بداية تنحني الهامات للجزائر شعباً وقيادة وحكومة على دورها التاريخي والدائم لحماية وحدة الموقف العربي وسيادته ورسالته العروبية والقومية ولا تنسى كل الأجيال العربية والفلسطينية حجم التضحيات البطولية التي قدمها الجزائريون على مذبح الحرية والاستقلال والسيادة رفضاً للنهج الاستعماري الاستغلالي الكولونيالي وترسيخاً للحق في تقرير المصير والعدالة والحرية والمساواة. وحتى تتحقق قرارات لم الشمل واقعياً، لا بد من ثورة في منهاج التفكير القيادي العربي وطرائقه تؤدي إلى مغادرة مربع الجمود السابق والروتين المعبر عن ردات فعل آنيّة ومصالح دولانية محدودة وامتلاك إرادة العمل العربي الموحد وحل الإشكاليات البينية بروحية أخوية توافقية تضمن الأمن القومي العربي. إن السلوك الإنساني والحضاري يحقق نجاحاته وتقدمه بتغيير النفوس أولاً ولهذا نحن بحاجة إلى ثورة كذلك في نفوس القيادات والجماهير العربية ثورة تضع الأولويات أمام عيوننا فلا نفقد البصر والبصيرة لأن الانشداد إلى أولويات الاستهلاك المادي والتطور الفقاعي بلا خطط مدروسة سيجعلنا نراوح في ذات المكان ونبتعد عن دورنا الفاعل المؤثر كمنظومة عربية تمتلك من أدوات الفعل والتأثير والقوة ما يؤهلها لقيادة ذاتها وفرض شروطها على أصحاب المصالح كافة. إن واقعنا العربي بكل مستوياته بحاجة إلى مأسسة وبحاجة إلى عملية جراحية جريئة من رأس الهرم المسؤول لنتمكن من صياغة مشروعنا العربي الشامل وسوقنا العربية الواحدة وتنسيق خطواتنا بما يمنع العدو الاستعماري من الدخول بيننا كلاعب أمني استخباري طبيعي وأساسي وكدولة طبيعية لا تعترف بحقوق شعبنا الفلسطيني أو بمكانة العرب الفاعلة؛ فاليابان حين هزمت في الحرب العالمية الثانية، قامت بمراجعات جريئة لقيمها التقليدية ونظمها التربوية وركزت على الديمقراطية والحرية وعلاقة الحاكم بالمحكوم والتأكيد على القيادة الجماعية. ومهمة الجماهير العربية أن لا تقبل بثقافة الصمت والتلقين والعزلة عن الأحداث المركزية والغرق أحياناً في ولئات مذهبية وعصبية وحزبية لأن مصالح أمتنا ومستقبلنا العربي يحتاج إلى كل أدوات الفعل المعرفي والثقافي والاقتصادي والاجتماعي والأمني لوحدة خلاقة بين الأنظمة والجماهير. وإننا كأسرى فلسطينيين في سجون القمع الصهيوني نقدم خالص احترامنا للجزائر الثائرة دوماً رئيساً وحكومةً وشعباً ولكل رؤساء وملوك الدول العربية ونتمنى أن نرى قاطرة العمل العربي تغادر مربع الشعارات والقرارات إلى فعل عربي وحدوي لحماية مصالحنا العربية القومية العليا وسيادتنا العربية والفلسطينية ونصرة قضية فلسطينوالقدس عاصمة العدالة والإنسانية والديانات القدس تناديكم يا أحبتنا ويا أخوتنا العرب القدس تستصرخكم القدس تهود يومياً واليمين القومي والديني سيجتاز كل الحدود فلتكونوا معنا لنردع هؤلاء المستعمرين المستوطنين عن ارتكاب مجازر جديدة وإبادات جماعية وتطهير عرقي جديد . عاشت الجزائر وعاشت وحدتنا العربية.