زغدار: تركيب كلّ ما هو مستورد غير مقبول لا مشاريع صناعية من دون إدماج المنتج المحلي توفير 4 آلاف منصب شغل مباشر وأخرى غير مباشرة فرحة وسط المواطنين .. وتباشير بتراجع الأسعار وانتهاء الأزمة بعد مشاورات حثيثة تمت الأيام الماضية بين الطرفين وقعت وزارة الصناعة والمصنّع الإيطالي «فيات» للسيارات التابع لمجمّع «ستيلانتيس»، يوم الخميس على اتفاقية إطار، من أجل إقامة مشروع لتصنيع السيارات السياحية والنفعية الخفيفة، بحضور وزير الصناعة أحمد زغدار، وكارلوس تافاريس، الرئيس المدير العام لمجموعة «ستيلانتيس» (Stellantis، رابع أكبر مجموعة لصناعة السيارات في العالم والتي تضم في حافظتها علامة «فيات». تم توقيع الاتفاقية من طرف مدير التعاون الدولي بوزارة الصناعة، ومدير منطقة إفريقيا والشرق الأوسط بمجموعة «ستيلانتيس»، وبموجب هذه الاتفاقية الإطار، ستقوم الشركة الإيطالية بإقامة مشروع لصناعة وإنتاج مركبات علامة «فيات « في الجزائر وتطوير الأنشطة الصناعية وخدمات ما بعد البيع وقطع الغيار لهذه العلامة، وسيقام هذا المشروع بالمنطقة الصناعية «طفراوي « بولاية وهران. أكد وزير الصناعة أحمد زغدار خلال الكلمة التي ألقاها في مراسم التوقيع، أن الجانب الاستراتيجي لتفعيل مشروع صناعة السيارات في الجزائر الخاص بعلامة «فيات»، والذي يوليه رئيس الجمهورية أهمية خاصة بالنظر للإرادة المشتركة مع نظيره «سيرجيو ماتاريلا»، رئيس الجمهورية الإيطالية، يندرج في إطار الرفع وتوسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين البلدين، المعبر عنه بالإجماع خلال زيارة الدولة التي أجراها الرئيس تبون إلى دولة إيطاليا مؤخرا. وأشار زغدار، إلى أن العلاقات الاقتصادية والصناعية بين البلدين تعود إلى عقود مضت، وتتميز بالقوة والمتانة، وهي في تقدم مستمر لتوسيع مجالات التعاون إلى مختلف الشعب الصناعية، ونظرا للتاريخ القوي لصناعة السيارات الذي تمتلكه شركة «فيات»، فإن «الرؤية المستقبلية لتطوير هذه الشعبة في بلادنا ترى في إقامة مشروع صناعي لها محليا في غاية الأهمية، خاصة مع ما قدّمه هذا المصنّع من التزامات لتحقيق نسب إدماج تستجيب لما نصبو إليه في إستراتيجية تطوير هذه الشعبة، وذلك على المدى القريب» يقول الوزير، موضحاً أن وزارة الصّناعة ستسعى إلى وضع أسس قوية لتطوير شعبة صناعة السيارات بالشراكة مع شركاء ذوي خبرة كبيرة في هذا المجال، والذين سيساهمون في الرفع من نسبة الصناعة في الدخل الوطني الخام بشكل كبير في السنوات الخمس المقبلة، من خلال شراكة رابح-رابح، ولأجل ذلك يسعى قطاع الصناعة للتجسيد الفعلي لهذه المشاريع من خلال مرافقة حثيثة لها، ويضيف المسؤول الأول على قطاع الصناعة بالقول «ارتأينا أن يكون أول تحدّي لنا عن طريق هذا الاتفاق الذي قمنا من خلاله بوضع خارطة طريق للتسريع من وتيرة إنجازه ودخوله حيّز الإنتاج في مدّة قياسية، ما سيسمح للمواطن والمؤسسات الاقتصادية من اقتناء سيارات بالمعايير العالمية من جهة، وخلق قيمة مضافة في اقتصادنا الوطني من جهة أخرى». وتابع زغدار أن شروط ممارسة هذا النشاط قائمة أساسا على خلق الثروة من خلال إدماج منتوجات محلية الصنع في السيارات المصنعة، لتبلٌغ في المدى القصير نسبا تتوافق مع ما ستستثمره الدولة لتوفير المناخ المناسب للمصنّع، مشدداً أنه لن يتم اعتماد مشاريع صناعية في هذه الشعبة مادامت لا تستجيب إلى هذا الشرط الرئيسي، «الذي وجدنا استجابة قويّة عند الشريك الإيطالي لتحقيقه» يضيف زغدار، مشيرا إلى أن إطلاق هذا المشروع سيتبعه مشاريع أخرى تستجيب إلى نفس مقاييس الإدماج والقيمة المضافة في المستقبل القريب، وأنّه لن يتم قبول أي استثمار في صناعة السيارات يكون مبنيا على تركيب كل ما هو مستورد فقط. من جانب آخر، كشف والي ولاية وهران سعد سعيود، في تصريح للصحافة يوم الخميس، أن مشروع صناعة وإنتاج المركبات «فيات» بالمنطقة الصناعية طفراوي بوهران، سيتربع على مساحة تقدر 120 ألف هكتار، سيوفر 4 آلاف منصب شغل مباشر، وأخرى غير مباشرة. ميلي: خطوة مهمة وفي هذا الصدد، يؤكد رئيس منتدى الاستثمار وتطوير المؤسسات يوسف ميلي في تصريح ل «الشعب»، أن قيام مجمع « ستيلانتيس» بالإمضاء على اتفاقية الإطار لإنشاء مصنع لسيارات «فيات» المعروفة في السوق الجزائرية، تعتبر خطوة مهمة ، وستساهم هذه الخطوة في ظهور منافسة محمومة بين مختلف العلامات العالمية المعروفة في السوق الجزائرية وخاصة بعد قانون الاستثمار الجديد الذي يمنح حرية وأريحية كبيرة للمستثمر الأجنبي في النشاط. كاوبي: شراكة حقيقية ويؤكد الخبير الاقتصادي محفوظ كاوبي، في تصريح ل «الشعب»، أن اتفاقية الإطار الموقعة بين وزارة الصناعة وشركة «فيات» للسيارات، من شأنها التأسيس لشراكة حقيقية تستجيب للأهداف التي تتوخاها الحكومة من خلال إرساء عمليات تصنيع حقيقية للسيارات في الجزائر، فالشريك الإيطالي «ستيلانتيس» يعد من بين أكبر مصنعي المركبات في العالم وأحسنهم من ناحية التخطيط الاستراتيجي والصناعي، ولعل النتائج التي حققها خلال سنة 2021 تثبت ذلك، بعد إطلاق استثمارات كبيرة في مجال التكنولوجية الطاقوية للسيارات ومكونات سلاسل القيمة. ويرى كاوبي أن هذه الشراكة بإمكانها بعث نسيج صناعي متكامل وحقيقي، إذا ما ترجم الاتفاق الإطار إلى مشروع يستجيب للمحددات الأساسية للتنافسية ولنجاح المشاريع الصناعية، مع الأخذ بعين الاعتبار هفوات التجربة السابقة للتركيب والتي استفادت الجزائر منها الكثير من حيث التعامل مع المشاريع الاستثمارية، علاوة على ضرورة تهيئة الظروف المالية واعتماد أحسن التراكيب المالية بشكل يمكن من ضمان الظروف المناسبة لنجاح المشروع وتحريره من كل القيود الإدارية التي يمكن أن تضعّف من جدوى المشروع التنافسية والتقنية. ويتابع ذات المتحدث التأكيد على أن المشروع سيؤسس لقواعد نسيج صناعي على الأمدين المتوسط والبعيد بإمكانها أن تصبح مصدرا لقطاع مناولة تنافسي في قطاعات البتروكيمياء، الحديد والبلاستيك وغيرها.