أكد الأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، عبد الحكيم بن تليس، أمس بالجزائر العاصمة، أن كلية الصيدلة حديثة النشأة قد شقت طريقها جيدا نحو المعرفة والمساهمة في التنمية. أوضح بن تليس على هامش يوم دراسي نظمته كلية الصيدلة بمناسبة الذكرى الأولى لإنشائها، أن هذه الكلية الفتية التي كانت عبارة عن قسم تابع لكلية الطب لجامعة الجزائر قد «شقت طريقها نحو المعرفة والمساهمة في التنمية»، مثمنا العمل الذي قام به الفريق المشرف على تسييرها من أساتذة وتقنيين وإداريين لرفع التحدي. كما نوه المتحدث بالمبادرة التي قامت بها الكلية المتمثلة في تكريم الأستاذة الذين أحيلوا إلى التقاعد، مشيدا بمساهمتهم في تكوين أجيال، حيث وصف إياهم ب»مفخرة الجامعة الجزائرية»، إلى جانب الأساتذة الذين ساهموا في نشر بحوثهم العلمية على المستوى الدولي. وكشف بن تليس من جانب آخر، عن تفتح الكلية وفي إطار الشراكة مع عدد من كليات صيدلة الأجنبية بتنظيم لقاء قريبا مع كليات الصيدلة التابعة للجامعات الإفريقية والتي ستكون - كما قال فرصة لكلية الصيدلة الوطنية لتعزيز مكانتها ضمن هذه الكليات الجهوية والدولية. ومن جانبه، أوضح عميد الكلية رضا جيجيك، أن الاحتفال بالذكرى الأولى لإنشاء الكلية جاء هذه السنة تحت عنوان «آداب وأخلاقيات المهنة: رهانات وتحديات». وشدد رئيس مجلس أخلاقيات مهنة الصيدلة، نورالدين مطيوي، في مداخلة حول أخلاقيات وآداب ممارسة هذه المهنة، على ضرورة التسجيل في قائمة المجلس وذلك ليس لحماية الممارسين فحسب بل لتنظيم المهنة وترقيتها. وذكر بالمناسبة، بمختلف القوانين المنظمة والمسيرة لمهنة الصيدلة سواء كان ذلك بالقطاع العمومي أو الخاص، إلى جانب دور مجلس أخلاقيات الصيدلة الذي وصفه «بالقوة المؤسساتية في المساهمة في اقتراح وتعديل القوانين». مشروع «المصنع - المدرسة» كشف نائب عميد كلية الصيدلة، عبد الحكيم بوديس، عن عرض مشروع «المصنع -المدرسة» التابع للكلية على وزارة التعليم العالي والبحث العلمي قريبا. أكد بوديس الذي يشغل منصب رئيس الفيدرالية الجزائرية للصيدلة، خلال عرضه للمشروع بمناسبة الذكرى الأولى لإنشاء كلية الصيدلة، أن هذا المشروع يتمثل في «وحدة نموذجية بيداغوجية واقتصادية، ستكون قيمة مضافة في التكوين وترقية الصناعة الصيدلانية التي أثبتت وجودها وطنيا وساهمت في تغطية نسبة ملموسة للاحتياجات الوطنية». و تبلورت فكرة انشاء هذا «المصنع - المدرسة» - يضيف ذات المتحدث - بعد سنة فقط من إنشاء كلية الصيدلة وفصلها عن كلية الطب، «بفضل مجهودات المشرفين عليها والاستفادة من تجربة بعض الكليات الأوروبية التي نجحت في هذا المجال». وأضاف في ذات الصدد، أن هذه التجربة الجديدة والفريدة من نوعها بالجزائر، «ستساهم في تطوير التكوين والبحث العلمي إلى جانب ترقية الصناعة الصيدلانية، كما سيتم إدراجها في إطار قانون إنشاء المؤسسات العلمية ذات الطابع العملي والتكنولوجي إضافة إلى إنشاء دليل خاص بهذا المشروع». وحسب ذات المسؤول، «سيحمل هذا المشروع بعد الموافقة عليه من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، 12 محورا كما سيكون فرعا من فروع الجامعة. وسيتربع هذا المصنع - المدرسة الذي ستحتضنه كلية الصيدلة ببن عكنون على 2228 م2، وسيشرع في إنتاج خمس أصناف من الأدوية بين الجافة والحقن والمراهم بعد سنتين من الموافقة عليه وتجسيده». وسيشرف عليه - حسب البروفسور بوديس - «18 إطارا وطنيا، من بينهم 8 أساتذة جامعيين باحثين في عدة مجالات و5 تقنيين أخصائيين في المخابر و5 إطارات في التنفيذ»، مؤكدا «توفر كل هذه الخبرة الوطنية». كما سيقوم هذا «المصنع - المدرسة» بإصدار دليل في الإرشاد والتكنولوجيا وحل بعض المشاكل المتعلقة بإنتاج الأدوية، إلى جانب الرفع من قدرة الإنتاج بفضل ترقية البحث العلمي واقتراح أنواع جديدة من الأدوية في هذا الإطار. وبخصوص تمويل المشروع، أكد ذات المسؤول أنه «مضمون في إطار التعاقد مع المخابر الصيدلانية إلى جانب الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين ومساهمات بعض القطاعات الوزارية المعنية والجامعات».