعاد لنا الثقة، حيث كانت تحذونا إرادة كبيرة لإعادة نفس الإنجاز أمام شباب بلوزداد والخروج بنتيجة إيجابية تسمح لنا بمواصلة المشوار بنفس العزيمة، خاصة وأن التعثر كان سيعيدنا إلى نقطة الصفر، ويدخلنا في أزمة جديدة نحن في غنى عنها، وهو ما تجلى فوق الميدان من خلال أدائنا الرائع والحرارة الكبيرة التي تحلينا بها، لذلك أعتقد أننا نستحق هذا الفوز الذي كان يمكن أن يكون أثقل لو آمنا في امكاناتنا منذ البداية، وعرفنا كيف نترجم الفرص التي أتيحت لنا إلى أهداف. ❊ آداءكم كان مغايرا تماما للذي ظهرتم به أمام النصرية بنفس الملعب، ما السرّ في ذلك؟ ليس هناك سر معين، فكل ما في الأمر أننا لعبنا هذه المرة في ظروف أفضل وبراحة تامة بعد أن تخلصنا من الضغط الشديد الذي كان مفروضا علينا في بداية الموسم، كما أن الفوز الأخير أمام عنابة والطابع المحلي لهذه المواجهة رفع معنوياتنا وجعلنا ندخل هذه المواجهة في أحسن الظروف. ❊ في نظرك، أين كان مفتاح الفوز بهذا اللقاء؟ أظن أن المقابلات المحلية تتطلب تحضيرا بسيكولوجيا خاصا، حيث كنا مركزين جيدا وعازمين على تحقيق نتيجة ايجابية، وهو ما تجلى فوق الميدان من خلال الإرادة التي لعبنا بها والتضامن الذي ساد بين اللاعبين، كما أن الهدف الذي سجله كوليبالي جاء في الوقت المناسب وكان مفيدا جدا بالنسبة لنا، لأنه أربك المنافس، وجعلنا نسيّر باقي المقابلة بذكاء، في وقت كان البلوزداديون يبحثون عن التعديل. ❊ ألم يؤثر فيكم خروج كودري مع بداية المرحلة الثانية؟ أظن أن طرد أي لاعب في كرة القدم يعدّ سلاحا ذو حدين بالنسبة لفريقه، لو لم يتم استغلاله بطريقة جيدة، ومن حسن حظنا أن خروج كودري كان في صالحنا، حيث ضاعف كل اللاعبين من مجهوداتهم قصد تعويض النقص العددي، كما أن المدرب قام مباشرة بعد ذلك بتعزيز خطي الدفاع والوسط لسدّ الفراغ، ولحسن الحظ أن الهدف الثاني جاء في الوقت المناسب أيضا، لأنه أكسبنا ثقة إضافية وحطم معنويات الخصم، بدليل أن لاعبيه ضيّعوا بعد ذلك عدة فرص بسبب النرفزة والسرعة. ❊ وماهو سبب تراجعكم إلى الخلف في الشوط الثاني؟ أظن أن عقلية اللاعب الجزائري تفسر ذلك، وعودتنا إلى الوراء كانت تلقائية ومن أجل الحفاظ على هدف التقدم، كما أن التفوق العددي للمحليين وضغطهم على مرمانا جعلنا نغير من طريقة لعبنا. ❊ لو نعود إليك، ما تعليقك على الاستقبال الذي حظيت به من قبل أنصار بلوزداد؟ صراحة، ردّ فعل أنصار الشباب كان منتظرا وطبيعيا، ويترجم مدى حبّهم لي وتعلقهم بي، خاصة وأنهم لم يتقبلوا لحدّ الآن طريقة مغادرتي لفريقهم وانضمامي إلى الغريم، بعد أن كنت مدللهم وصانع أفراحهم طيلة عشرية من الزمن، وعلى كل حال تبقى هذه عقلية المناصر الجزائري، يناصرك وساندك بعد الانتصارات ويشتمك بعد الاخفاقات، ومن جهتي فقد لعبت بصفة عادية وقدمت كل ما لدي من أجل تشريف ألوان المولودية التي أحمل ألوانها الآن رغم صعوبة اللعب في ''20 أوت'' أمام شباب بلوزداد. ❊ وكدت تردّ عليهم بهدف كان سيكون تاريخيا؟ صحيح، فقد كنت على وشك تسجيل هدف جميل يدخل التاريخ لولا سوء الحظ، لكن رغم ذلك أنا سعيد جدا بفوز فريقي، كما أن مشيئة اللّه أرادت أن لا أسجل ضد فريقي السابق. ❊ باعتبارك لعبت في الشباب، كيف وجدت التشكيلة الحالية؟ أظن بأن لا أحد ينكر بأن بلوزداد تغيرت كثيرا وبصفة جذرية في السنوات الأخيرة، سواء على صعيد اللاعبين، أو الطاقمين الفني والإداري ولم يبق سوى ملعب ''20 أوت'' والأنصار الأوفياء، لكن هذا لا يمنعني من القول بأن الشباب يملك هذا الموسم تشكيلة شابة تضمّ لاعبين موهوبين هم بحاجة إلى مزيد من الوقت للتأقلم وتحقيق الإنسجام المطلوب. ❊ نعود إلى فريقك، كيف تقيّم مشواره لحدّ الآن؟ لا أحد ينكر بأن المولودية كان يمكن أن تكون نتائجها أحسن بكثير من التي حققتها لحدّ الآن، بالنظر إلى تعدادها الثري والإستقدامات التي قامت بها الإدارة الجديدة، لولا بعض المشاكل التي عرقلتنا والتي لا فائدة من الرجوع إليها الآن، لأن المهم هو التفكير في المستقبل ومحاولة التدارك والبقاء على نفس الوتيرة. ❊ بصفتك أحد أعمدة الفريق، ماذا تقول على مجيئ المدرب آلان ميشال؟ أظن أن قدوم آلان ميشال، حرر اللاعبين وأحدث الشيء الإضافي في التشكيلة، كما أنه قام بعمل كبير في الجانبين البدني والفني خلال فترة توقف البطولة، بدأت ثماره بالظهور من خلال الفوزين الأخيرين، لكن هذا لا يقلل من قيمة المدرب السابق عامر جميل الذي قام بعمل جيد هو الآخر، وساهم في إنقاذ الفريق من السقوط الموسم الماضي. ❊ العميد يملك أضعف خط دفاع هذا الموسم، بدليل تلقيه 17 هدفا لحد الآن، ما تعليقك؟ أظن أن هناك عدة عوامل ساهمت في ذلك، منها الاصابات التي تعرّض لها شاوي، ونقص المنافسة بالنسبة لكوليبالي، كما أن المستقدمين الجدد كزدام يلزمهم بعض الوقت للتأقلم، لكن مع مرور المباريات سيستعيد الدفاع قوته وهيبته، بدليل عودة الحارس بن حمو وكوليبالي إلى مستواهما المعهود. ❊ الأنصار استرجعوا الأمل في لعب الأدوار الأولى، ماذا تقول لهم؟ من حق الأنصار أن يحلموا بلعب الأدوار الأولى، لأن العميد فريق كبير وعريق، ويستحق التتويج بالألقاب في كل موسم، لكن أظن أن الحديث عن البطولة سابق لأوانه، لأنه لازالت هناك أكثر من 20 مقابلة، وكل شيء وارد فيها، ومن جهتنا سنلعب مقابلة بمقابلة ونسيّر بقية المشوار بذكاء، ونعد أنصارنا أننا لن ندخر أي جهد من أجل إسعادهم وتشريف ألوان الفريق. ------------------------------------------------------------------------