أبرز وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان، دور جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا بباب الزوار، في مرافقة المؤسسات الجامعية عبر الوطن بإمدادهم بأساتذة مؤطرين في جميع التخصصات والمساهمة في التأطير للمؤسسات الإقتصادية والإجتماعية وإطارات الدولة، مؤكدا أنها يمكن أن تكون رافعة ومحركا حقيقيا للتنمية المحلية والوطنية، بالنظر للمؤهلات والقدرات التي تزخر بها. ودعا الأسرة الجامعية للتحاور المستمر مع الشركاء الإجتماعيين وتحفيز الطلبة على الإبداع عبر تأسيس النوادي العلمية. أشرف بن زيان، أمس، على تدشين عدة منشآت علمية بجامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا وهي مركز مخابر بالمدرسة الوطنية متعددة التقنيات بالحراش، يتسع ل300 باحث ويضم 12 تخصصا وتدشين الأرضية التقنية للتحاليل الفيزيائية والكيميائية وكذا دار العلوم، مع ترقية نخبة من الأساتذة إلى رتبة بروفيسور، وذلك بمناسبة الذكرى 47 لتأسيس الجامعة. في هذا الصدد، أوضح الوزير أن زيارته لمدينة الجزائر العلمية تدخل ضمن البرنامج المسطر للجولات الميدانية والتفقدية لمختلف مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي عبر الوطن، بغرض التعرف على واقع تنمية وتطوير هذه المؤسسات عن قرب وإبراز حجم الإمكانات والاستثمارات المخصصة من طرف الدولة لتعزيز قدرات هذه المؤسسات، من حيث التأطير البيداغوجي والإداري والبنية التحتية من هياكل وتجهيزات لتطوير البحث العلمي لخدمة التنمية ومرافق بيداغوجية وخدماتية. علاوة على معرفة مدى انخراط هذه المؤسسات في الرؤية الإصلاحية الإستشرافية للقطاع عبر تحسين نوعية التكوين والبحث والحوكمة، والإنفتاح على المحيط الإقتصادي والإجتماعي العمومي والخاص والمحيط الدولي، بإبرام عقود شراكة وتعاون ترقى لمستوى التوأمة، لجعل الجامعة في خدمة برامج التطوير الإقتصادي والإجتماعي والاستجابة للإحتياجات الإجتماعية والمجتمعية والخدمات التشغيلية والحركية والمهن في زمن الرقمنة وكذا بناء أسس اقتصاد جديد قائم على المعرفة والاستثمار في الرأسمال المعرفي والإبتكار والتجديد. وأضاف، أن كل القدرات البيداغوجية والبحثية التي تزخر بها هذه المدينة، كلها فرص لتكون المؤسسات الجامعية بمدينة الجزائر قاطرة لتحقيق الطفرة المرجوة للإنتقال بالجامعة الجزائرية إلى مصدر منتج للمعرفة المنشئة للثروة وتثمين المنتوج العلمي والعمل على تسويقه، حاثا المؤسسات التعليمية والبحثية بمدينة الجزائر على المبادرة بعقد اتفاقيات مع المؤسسات الإقتصادية والإجتماعية العمومية والخاصة، سواء محليا أو وطنيا، وتشجيع الإبداع والاستثمار العملي لمخرجات التكوين والبحث في إطار النمط الجديد للحوكمة الجامعية والإنتقال إلى البحث التطويري والتطبيقي لتوفير موارد مالية، وهذا بابتكار آليات تمويل جديدة عبر تقديم خدمات وإنشاء مؤسسات فرعية. المنجزات العلمية والبحثية في المقابل، أشاد بن زيان بحصيلة جامعة هواري بومدين الثرية بالمنجزات العلمية والبحثية، والتي ساهمت منذ عقود في تكوين كفاءات علمية وبحثية عالية التأهيل في تخصصات دقيقة أمدت مؤسسات التعليم العالي عبر الوطن بمؤطرين في ميدان العلوم والتكنولوجيا وإطارات في الدولة، استطاعت رفع تحدي تطوير عجلة التنمية الإقتصادية والاجتماعية، ولازالت تواصل رسالتها العلمية والتكوينية والبحثية. وأضاف، أن هذا الصرح العلمي أضحى مرجعية علمية في الجزائر تجاوزت شهرتها حدود الوطن، بفضل أساتذتها الباحثين وطلبتها المشاركين في تأطير التكوين والبحث عبر العديد من جامعات العالم أو المشاركة في برامج البحث العالمية، وبفضل فوز طلبتها في مسابقات الإبتكار على المستوى العالمي وظفرهم بالمراتب الأولى، مشيرا إلى أن جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا استقبلت منذ تأسيسها عام 1974 أول دفعة متكونة من 2500 طالب يشرف على تأطيرهم 250 أستاذ إلى أن وصل عددهم هذه السنة أكثر من 45 ألف طالب في مختلف التخصصات التكوينية، حيث أسندت لها مهمة البحث والتكوين في مرحلتي التدرج وما بعد التدرج في مختلف التخصصات العلمية والتكنولوجية عبر ثماني كليات. وذكر بن زيان بقرار رئيس الجمهورية بإنشاء أقطاب للامتياز في العلوم والتكنولوجيا وتوسيع شبكة التكوين في قطاع التعليم العالي، إضافة إلى المدارس والمعاهد الوطنية التي ستضمن تكوينات عملية تستجيب للمهن المستقبلية في عصر الرقمنة والإبتكار التكنولوجي لتحقيق النمو الإقتصادي المساير للتطورات المعرفية والتكنولوجية وتحقيق التنمية المستدامة. وقال: «على جامعة هواري بومدين المساهمة في إنشاء هذا القطب الجامعي الجديد للعلوم والتكنولوجيا بسيدي عبد الله، بالنظر لتجربتها المتراكمة في التدريس والبحث في العلوم والتقنيات». وأبرز أن التعاون والتنسيق يجب أن يشمل كل المؤسسات الجامعية والبحثية في المدينة الجامعية بإقليم الجزائر عبر استحداث هيئة للتشاور أو مجلس علمي موسع يمثل كل المؤسسات الجامعية والبحثية في المدينة من أجل إضفاء الفعالية على البحث والتكوين، وإعداد مشترك لعروض التكوين ومشاريع البحث وكذا حركية الأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين والطلبة الذين هم بصدد إعداد مذكراتهم، وذلك في إطار الاستفادة من الوسائل المتاحة والاستعمال العقلاني والمشترك لها. الحوار السبيل لتسوية المشاكل ودعا الأسرة الجامعية لتفهم الوضعية الصحية التي تمر بها البلاد، والعمل بصفة مستمرة على ضمان احترام التدابير الوقائية الصحية بكل حزم وعدم التهاون، خاصة في هذا الشهر الفضيل وارتفاع في عدد الإصابات بكوفيد-19 الأيام الأخيرة، حاثا إياهم على تشجيع إنشاء أقطاب امتياز بالمدارس الوطنية العليا أو اقتراح فتح تخصصات ذات تسجيل وطني، ومواصلة تحسين الخدمات الجامعية والتنسيق مع مسؤوليها بالقيام بدورات تفقدية لهذه المرافق. وشدد بن زيان، على التحاور المستمر مع الشركاء الإجتماعيين من ممثلي الطلبة والأساتذة والعمال لفض النزاعات، وتعزيز النشاطات العلمية والثقافية وتحفيز الطلبة على الإبداع عبر تأسيس النوادي العلمية. تجدر الإشارة، فقد نظم وزير التعليم العالي لقاء مع الأسرة الجامعية للاستماع لانشغالاتهم المنصبة حول مشكل السكن والقانون الأساسي وكذا تدهور الخدمات الجامعية ونقل الطلبة. أكثر من 100 ألف متخرج أكد رئيس جامعة هواري بومدين للعلوم والتكنولوجيا البروفيسور جمال الدين أكراتش، أن الجامعة كونت منذ تأسيسها أكثر من 100 ألف متخرج، منهم 30.533 حامل شهادة مهندس في النظام الكلاسيكي و7510 حامل شهادة تقني سامي وأكثر من 10 آلاف طالب حامل لشهادة الدراسات العليا و7510 حامل لشهادة الدراسات الجامعية المعمقة و43922 حامل لشهادتي الليسانس والماستر، حيث منحت في الطور الثالث ما بعد التدرج 3151 شهادة دكتوراه في جميع أنظمتها و4325 حامل لشهادة الماجستر و467 شهادة تأهيل جامعي. وأبرز أكراتش مكانة جامعة باب الزوار في البحث العلمي على المستوى القاري، وتفاعلها مع المحيط الإقتصادي والإجتماعي عبر مواكبة المتطلبات العصرية في العلوم والتكنولوجية خدمة للإقتصاد الوطني.