أصبحت الجزائر في السنوات الأخيرة قبلة تختارها الهيئات الرياضية بمختلف اختصاصاتها لاحتضان منافساتها لأنها تملك الإمكانيّات والقدرة على ذلك، وأكبر دليل هو احتضان الجزائر في وقت وجيز لعدد معتبر من المنافسات والتظاهرات الرياضية الدولية أبرزها ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران التي لقت رواجا و نجاحا باهرا باعتراف الجميع، الى جانب احتضانها منافسات كأس العالم للمبارزة و كذا كأس ديفس بعد غياب دام 19 سنة وكذا البطولة الإفريقية لرياضة الفوفينام فيات فوداو مؤخرا، دون ان ننسى كأس إفريقيا للاعبين المحليين التي هي على الأبواب. تعتبر الرياضة من المجالات التي سلطت عليها الجزائر الضوء حيث اعطتها عناية فائقة، والدليل الاهتمام الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للرياضة والرياضيين الجزائريين وإنجازاتهم في مختلف الاختصاصات. شهدت الجزائر في الآونة الأخيرة حركية كبيرة في إنجاز المنشآت الرياضية بمواصفات ومقاييس عالمية بشهادة جميع الاتحادات الدولية، على غرار ملعب ميلود هدفي بوهران الذي أثار إعجاب الجماهير والمتابعين عند احتضانه منافسات ألعاب البحر المتوسط و ملعب براقي بالعاصمة الى جانب مشاريع أخرى هي في طور الإنجاز، في إطار تعزيز البنية التحتية والمرافق الرياضية التي تضع الجزائر في موقع فريد وتنافسي للغاية لاستضافة الأحداث الرياضية الكبرى، بل أكثر من ذلك، فقد أصبحت الجزائر قبلة تختارها الهيئات الرياضية سواء الإقليمية أو الدولية لاحتضان منافساتها والبداية من الحدث المتوسطي الذي احتضنته مدينة وهران بكل امتياز، ونجاح بكل المقاييس، بشهادة الهيئات الدولية والوفود المشاركة في هذا الحدث الرياضي الكبير، حيث قدمت هذه الألعاب صورة مشرفة للجزائر سواء من ناحية التنظيم والمنافسة وكذا الإمكانات المادية والبشرية التي سخرت لاحتضان هذه التظاهرة العالمية. احتضان كأسي العالم للمبارزة و«ديفس".. إنجاز كبير.. امتلاك الجزائر لكل الإمكانات اللازمة من أجل احتضان مختلف المنافسات والتظاهرات الرياضية، سواء كانت إقليمية، قارية أو عالمية، بإضافة الى وجود إرادة سياسية قوية جعلتها في السنوات الأخيرة قبلة رياضية بامتياز لمختلف الهيئات الرياضية لاحتضان منافساتها في صورة كأس العالم للمبارزة التي احتضنتها الجزائر شهر نوفمبر الفارط بمشاركة ألمع نجوم المبارزة العالمية، يمثلون أكثر من أربعين دولة من القارات الخمس، وهو ما يؤكد مرة أخرى، مكانة الجزائر التي تحظى باحترام وتقدير مختلف الدول بدليل الحضور القوي والمشاركة المعتبرة لمختلف المنتخبات بطبعة الجزائرالتي تعتبر مؤهلة كذلك الى الألعاب الأولمبية القادمة بالعاصمة الفرنسية باريس. منافسة رياضية أخرى عادت الى الجزائر بعد 19 سنة من الغياب بفضل الإهتمام غير المسبوق للبنية التحتية الرياضية في الاونة الأخيرة ويتعلق الأمر بكأس "ديفس" والتي نالت الجزائر شرف احتضنها شهر آوت الفارط والخاصة بمنافسات المجموعة الأفريقية الثالثة، وتُعَدّ كأس ديفيز للتنس البطولة الأكبر في العالم على مستوى منتخبات الرجال، ويديرها الإتحاد الدولي للتنسوتنظم منافساتها سنوياً، و الاكيد ان نجاح الجزائر في تنظيم كاسي العالم للمبارزة و«ديفس" للكرة الصفراء يضاف الى كل النجاحات السابقة في احتضان الأحداث الرياضية في مختلف الألعاب وكذا الذي ستستضيفها الجزائر في السنوات المقبلة. رياضة الفوفينام فيات فوداو في الواجهة تمكنت الجزائر في ظرف وجيز، ان تصبح قبلة لرياضة الفوفيتنام فيات فوداو وتفرض مكانتها ليس إقليميا فقط بل دوليا بدليل أن الجزائر بات لها اسم كبير في هذه الرياضة بحصولها على العديد من الألقاب العالمية كما أن الدول الرّائدة في هذه الرياضة باتت تنظر إلى الرياضيين الجزائريين نظرة احترام كبير، حيث يقدّر عدد ممارسيها الآن بأكثر من 50 ألف رياضي ورياضية والعدد في ارتفاع مذهل .. كل هذا النّجاح جعل الجزائر تتقدّم في كل مرة بطلب استضافة هذه المنافسة التي يبقى الهدف منها تطوير وترقية هذه الرياضة وتوسيع رقعة ممارستها إلى أكبر عدد من البلدان الإفريقية والعمل على إدراجها ضمن منافسات الألعاب الإفريقية والأولمبية، وكانت الجزائر مؤخرا قد احتضنت البطولة الإفريقية للفوفينام، والتي عرفت تتويج المنتخب الجزائري للفوفينام فيات فوداو باللقب الافريقي الرابع تواليا، بحصده ل 40 ميدالية، منها 18 ذهبية. الرياضة العسكرية أثبتت نجاعتها على أكثر من صعيد الرياضة العسكرية كانت في الموعد، وهذا من خلال المسابقة العسكرية الدولية "الفصيلة المحمولة جوا" لسنة 2022، التي احتضنتها الجزائر في الفترة الممتدة من 15 إلى 27 أوت الفارط، والتي شهدت مشاركة عدد كبير من الرياضيين، ذكورا وإناثا، يمثلون ست عشرة (16) دولة، خاضوا منافسات في العديد من التخصصات على غرار سباق العربات القتالية المدرعة، القفز المظلي الدقيق، سباق التوجه ومنافسات الفنون القتالية، بالإضافة إلى مسابقات رياضية فردية وجماعية أخرى، وهو ما يؤكد ان تنظيم الجزائر لمثل هذهالمسابقات لدليل قاطع على التزامها الثابت وعزمها الشديد، على دعم كل عمل يصبو إلى ترقية الرياضة العسكرية، على المستوى العالمي، ويترجم قناعة الجيش الوطني الشعبي التامة، بضرورة تشجيع تواصل الجيوش، والتضامن فيما بينها، خدمة للتطور والسلم في العالم حسب ما أكده الفريق أول السعيد شنقريحة، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي خلال ذات المناسبة، والأكيد، أن ما تمتحقيقه في هذا المجال وخلال فعاليات مسابقة "الفصيلة المحمولة جوا-2022"، هو نتيجة منطقية للخبرة الكبيرة والكفاءة العالية للجيش الوطني الشعبي في تنظيم المنافسات والتظاهرات بمختلف أنواعها ومهما كان حجمها. تحدي " الشان" بوابة للظفر بشرف "الكان 2025" بطولة مهمة ستحط الرحال بالجزائر مطلع 2023، ويتعلق الأمر بكأس إفريقيا للاعبين المحليين، منافسة يراهن عليها الجميع لاستعادة الجزائر امجادها وتقاليدها سيما من الجانب التنظيمي، خاصة بعد نجاحها في إقامة ألعاب البحر الأبيض المتوسط بوهران، بكل جدارة واستحقاق بشهادة الهيئات الدولية، وهو الانطباع الذي يصب في خدمة القائمين على تنظيم كأس إفريقيا للمحليين "الشان"، المنتظر شهر جانفي المقبل، وهو ما يعد في نظر البعض اختبارا مهما للجهات المعنية لرفع من حظوظ الجزائر، خاصة وان الجزائر تعول على استهداف العرس القاري "الكان 2025" من الآن، ومستعدة لاستغلال أي فرصة لإقامة طبعة ثانية في الجزائر بعد تلك التي احتضنتها ربيع العام 1990، وكان رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، جهيد زفيزف، قد أعلن في وقت سابق إن الجزائر ستودع ملف ترشحها لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025، قبل 16 ديسمبر وتأتي تصريحات زفيزف بعد تصريحات سابقة لوزير الشباب والرياضة عبد الرزاق سبقاق، قال فيها إن الجزائر ستترشحّ لاحتضان كأس أمم إفريقيا 2025، وان كل شيء سيكون جاهزا انطلاقا من عام 2023 من ناحية الملاعب والبنية التحتية، التي ستسمح للجزائر باحتضان أحداث رياضية أخرى مثل كأس أمم أفريقيا لكرة القدم.