عرفت ندوة منتدى «الشعب» يوم أمس بمقر الجريدة والتي خصصت لمختلف المراحل التي مرت بها كرة القدم الجزائرية خلال (50) سنة نجاحا مميزا من حيث النقاط التي تناولها النقاش.. وهذا بحضور عدد كبير من الشخصيات التي ساهمت على مدار السنوات في التنظيم الرياضي بشكل عام وكرة القدم بصفة خاصة.. أين وظف كل واحد تجربته لتقديم المعلومة أثناء النقاش، لا سيما وأن القاعة عرفت حضور الوزير السابق في قطاع الشباب والرياضة السيد سيد علي لبيب، وأحد الإطارات الكبيرة جعفر يفصح. بالإضافة إلى أعضاء من فريق جبهة التحرير الوطني على غرار معوش وزوبة.. وكذا لاعبين ومدربين قدامى أمثال مختار كالام وعبد الرحمن مهداوي ومحمد قاسي سعيد ومحمد شعيب.. بالإضافة إلى الحكم السابق عبد الرحمن برقي. ويمكن القول أن منهجية الندوة حددت الفترات ب (4) مراحل كبرى التي كانت بارزة على الساحة الكروية، حيث كان فريق جبهة التحرير الوطني، الموضوع الأول الذي تم تناوله من طرف محمد معوش، هذا الأخير الذي أعطى المعلومات منذ بداية فكرة إنشاء هذا الفريق الرمز، والذي ساهم في اسماع دوي الثورة التحريرية في كل أنحاء العالم، ليواصل أعضاءه تقديم خدمات جليلة لكرة القدم الجزائرية من خلال تدريبهم للأندية والفرق الوطنية، اين كانت أكبر إنجازات للكرة في الجزائر على يدهم في مختلف المراحل، اين كان مخلوفي على رأس «الخضر» الذين توجوا بالميدالية الذهبية في ألعاب البحر الأبيض المتوسط 1975، والألعاب الإفريقية عام ,1978. كما أن حميد زوبة كان على رأس فريق مولودية الجزائر عام 1976 حين فاز بأول كأس افريقية لدى الأندية. ويعد عبد الحميد كرمالي المدرب الذي أهدى الجزائر أول كأس افريقيا للأمم والوحيدة لحد الآن عام 1990 بالإضافة إلى العمل الكبير الذي قام به كل من سوكان وعمارة ومخلوفي وبن فضة ورواي، الذين كانت لهم اللمسة الضرورية في تكوين أجيال من اللاعبين الذين تألقوا طوال السبعينات والثمانينات. وقد اعترف اللاعبون القدامى بهذا الفضل من خلال مداخلة القائد السابق لفريق شبيبة القبائل ميلود عيبود الذي اثنى على العمل الذي قام به أعضاء فريق جبهة التحرير الوطني من جهة.. ومن جهة أخرى تحدث عن نقطة مهمة في مسار الفريق الذي لعب فيه طوال مشواره، أي شبيبة القبائل التي عرفت في السبعينات والثمانينات بالإستقرار على مستوى الطاقم الفني بوجود الثنائي خالف زيفونكو لمدة (14 سنة)، والتي سمحت بتحقيق نتائج كبيرة آنذاك وأعطت المثل في التسييري التقني المميز.. بدون أن ينسى منافع الإصلاح الرياضي الذي أمن اللاعبين من الناحية الاجتماعية، وكانوا مهيكلين بشكل سمح لهم التركيز على المهام الرياضية.. وفي مداخلته ذكر عيبود أن الأمور تغيرت بكثير في الوقت الحالي بسبب الذهنيات الدخيلة عن كرة القدم، والتي أفسدت الجو العام الذي أصبح بعيدا عن الجانب الرياضي البحت، وهذا ما يشكل خطرا على الرياضة الأكثر شعبية في الجزائر. من جهته عرج رضا عبدوش، الأمين العام السابق للفاف، واللاعب الدولي السابق أيضا، والذي كان يلعب لنادي اتحاد العاصمة على النقلة النوعية التي أتى بها الإصلاح الرياضي لعام 1977، والذي كان حقا وثبة احترافية في تسيير الأندية التي أصبحت تابعة للشركات الوطنية، مما أعطى للفريق الوسائل المادية الحقيقية للوصول إلى أهدافها، وكانت تلك الفترة الأحسن من حيث النتائج بفضل العمل الكبير الذي أقيم والذي قادنا إلى تكوين نخبة حقيقية في مختلف الرياضات عامة وكرة القدم خاصة.. ولكنه تأسف لابتعاد عقلية «الاحتراف» بعد ذلك لأسباب اقتصادية، اين تخلت الشركات على الأندية التي وجدت نفسها في وضع صعب أثر على مستواها وكذا مستوى كرة القدم بشكل عام، اين حدث شرخ حقيقي في الفترة التي أعقبت الإصلاح الرياضي. ودخلت كرة القدم الجزائرية مرحلة جديدة منذ عام 2010، بتطبيق نظام الإحتراف، والذي يأتي ضمن الإطار العام للفيفا، حيث قدم مراد بوطاجين المحاور الكبرى لهذا النظام الذي للأسف الشديد لابد أن يمر عبر مراحل لتجسيده بالنظر للواقع الذي توجد عليه كرة القدم في الجزائر، كون معاناة حقيقية في المنشآت بالنسبة للأندية، وكذا موضوع التكوين الذي لم يجد محطته الموفقة، بالرغم من الحديث المتواصل على هذه النقطة منذ عدة سنوات. وكان النقاش الذي أعقب المداخلات مهما للغاية، اين قدم السيد لبيب عدة توضيحات فيما يخص القوانين التي سيرت الرياضة بالجزائر، قبل أن يتناول الدور الكبير الذي قام به فريق جبهة التحرير الوطني.