كريكو: توفير كل الظروف من أجل مستقبل آمن لقادة الغد بلعابد: برامج تعليمية في المناخ.. تكوين التلاميذ وتنظيم أنشطة تربوية بوسليماني: إنخراط قطاع الإعلام في حملات التوعية والتحسيس موالفي: مجابهة التغيرات المناخية في صلب الأولويات والاهتمامات في إطار الاحتفال باليوم العالمي للطفل تحت شعار "تغير المناخ على حياة الأطفال"، ناقش وزراء مسألة التغيرات المناخية وانعكاساتها الخطيرة على أجيال الغد، بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بشؤون التربية الوطنية والتعليم العالي، وسفراء دول عربية وممثلة صندوق الأممالمتحدة، وذلك خلال جلسة خصصت لطرح الأسئلة من طرف الأطفال ممثلي الجزائر بالبرلمان العربي وأعضاء من الدول العربية. أكدت وزيرة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة كوثر كريكو، خلال افتتاحها أشغال جلسة الأسئلة وجهها أطفال ممثلي الجزائر بالبرلمان العربي لعدد من أعضاء الطاقم الحكومي، أن الجزائر تبنت إستراتيجية وطنية فعالة مرتكزة على التكفل العاجل والتام بهذه التداعيات وآثاره على الأشخاص بما فيهم الأطفال، مشيرة إلى مساعيها في الوقاية من الكوارث الطبيعية وتداعياتها عن طريق وضع تشريعات خاصة لإدارتها كالقانون المتعلق بالوقاية من الكوارث وتسييرها في إطار التنمية المستدامة. وقالت وزيرة التضامن في كلمة بالمناسبة، إن الطفل الجزائري يحظى بحماية خاصة وفقا لما تقتضيه الاتفاقيات الدولية التي صادقت عليها بلادنا، بما يتوافق والتشريعات الوطنية، استنادا لمبدأ المصلحة الفضلى للطفل كأساس لكل إجراء أو تدبير يتخذ بخصوصه فضلا عن القانون رقم 15-12 المتعلق بحماية الطفل. وأضافت أن هذا التشريع الحمائي للطفل قد تم تعزيزه بالجانب التحسيسي والتوعوي في مجال حماية البيئة والمحيط من خلال مخطط الإتصال الموجه للأسرة المسطر من قبل قطاع التضامن الوطني عبر مختلف مصالحه وهياكله اللامركزية ومن العناية التي ألح عليها رئيس الجمهورية في العديد من المحطات بتجديد التزامه وبكل إصرار على العمل بتوفير كل الظروف الملائمة من أجل مستقبل آمن لأطفال الجزائر قادة الغد. من جهته، أكد وزير التربية الوطنية عبد الحكيم بلعابد في مداخلة له أن القطاع يولي أهمية كبيرة بمسألة الحفاظ على البيئة من خلال تبنيها تربية بيئية متعددة الأبعاد تبرز ارتباط السلوك الإنساني بالمشاكل البيئية مشيرا الى الحاجة الماسة لإرساء الوعي الكاف بالمخاطر التي تحدق بالبيئة وبالحلول التي يجب اعتمادها. وأوضح بلعابد أن التربية البيئية التي تبنتها وزارة التربية الوطنية لا تعد برنامجا قائما بذاته ضمن مجموعة المواد التعليمية المقررة في المسار الدراسي للتلميذ وإنما هي مجموعة من الأهداف المسطرة في المناهج التعليمية التي تعالج مسائل ذات البعد البيئي بصفة مباشرة وغير مباشرة من حيث المعارف السلوكية، بالإضافة إلى العمل على تكوين التلاميذ وتنظيم أنشطة تربوية مكثفة تسمح لهم بطرح اشكاليات تتعلق بالبيئة ومعالجتها بكيفيات مختلفة. وأضاف أن المجهودات المبذولة تأتي تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في مراجعة البرامج التعليمية الخاصة من خلال اعطاء البعد البيئي في صياغتها الاهتمام الأكبر بهدف التنشئة على احترام البيئة والحفاظ عليها، قائلا إن هذا الملف يعتبر من المحاور التي تحظى بأولوية في البرامج التعليمية في الأطوار الثلاث بالنظر لما تكتسيه من أهمية لتحسيس التلاميذ بالمخاطر التي تهدد البيئة ونشر أوسع للتوعية. من جانبه أشار وزير الاتصال محمد بوسليماني على مرافقة جميع القطاعات في الحملات التحسيسية المنظمة في إطار حماية البيئة زيادة على التغطية الشاملة لمختلف وسائل الإعلام للأحداث المتعلقة ببرامج تنظيف المحيط وحماية الطفل مضيفا أن حماية البيئة من المخاطر مسؤولية تقع على عاتق الجميع وتقتضي تضافر الجهود بين جميع القطاعات. َ وأضاف أن قطاع الاتصال يساهم في تجسيد الأهداف المسطرة في اطار حماية البيئة والطفل من خلال تنظيم عدة حملات تحسيسية وتوعوية ذكر منها 50 برنامجا إذاعيا خاصا بالتغير المناخي وتنظيف المحيط بالإضافة إلى مساهمة الجرائد الوطنية سواءً العمومية أو الخاصة في تخصيص صفحات تعنى بمسألة البيئة وحماية الطفولة، وكذا برامج متنوعة في القنوات التلفزيونية. أكد الوزير على إنخراط قطاع الإعلام في الحملات التحسيسية في إطار التوعية والتحسيس بالتغيرات المناخية التي يشهدها العالم هذه السنوات، مشددا على ضرورة مرافقة جميع القطاعات بهدف المحافظة على البيئة وحماية حقوق الطفل. أما ممثلة صندوق الأممالمتحدة اعتبرت ان الاحتفال باليوم العالمي للطفل هذه السنة تحت شعار "آثار تغير المناخ على حياة الأطفال" فرصة لأطفال برلمان جامعة الدول العربية لإسماع أصواتهم وتأكيد وجهات نظرهم والحماية لمستقبل العالم ومناقشة الحلول التي سيتم تنفيذها أكثر من أي وقت مضى مبرزة الحاجة إلى مشاركة الأطفال والشباب للتخفيف من آثار تغير المناخ. ودعت الى ضرورة إعداد أجيال الغد من خلال التربية والتوعية بالبيئة وأسباب تغير المناخ، وكذا الالتزام بإعطاء الأولوية للخدمات الأساسية للأطفال والشباب في جميع الاستثمارات الحساسة للمناخ مشيرة إلى اتفاقية حقوق الطفل التي تتضمن 54 مادة تحدد وتضمن جميع الحقوق المدنية والثقافية والاقتصادية والقانونية والسياسية والاجتماعية للطفل. من جهتها، أفادت وزيرة البيئة سامية موالفي أن مجابهة التغيرات المناخية يعد في صلب أولويات واهتمامات الجزائر، مبرزة أن مشاركة الأطفال على المستوى الوطني والإقليمي، في كل من تصميم السياسات وتنفيذ البرامج المرتبطة بالتغيرات المناخية يساهم في تحسين فهم دور الأطفال في العمل المناخي، وإنشاء آليات فعالة لمشاركة الأطفال في تصميم واتخاذ القرار والتخطيط وتنفيذ العمل المناخي. وأكدت وزيرة البيئة على دعم قطاعها للحلول المبتكرة التي يطورها الأطفال لتعزيز العمل المناخي، وتعزيز قدرة الأطفال على جهود التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، من خلال ترسيخ مسألة تغير المناخ والتعليم البيئي والاستثمار فيهم، وجعلهم شركاء في قضية المناخ، لافتة أن الهدف الذي يصبو إليه قطاع البيئة والطاقات المتجددة هو تعظيم دور الأطفال وحمايتهم.