نظّمت كلية اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية وقسم اللغة العربية وآدابها، وفرقة بحث "PRFU" تلقي المنجز الأدبي العربي القديم في الاستشراق الحديث والمعاصر، بالتعاون مع شعبة الدراسات الأدبية لدكتوراه الطور الثالث تخصص أدب عربي قديم، بقاعة المحاضرات الكبرى بجامعة الجزائر 2 أبو القاسم سعد الله، يومًا دراسيًا موسومًا ب«الأدب العربي القديم في كتابات المستشرقين عرض ونقد"، حيث عرف اللقاء مداخلات قيمة لأساتذة ودكاترة من داخل جامعة الجزائر 2 ومن خارجها، مثلوا كل من جامعة سيدي بلعباس، جامعة الجزائر 1 وجامعة البليدة 2. استعرض رئيس قسم اللغة العربية وآدابها أهمية موضوع "الاستشراق، خطورته وأهمية الحذر في القراءة والتطرق إلى مثل هذه المواضيع"، مثمّنا في ذات السياق جهود القائمين على إنجاح هذا العرس العلمي، كما أعلن عن تدشين القسم للندوات والتظاهرات العلمية لهذه السنة الجامعية. اشتمل اليوم الدراسي على ثلاث جلسات علمية، افتتحتها الدكتورة شميسة خلوي بكلمة مقتضبة حول الهدف العام من هذا اليوم الدراسي، والذي من شأنه أن يخدم طلبة الأدب العربي في كل أطواره، خاصة للعاكفين على تحضير رسالة الدكتوراه. وجاء في كلمة الدكتورة شميسة خلوي: "يعد الاستشراق شكلا من أشكال التفاعل المعرفي والحضاري بين الشعوب، حين حاول الآخر (الغربي) اكتشاف الثقافات الشرقية ودراستها، من دين ولغة وتاريخ وعادات بغية الإحاطة فهما بالبني الثقافية العميقة لهذا الجانب من العالم، هذا ولقد كان الاستشراق في بداية مدلوله يعني الاهتمام العلمي والأكاديمي الغربي بالثقافات الشرقية أو الأسيوية تحديدا، بما في ذلك الشرقين الأقصى والأدنى، وبما يتضمنه ذلك الاهتمام من دراسة وتحقيق وترجمة، وسرعان ما توسع إلى توجهات الفنون الغربية سواء التشكيلي منها أو الأدبي وذلك باستلهام الشرق وتوظيفه فنيا". وأضافت المتحدّثة أن جهود المستشرقين تتمثل - على مدى تاريخهم الطويل - في أعمال مختلفة تشكّل في مجموعها كلاً متكاملا مس مختلف المنجزات الفكرية، مثل ذلك: جمع المخطوطات وفهرستها وتحقيقها ونشرها، والتأليف في شتى مجالات الدراسات العربية والإسلامية، وإصدار المجلات الخاصة ببحوثهم حول الإسلام وبلاده وشعوبه، وعقد المؤتمرات، والتدريس الجامعي، والترجمة من العربية إلى اللغات الأوروبية. كما أنّ للاستشراق - تقول المتحدثة - حمولات إيجابية تذكر من باب الإنصاف، وصاحَبتْه تجارب سيّئة تلك التي تعبّر عن الخلفية الفكرية للصراع الحضاري بين الشرق والغرب، وأشارت إلى أن اليوم الدراسي بالعنوان الذي تمّ اقتراحه مهم في بابه، وهو يجمع بين الأدب العربي القديم ونظرة الآخر له، وهنا تكمن جدية المقترح، وهو في الوقت نفسه يفتح أبوابا لطلبة الدكتوراه في التخصص المذكور، من شأنها توسيع أفق البحث في الأدب القديم من جهة، وأضافت "لقد ارتأينا أن ننوّع في تناول الدرس الإستشراقي المنصَّب على التراث العربي الأدبي تحديدا، وذلك بتناول إسهامات المستشرقين في تحقيق التراث العربي المخطوط، ثم دراستهم للنتاج الأدبي العربي في مجال الشعر والنثر". تمّ التركيز في اللقاء الذي حظي بمستوى نقاش رفيع بين الأساتذة المشاركين والحضور، على ثلاثة محاور وهي: "إسهامات المستشرقين في تحقيق التراث العربي المخطوط (عرض ونقد)"، "الشعر العربي القديم في دائرة اهتمام الاستشراق الحديث والمعاصر (عرض ونقد)"، النثر العربي القديم في دائرة اهتمام الاستشراق الحديث والمعاصر (عرض ونقد). وفي ذات الصدد، تمثّلت أهداف اليوم الدراسي في تعريف طلبة قسم اللغة العربية وآدابها بالاستشراق، وتأكيد المعارف السابقة وتوسيعها، تقديم تغطية شاملة وقراءات نقدية لأهم القضايا التي طرحها الاستشراق الحديث والمعاصر إزاء المنجز الشعري والنثري العربي القديم، التكوين البيداغوجي للطالب، إلى جانب فتح مجالات البحث العلمي للطلبة تحقيقا ودراسة. وقد عرف اللقاء قراءة بيان ختامي لليوم الدراسي، والذي نصّ على جملة من التوصيات تمثلت في تثمين العمل المشترك بين شعبة الدراسات الأدبية وفرقة البحث، ترقية اليوم الدراسي إلى ملتقى وطني، الحرص على طبع أعمال اليوم الدراسي في كتاب خاص، الاستمرار في عقد اليوم الدراسي بصفة دورية وتخصيص محور علمي معين لكل دورة، ضرورة تشجيع الاساتذة للطلبة في جميع الأطوار لدخول مجال الدراسات الاستشراقية. للإشارة، ألقى الطالب بوريش عبد الرحيم قصيدة شعرية رثائية في الأستاذ الراحل الهيب فوزي رحمه الله (قسم اللغة العربية وآدابها واللغات الشرقية)، كما تمّ توزيع شهادات علمية وشرفية تكريمية على منظمي اليوم الدراسي والأساتذة المشاركين، ولكل أعضاء اللجان العلمية والتقنية والتنظيمية.