تُعتبر جامعة الحاج لخضر بباتنة، خزانا للكفاءات العليمة، من خلال الاعداد الكبيرة للطلبة المتخرجين سنويا، حيث يتخرّج من مختلف معاهدها وكلياتها أكثر من 12 ألف طالب في العديد من التخصّصات الإنسانية والإجتماعية والعلمية، كل سنة، ما جعل الإقبال عليها من طرف الطلبة الجدد كبيرا خاصة بعد ريادتها وطنيا في مجال الابتكار والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التي اطلقها الطلبة المنتمين إليها. تمكّنت جامعة باتنة 01 الحاج لخضر، من تحقيق العديد من الإنجازات العلمية والأكاديمية البارزة في السنوات الأخيرة، بفضل الاستراتيجية التي باشرها مدير الجامعة البروفيسور عبد السلام ضيف في جعل الجامعة أكثر تنفتح اكثر على محيطها الاقتصادي الإجتماعي وإعطاء المزيد من العناية لأعمال التقييم الدوري لأنشطة البحث العلمي ونتائجه بهدف تعزيزه. أكد مدير جامعة باتنة 01، الدكتور عبد السلام ضيف في تصريح ل»الشعب»، أنّ جهود الجامعة تتركز حاليا على جعل البحث العلمي وخلق الثروة أولوية من خلال المؤسسات الناشئة، تماشيا مع التوجهات الجديدة للوصاية، بالموازاة مع حرصها لتحقيق أهدافها ورؤيتها نحوالتميز والإبداع في خدمة المجتمع، من خلال نوعية وجودة التعليم، وتوفير الجوالعلمي المناسب للطلبة. 7 آلاف طالب جديد التحقوا بمقاعد الدراسة أوضح مدير الجامعة باتنة، أنّ الحصيلة الكمية والنوعية للدخول الجامعي الجديد 2022 - 2023 مقبولة على كافة المستويات البيداغوجية والمادية والهيكلية والخدماتية، مُسجلا ارتياحه للظروف العامة التي ميزت هذا الحدث الهام، مؤكدا حرصه على متابعة الديناميكية التي شرعت فيها الوصاية للارتقاء بأداء الجامعة تكوينا وبحثا وحوكمة وخلال تقييمه للدخول الجامعي الذي تميز هذه السنة أيضا بالاستقرار، في ظلّ ما وفرته الجامعة من امكانيات مادية وبشرية كبيرة لإنجاحه، أكد المدير تسجيله رفقة كل أفراد الأسرة الجامعية لارتياح، خاصة بعد إلغاء نظام التفويج، حيث استقبلت الجامعة أكثر من 7 آلاف طالب جامعي جديد، 95 بالمائة منهم استكملوا اجراءات تسجيلهم النهائية بمختلف الأقسام في التخصّصات التي أهلتهم لها معدلاتهم التي تحصلوا عليها في شهادة البكالوريا. هذا الرقم في عدد الطلبة الجدد يعكس أهمية هذه المؤسسة الجامعية على المستوى الوطني وتخصصاتها النوعية وخدماتها الكبيرة التي تقدمها للطلبة ما جعل إقبالهم عليها منقطع النظير، حيث وفرت الجامعة لتسهيل عملية تسجيلهم مركزين للتسجيل النهائي مع تسخير مركز بريدي لدفع رسوم التسجيل داخل الجامعة لتجنيبهم عناء التنقل من مكان لآخر. كما أشار المدير إلى تواصل عملية التسجيل في الماستر لطلبة جامعة باتنة01 وباقي جامعات الوطن الاخرى بحكم أحقية طلابها في التسجيل بجامعة باتنة، مثمنا العودة القوية للطلبة إلى قاعات الدراسة والمدرجات بعد 3 سنوات من الدراسة بالدفعات بسبب الجائحة وتداعياتها. وفي تقييمه للدخول الجامعي الجديد وصفه ضيف بالمستقر والمريح، في ظلّ ما وفرته الجامعة من امكانيات مادية وبشرية كبرة لإنجاحه، مسجلا ارتياحا كبيرا لدى كل أفراد الأسرة الجامعية، خاصة بعد إلغاء نظام التفويج، حيث استقبلت الجامعة أكثر من 7 آلاف طالب جامعي جديد 95 بالمائة منهم استكملوا اجراءات تسجيلهم النهائية بمختلف الأقسام في التخصصات التي أهلتهم لها معدلاتهم التي تحصلوا عليها في شهادة البكالوريا. كما سجّل المدير ارتياحا كبيرا للعودة القوة للطلبة الى قاعات الدراسة والمدرجات، مُشيرا الى تواصل عملية التسجيل في الماستر لطلبة جامعة باتنة01 وباقي جامعات الوطن الأخرى بحكم احقية طلابها في التسجيل. 39 مخبرا علميا لترقية البحث العلمي أكد البروفيسور عبد السلام ضيف توفر الجامعة على 39 مخبر بحث علمي في مختلف التخصصات الإنسانية والإجتماعية والعلمية لتسهيل عملية العمل والاحتكاك بين الباحثين بغية تبادل التجارب والخبرات، حققت نتائج هامة خاصة في بعض التخصصات على غرار العلوم الفلاحية التي حقق بعض طلبتها نتائج جد مشرفة وطنيا واقليما بمشاركاتهم في عدد من المنافسات العلمية افتكوا خلالها نتائج باهرة عززت رغبة الجامعة في مواصلة دعمهم. وأشار ضيف، إلى أنّ جامعة باتنة حققت إنجازا دوليا بتمكنها من افتكاك الترتيب الأول عربيا وعربيا لأفضل مشروع ناشء، غايته مرافقة ودعم المشاريع الناشئة للباحثين وربط الجامعة بالوسط الاقتصادي والاجتماعي وتنمية روح المقاولاتية لدى الطلبة والتشجيع عليها في اوساطهم، وكذا تشجيع رواد الأعمال الذين يعتمدون على التكنولوجيا والفكرة المبتكرة من أجل شق طريقهم في عالم الشغل. ويتعلّق المشروع الهام بإنتاج حليب نباتي مستخلص من بذور الكينوا للأطفال المرضى بالسيالياك والسكر نوع «أ» والسرطان موجهة الى الامهات اللائي تعانين من اعاقة أو التي تعيش في أماكن لا تتوفر على مصادر الطاقة كمناطق الظل أو المناطق النائية، من إعداد الطالبتين الثنائي قادري لويزة وبغلي هدى. كما عاد المدير للحديث عن انجازات مخابر الجامعة خلال الجائحة ومساهمتها في صناعة الأقنعة الواقية التي تم توزيعها على كل ولايات الوطن وهي منتوج لأساتذة بدأ بفكرة تجسدت ميدانيا وساهمت كثيرا في مرافقة جهود الدولة في توفير مستلزمات الوقاية من الفيروس. كما نجح مخبر آخر بالجامعة في توفير طاقة البيوغاز عن طريق رسكلة الفضلات، وغيرها من الإنجازات العلمية التي قامت بها مخابر الجامعة، اضافة إلى دخول ارضية تقنية لتحاليل الفيزيائية والكيمائية حيز الخدمة هذا العام، بالإضافة لعقد المؤتمرات والندوات الدولية، واستضافتها، والمشاركة فيها، بغية المساهمة في تطوير البحث العلمي وتحسين مردوديته. وأشار ضيف إلى بذل المزيد من الجهد من أجل إدماج عروض التكوين في الدكتوراه ضمن محاور البحث المعتمدة في المخابر الجامعية والحرص على الإشراك الفعلي للأساتذة الباحثين وطلبة الدكتوراه في أعمال هذه المخابر، سيما وأنّ نتائجها تشكل مؤشرا أساسيا في تقييم أداء المسيرين الجامعيين. الرقمنة خيار صائب للمرور نحو المستقبل أوضح الدكتور ضيف عبد السلام مدير الجامعة، أنّ القطاع الذي ينتمي اليه سعى ولا يزال إلى تطبيق مشروع الرقمنة استجابة للتطورات العلمية والتقنية المتلاحقة، مشيرا إلى أن جامعة باتنة 01 تشهد اعتمادا متزايدا عل الرقمنة وإرساء أسس التكنولوجيا الحديثة على الادارة والكليات والأقسام لتحسين مستوى الأداء البيداغوجي والتعليمي، وتمثلت هذه التقنيات والخدمات الإلكترونية في نظام «بروغرس»، والذي يهتم بالتسيير البيداغوجي من تسجيل للطلبة وتوجيههم وتحويلهم ورصد نقاطهم ومعدلاتهم وكذا تسيير الموارد البشرية وتسيير الخدمات الجامعية وغيرها من الخدمات الرقمية التي تستجيب للتطورات الحاصلة عالميا وتزيد من كفاءة وفعالية الأداء. كما يمنح هذا النظام الطالب حسابا الكترونيا يتّبعه خلال مساره الدراسي بالجامعة ويُبقيه مطلعا على كل ما يتعلق بأموره البيداغوجية، إضافة إلى أنه يقوم بحفظ مسار الطالب الدراسي، وكذا صياغة برامج التوزيع الزمني والحجم الساعي للأساتذة، وتسيير عملية المداولات وغيرها من الخدمات الإلكترونية، حيث ستتحوّل الرقمنة يضيف مدير الجامعة إلى أداة أساسية للتواصل بين مختلف مُكونات الأسرة الجامعية والعلمية، من أساتذة وباحثين وطلبة ومسيرين. وقال ضيف بهذا الخصوص، إن قطاع التعليم العالي والبحث العلمي محل الإهتمام الكبير الذي توليه الدولة الجزائرية له سيكون في المرحلة القادمة قاطرة التنمية المستدامة في البلاد من خلال المهام الموكلة اليه في التكوين واعداد الكفاءات التي تستجيب للمتطلبات الحقيقية والموضوعية للتنمية في زمن الرقمنة والتطور التكنولوجي. كما استحدثت ذات الجامعة مركز دعم خاص بالتكنولوجيا والابتكار، يُساهم في تطوير الإمكانات الإبداعية الكامنة في الأوساط الأكاديمية والصناعية والأعمال التجارية وتمكين المبتكرين خاصة الطلبة من الوصول إلى الخدمات المحلية ذات الجودة العالية في مجال المعلومات التكنولوجية، وذلك بعدما تمّ إبرام اتفاقية بين جامعة الحاج لخضر باتنة 01 والمعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية لإنشاء مركز لدعم التكنولوجيا والابتكار داخل الجامعة وقد بدأ مشروع إنشاء هذه المراكز عملا باتفاق بين المعهد والمنظمة العالمية للملكية الفكرية تعهد بتقديم المساعدة التقنية والمادية. وسيكون الدور الرئيسي لهذه الأخيرة تقريب الجامعة من المشروع الاقتصادي والانفتاح أكثر على العالم الخارجي والسماح بتبادل المعلومات والتدريب ورصد براءات الاختراع الابتكارية للباحثين، كون مركز دعم التكنولوجيا والابتكار مكتبة رقمية إلكترونية ومركز للتدريب وفضاء لدعم الأعمال التجارية، إضافة إلى تحسين القدرات والمهارات الوطنية في مجال الاستغلال الإلكتروني لقواعد بيانات وقواعد بيانات البراءات وعدة ملايين من المجلات العلمية والتقنية المتاحة من خلال مختلف شبكات المنظمة العالمية للملكية الفكرية. وأكد ضيف أنّ الابتكار والتقدم التكنولوجي وأحد أسباب التنمية الاقتصادية والاجتماعية فى كافة البلدان، لذلك تستهدف جامعة باتنة 01 الطلبة المبدعين أصحاب الأفكار والمشاريع، حيث تتوفّر على مرفقين مُهمين لمرافقة الطلبة وابحاثهم كدار المقاولاتية التي تقوم بمرافقة الطلبة أصحاب المشاريع لإنشاء مشاريعهم ضمن مختلف صيغ التشغيل، وحاضنة أخرى للمؤسسات الناشئة، مخصّصة للطلبة المبتكرين من أجل مساعدتهم ومرافقتهم في انجاز مشاريعهم وتجسيد افكارهم. وثمّن ضيف قراري وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور كمال بداري المتعلق بتحويل مذكرات التخرج إلى مشاريع بالتنسيق مع وزارة المؤسسات الصغيرة، وكذا منح الطلبة شهادات تثبت امتلاكهم لأفكار ومشاريع خلال مسارهم الدراسي بالجامعة تكون شهادة ثانية مرافقة للشهادة الاكاديمية وذلك بهدف تسهيل ولوجهم لعالم الشغل، عبر إنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة. اتفاقيات هامة في اطار الانفتاح على المحيط الخارجي جدّد ضيف التأكيد أنّ جامعة باتنة قطعت أشواطا هامة في الانفتاح على المحيط الخارجي من خلال توقيعها لعديد اتفاقات الشراكة مع مختلف القطاعات، بهدف تعزيز العلاقة بين الجامعة والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية ما سيسمح - حسبه - بإضافة قيمة للجامعة وتحسين نوعية التعليم والتكوين والبحث العلمي، حيث تبرم الجامعة سنويا العديد من الاتفاقيات الوطنية والدولية مع جامعات اجنبية لترقية علاقات الجامعة مع محيطها الاجتماعي والاقتصادي والمبادرة ببرامج شراكة متنوعة في مجالي التعليم والبحث. واشار ضيف إلى أنّ الجامعة مُطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالانفتاح على المحيط الاقتصادي للبلاد، حتى تكون خلاّقة للثروة وتستجيب لاحتياجات التنمية المحلية والوطنية، ما يسمح ببعث وتنمية روح المقاولاتية في أوساط الطلبة المتخرجين. كما ثمّن المدير جهود الدّولة الجزائرية خلال 60 سنة من الإستقلال في توفير الدّعم الكبير الذي توليه لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، والذي يتواصل حاليا بقوة، وهي جهودٌ تستدعي حسب ضيف - الحرص أكثر من أي وقتٍ مضى على الحفاظ على المكاسب المحقّقة، والعمل على تحقيق الرّسالة السّامية والنبيلة للمؤسّسة الجامعية، من خلال الانفتاح على محيطها بإيجابية وفعالية، لتكون قاطرة للتنمية، وخزّاناً للكفاءات والطّاقات المتميّزة والتي لا تدّخر جهداً في بناء الوطن والمساهمة في رقيه ورفعته، ليحظى بالمكانة التي يستحقّها بين الشعوب والأمم يضيف المتحدث.