تمر هذه السّنة الذّكرى التاسعة والأربعون (1973-2022) على وفاة المفكر الجزائري مالك بن نبي..نغتنم هذه الذكرى لتقديم مقال بعنوان: "من علم الكلام إلى الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي" قصد الإجابة عن سؤال محوري مفاده: هل يمثّل كتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي استمرارية علم الكلام الكلاسيكي من حيث المواضيع والمنهج؟ أم هي محاولة من المفكر الجزائري لتحديث المسائل الكلامية المتعلقة على الخصوص بوحدانية الله وإعجاز القرآن الكريم ومصدره الإلهي وحقيقة النبوة، وذلك باستعمال مناهج علمية حديثة؟ مواضيع علم الكلام ومنهجه يعتبر "علم الكلام" أحد ركائز العلوم الإسلامية إلى جانب علم أصول الفقه، ويصنّفه كثير من الباحثين في الفكر الإسلامي ضمن الفلسفة الإسلامية الأصيلة، والمستقلة عن الفلسفة اليونانية من حيث الموضوع على الخصوص. أخذ عدّة تسميات ومصطلحات أشهرها "علم أصول الدين" و«علم التوحيد" و«علم العقائد" و«علم الإيمان"، كما أطلق عليه الإمام أبو حنيفة النعمان اسم "الفقه الأكبر"، وهو عنوان لكتاب في العقيدة الإسلامية ينسب له. ول "علم الكلام" عدّة تعريفات، منها تعريف أبي حيان التوحيدي الذي يرى في رسالة العلوم أنّه "من باب الاعتبار في أصول الدين، يدور النظر فيه على محض العقل في التحسين والتقبيح، والإحالة والتصحيح، والإيجاب والتجويز، والاقتدار والتعجيز، والتعديل والتجوير، والتوحيد والتكفير، والاعتبار فيه ينقسم بين دقيق يتفرد العقل به، وجليل يفزع إلى كتاب الله تعالى فيه"، ويرى ابن خلدون في المقدمة، بأنه "علم يتضمن الحجاج عن العقائد الإيمانية بالأدلة العقلية والردّ عن المنحرفين في الاعتقادات"، وفي نفس الاتجاه، سار القاضي الأشعري عضد الدين الإيجي، في كتابه "المواقف في علم الكلام"، أين يرى بأنّه "علم يقتدر معه على إثبات العقائد الدينية على الغير بإيراد الحجج ودفع الشبه". أما الإمام محمد عبده، فقد عرّفه في كتابه "رسالة التوحيد" بأنه "علم يبحث عن وجود الله، ما يجب أن يثبت له من صفات وما يجوز أن يوصف به وما يجب أن ينفى عنه، وعن الرسل ما يجب أن يكونوا عليه وما يجوز أن ينسب إليهم وما يمتنع أن يلحق بهم". وأخيرا نسرد تعريف محمد فريد وجدي، صاحب "دائرة معارف القرن العشرين" حيث عرفه ب: "علم أصول الدين، هو علم يشتمل على بيان الآراء والمعتقدات التي صرّح بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإثباتها بالأدلة العقلية، ونصرتها وتزييف كل ما خالفها". ممّا سبق، يمكن القول إنّ وظيفة "علم الكلام" هي الاحتجاج العقلي على صحة العقائد الإيمانية ودفع الشبه ورد الخصوم عنها، وتتمثل العقائد الإيمانية عند أهل السنة والجماعة في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره، أما عند المعتزلة فتحتوي على "التوحيد" و«العدل" و«المنزلة بين المنزلتين" و«الوعد والوعيد" و«الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، فيما يرى الشيعة أن العقائد الإيمانية تتمثل في "التوحيد" و«العدل" و«النبوة" و«الإمامة" و«المعاد". وتتّفق جميع الفرق الكلامية حول وجود الله ووحدانيته، والاعتقاد بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وأنه صادق فيما بلغه عن ربه للعباد والاعتقاد بالبعث والحساب. فقط، نشير أنّ ثمة خلاف حول ثبوت العقائد الإيمانية شرعا أم عقلا. يرى الأشاعرة والماتريدية أنّ مهمة العقل هي الفهم عن الشرع، والتماس البراهين لها، ودفع الشبه عنها، فيما جعل المعتزلة على الخصوص مهمة النصوص الشرعية تقرير العقائد الدينية بأدلتها العقلية. أما منهج "علم الكلام"، فيمكن القول إنّ أغلب الفرق الكلامية تعتمد على العقل والنقل معا، إلاّ أنّ طبيعة العقائد فرضت على الفرق الالتزام بمنهج مغاير في تغليب أحدهما، كما هو عليه المعتزلة التي غلّبت العقل، والأشعرية التي فضّلت التوفيق بينهما، وأهل الحديث الذين فضّلوا الاعتماد على النص الشرعي وتقديمه على العقل. يقول شيخ المعتزلة واصل بن عطاء في مصنفه المعنون "السبيل إلى معرفة الحق"، إنّ: " الحق يعرف من وجوه أربعة، كتاب ناطق، أو خبر مجمع عليه، وحجة عقل أو إجماع أمة"، وقرر أواخر المعتزلة أن الدلائل أربعة هي حجة العقل والكتاب والسنة والإجماع. أمّا الأشاعرة، فيقرّرون منذ مؤسّس المذهب أبي الحسن الأشعري، أنّ جملة الطرق التي تدرك بها العلوم تنحصر في خمسة وهي العقل والكتاب والسنة والإجماع والقياس، ويرى الماتريدي في كتاب التوحيد أنّ "أصل ما يعرف به الدين وجهان: أحدهما السمع والآخر العقل". مواضيع كتاب الظّاهرة القرآنية يبدو من عنوان الكتاب أنّ مالك بن نبي لم يتطرق في مؤلفه إلّا للقرآن الكريم، مما يوحي إمكانية تصنيف كتابه ضمن علوم القرآن الكريم التي تهتم بكتاب الله من حيث نزوله وترتيبه وجمعه وكتابته وقراءاته وتفسيره ومعرفة المحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ...غير أن فحص محتويات الكتاب تدفعنا إلى تجنب هذا التصنيف وتقريبه إلى تصنيف مواضيع "علم الكلام"، وذلك رغم أنّ بن نبي يؤكد في مدخل الكتاب أن الهدف المرجو من دراسة الظاهرة القرآنية هو اقتراح إصلاح مناسب للمنهج القديم في تفسير القرآن، بعد أن تم التشكيك في الشّعر الجاهلي، وانعكاس ذلك على منهج التفسير القديم، وهو ما عارضه الأديب المصري محمد محمود شاكر في تقديمه للكتاب في هذه المسألة رغم ثنائه على مجمل مواضيع الكتاب. إنّ دراسة القرآن الكريم تدفع المشتغل عليه إلى البحث عن مصدره، أي المرسل وهو الله تعالى، وكذا عن المتلقي أي المرسل إليه وهو الرسول المبلغ والمبشر والمنذر، وعن الوسيط بينهما وهو الملاك جبريل كما أكّده القرآن في سورة البقرة الآية 97: (قل من كان عدوّا لجبريل فإنه نزّله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهذى وبشرى للمؤمنين). إذن، نحن هنا أمام أربع عقائد من المسائل الكلامية وهي وجود الله ووحدانيته، وكتبه ورسله وملائكته، وهي مسائل متفق عليها من قبل الفرق الكلامية. لقد اهتم مالك بالظاهرة الدينية عبر التاريخ، وأكدّ أن ثمة سطورا من الفكرة الدينية موجودة في المراحل البدائية لتطور الإنسان الاجتماعي، وفي الأحقاب الزاهرة لحضارته. وتساءل بن نبي: هل الإنسان "حيوان ديني" بشكل فطري غريزي وبسبب استعداد أصيل في طبيعته؟ أم أنه اكتسب هذه الصفة على إثر عارض ثقافي مفاجئ لدى مجموعة بشرية معينة، شمل مفعوله لإنسانية كلها، بنوع من الامتصاص النفسي؟ يواصل ويقول: إذن نحن أمام نظريتان رئيسيتان متضادتان بصدد المشكلة التي تعرضها علينا الظاهرة الدينية. وليس هذا التناقض قائما بين الدين والعلم على غرار ما يوحي به البعض، إذ أن العلم لم يبرهن على عدم وجود الله أو وجوده - كما نسلم ذلك مبدئيا - بل النزاع هنا بين دينين: بين الألوهية والمادية، بين الذي يسلم بوجود الله، وذلك الذي افترض المادة. لقد قارن مالك بن نبي بين مذهبين فلسفيين متباينين: "المذهب الميتافيزيقي" الذي يعتبر الضمير الإنساني ظاهرة أصلية في طبيعته، ظاهرة معترفا بها كعامل أساسي في كل حضارة، و«المذهب المادي" الذي يعتبر الدين مجرد عارض تاريخي للثقافة الإنسانية. يواصل مالك ويقول أنّ البرهان على فطرية الدين وأصالته لا تكتمل إلا بتفصيل "الظاهرة النبوية" و«الظاهرة القرآنية" اللتان تضعان الدين في سجل الأحداث الكونية بجانب القوانين الطبيعية. ينتقل مالك إلى دراسة الظاهرة النبوية، ويتعامل معها بمصطلح "الحركة النبوية"، ويرى أنّ مبدأ النبوة يعرض نفسه بفضل شاهده الوحيد – النبي - كظاهرة موضوعية مستقلة عن الذات الإنسانية التي تعبر عنه. ولا يمكن ملاحظة ظاهرة النبوة إلا من خلال شهادة النبي، وفي محتويات رسالته المتواترة المنزلة، فالأمر يتعلق بمشكلة نفسية من ناحية وتاريخية من ناحية أخرى، ولنا أن نلاحظ أن بعث نبي ما، ظاهرة مستمرة تتكرر بانتظام بين قطبين من التاريخ، منذ إبراهيم إلى محمد عليهما السلام، واستمرار ظاهرة تتكرر بنفس الكيفية يعتبر شاهدا علميا يمكن استخدامه لتقرير مبدأ وجودها، بشرط التثبت من صحة هذا الوجود بالوقائع المتفقة مع العقل، ومع طبيعة المبدأ. وقبل الخوض في دراسة حياة الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - يبحث بن نبي عن سيرة رسول بنيّ إسرائيل "إرميا" (Jérémie)، رغم عدم ذكره في القرآن؛ وقد اختاره مالك نظرا لعدم تعرض كتابه وحقيقة وجوده التاريخي إلى ما يعرف بالنقد الكتابي (la critique biblique). ويكشف البحث في حالة النبي "إرميا" عن علامات مميزة للنبوة يمكن إيجازها كما يلي: - قدرة مطلقة تلغي إرادة النبي الشخصية وتحدد سلوكه الدائم تجاه مهمته الرسالية. - حكم وحيد وباتّ في ما يخص مجرى الأحداث يسمو على كل منطق تاريخي، كما يراه باقي الناس العاديين..المقارنة بين "إرميا" وغيره من الأنبياء في الكتاب المقدس مثل آموس وأشعيا الثاني تكشف عن علامة ثالثة تتمثل في التشابه والاستمرار في تجلي السمتين الأوليين في جميع الأنبياء. يرى بن نبي أن هذه العلامات التي تجلت أيضا في شخص الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم -، لا يمكن تفسيرها كمجرد سمات ذاتية لدى النبي أو كنتيجة لحالة من الاضطراب الذهني وفقدان التوازن في الشخصية كما يراه بعض النقاد الحداثيين في الغرب. إنها بالعكس تدل على الطابع غير الشخصي والمصدر الخارجي للنداء النبوي الذي يفرض نفسه على شخصية النبي ويخضع إرادته بصورة مطلقة. كما أنّ محاولات النبي مقاومة النداء الرسالي تدل هي كذلك على الطابع غير الشخصي والخارجي للنبوة. فكل الأنبياء حاولوا فعلا التملص من النداء، وهو ما يبين ذلك التعارض بين إرادتهم الحرة، وتلك القوة القاهرة التي تُخضع إرادتهم وتستولي على ذاتهم. وقد خص بن نبي سيرة رسول الإسلام ببحث دقيق بدءا من طفولته ومراهقته وزواجه من خديجة وعزلته، لينتقل بعدها إلى دراسة العصر القرآني بمرحلتيه المكية والمدنية، حيث يعالج فيه كيفية الوحي واقتناع الرسول به وفق المقياسين الظاهري والعقلي. ينصرف مالك بعد فحص الظاهرة النبوية إلى النظر في القرآن الكريم من زاوية ظاهراتية ونفسانية في نفس الوقت.. يرى بن نبي أن القرآن يقدم لنا علامة مهمة للغاية بشأن كونه وحيا وافق في ما بعد الحركة النبوية. لم يكن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى أي شيء لم يدع إليه رسل قبله (قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحي إلي وما أنا إلّا نذير مبين) الآية 9 من سورة الأحقاف. وهذا يعني أن الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - لم يكن إلّا حلقة أخيرة في سلسلة طويلة من الرسل كلفهم الله التبشير برسالته. وعليه، فقد كان الرسول خاضعا مثلهم لنفس القواعد. ويمثل القرآن ظاهرة في حد ذاته - كما جاء في عنوان الكتاب - باعتبار أنّ استغراق نزوله نحو ثلاثة وعشرين سنة، يجعله أكثر من أن يكون مجرد حدث. فإذا أمكن تعريف ظاهرة ما على أنها "حدث يتكرر وقوعه بنفس الشروط"، فإن تعاقب نزول القرآن لأكثر من عقدين يصدق عليه هذا التعريف. ويربط بن نبي بين الظاهرة النبوية والظاهرة القرآنية ويرى أن نزول القرآن على الرسول كان دوما مصحوبا بعدد من التغيرات النفسية يمكن ملاحظتها بسهولة من طرف الحاضرين معه. أما حالات التنزيل، فإنها كانت تقع حسب صيغ معينة وفي أوقات مختلفة ليس فيها مراعاة لوضع الشخص المتلقي، هذا يعني أنّ التنزيل طرأ، بغض النظر عن الحالة النفسية التي كان عليها الرسول سواء كانت معاناة أو آمالا وتطلعات. ويرى مالك أنّ تحليله للعلامات الظاهراتية لشدة القرآن على نفسية الرسول، تدل على طابعها غير الشخصي والخارجي بالنسبة إلى الرسول نفسه. ومعنى هذا أن الأفكار والمعرفة التي يحتويها القرآن تحل محل المعرفة الشخصية للرسول وتسمو فوق وعيه. وفي نفس السياق، يرد مالك عن الفرضية التي تقول إن القرآن كان مرآة للمعارف والأفكار الدينية وغير الدينية التي كانت موجودة في بيئة الرسل وعهده، وذلك بإعطاء صورة نفسية وفكرية عن الرسول قبل الرسالة وبعدها، تبين الخط الفاصل بين المعرفة الشخصية للرسول، والأفكار والمعرفة الواردة في القرآن، حيث عكف بن نبي على تحليل مقارن وتاريخي لعدد هائل من الموضوعات الواردة في القرآن بغرض البرهنة على أن حقيقة المصدر القرآني لا يمكن فهممها إلا على مستوى متعال ميتافيزيقي. المناهج العلمية في كتاب الظّاهرة القرآنية قبل الخوض في المناهج العلمية المستعملة في هذا الكتاب، يجب التنويه أن مالك اعتمد على "النقل" كما اعتمده "علم الكلام الكلاسيكي"، وهنا تبدو أوجه التشابه في المنهج. لقد عوّل بالتفصيل على سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما وصلتنا من أصحاب السير والمغازي قصد دراسة نفسية الرسول ومنها الظاهرة النبوية وعلاقتها الوطيدة بالظاهرة القرآنية. إلا أن الجديد في هذا الكتاب الذي جاء بمثابة الرد على التحديات التي يفرضها الفكر الفلسفي والعلمي الحديث، هو لجوء مالك إلى الأسلحة التي استعملها هذا الفكر قصد تقوية هذا التحدي، ونعني بهذه الأسلحة مجمل المناهج العلمية التي استعملها أو أشار إليها مالك في كتابه هذا. ويمكن حصر هذه المناهج باختصار في المذهب الفينومينولوجي، ومنه جاء عنوان الكتاب، حيث استعمل مالك هذا المنهج في تحليل الظاهرتين القرآنية والنبوية، وكذا منهج التحليل النفسي الذي كان شائعا في النصف الأول من القرن العشرين وتزامن مع تأليف الكتاب في الأربعينيات من القرن الماضي. وقد استعمل مالك هذا المنهج لدراسة نفسية الرسول "إرميا" والرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - قصد إثبات استقلالية شخصية النبي عن ظاهرة الوحي. كما أشار مالك عند دراسته للظاهرة الدينية إلى المناهج التاريخية والأنتربولوجية وعلم الآثار قصد التأكيد على فطرية الدين عند الإنسان البدائي وفي كل الحضارات التي عرفتها الإنسانية بغض النظر عن طبيعة الأديان. ممّا سبق، يتجلى أن كتاب الظاهرة القرآنية يحمل فكرا إسلاميا لاهوتيا وفلسفيا، هو امتداد لعلم الكلام الكلاسيكي الذي هو الآخر استعمل مناهج كانت متاحة في بيئته الفكرية للرد على المشككين والدهريين. ومن ثمة يمكن القول - حسب رؤيتنا وقراءتنا لكتاب الظاهرة القرآنية - أنه يمثل "علم كلام حديث"، نظرا لاستعماله المناهج العلمية الحديثة مقارنة ب "علم الكلام الكلاسيكي". ملاحظة: اعتمدت في تحرير هذا المقال على كتاب الظاهرة القرآنية لمالك بن نبي وعلى المحاضرة المعنونة: نظرية مالك بن نبي في القرآن: رد فكري واسع الإطلاع على الحداثة الغربية لصاحبها الدكتور محمد الطاهر الميساوي والتي ألقاها في أعمال الملتقى الدولي الذي أقيم بالجزائر أيام 18-19-20 أكتوبر 2003 بالجزائر تحت عنوان "مالك بن نبي فكره وأعماله".