حركة نشيطة غير عادية وطوابير لامنتهية من السيارات بمختلف طرقات وسط العاصمة، إقبال المنقطع النظير على الفضاءات الترفيهية والمراكز التجارية من قبل العائلات للاستمتاع بسهرة رأس السنة، فلا نوم قبل دق الساعة الصفر لتعلن بداية سنة جديدة يأمل الجزائريون أن تحمل في أجندتها أياما تعم بالازدهار. صور عكست مدى الأمن والاستقرار الذي تشهده عاصمة البلاد، بفضل المخططات الأمنية المحكمة المسطرة من طرف مصالح الدرك والأمن الوطني التي جندت لهذه المناسبة في عمل مشترك، كل طاقاتها البشرية والمادية لإنجاحها. وعزّزت هذه الأسلاك بمناسبة استقبال السنة الميلادية الجديدة، من تواجدها عبر مختلف شوارع العاصمة وفضاءات التسلية والمراكز التجارية، من خلال تنسيق عملياتي محكم يهدف إلى المحافظة على النظام العام وحماية الأشخاص والممتلكات، مشاهد وقفت عليها "الشعب" خلال مرافقتها لمصالح أمن ولاية الجزائر في خرجة ليلية عبر مختلف الأماكن الترفيهية والمراكز التجارية بعاصمة الجزائر. أماكن وجدناها تعج بالمواطنين ممّن أرادوا استقبال السنة الميلادية الجديدة بطريقتهم الخاصة، حيث افترشت العائلات المساحات الخضراء، واستمتع الأطفال بمختلف الألعاب المعروضة عبر مختلف الفضاءات الترفيهية المتواجدة بالعاصمة، في حين فضل آخرون استقبالها داخل المراكز التجارية التي سطرت لفائدتها مصالح الأمن خطة مرورية محكمة تضمن من خلالها انسيابية المركبات ودخولها بشكل منتظم وأمن. وجهتنا الأولى كانت على مستوى خليج الصابلات، الذي سجلنا على مستواه عددا كبيرا من العائلات، حيث أبدى في هذا الصدد عدد منهم في تصريح ل "الشعب" ارتياحهم لأجواء الراحة التي كان الفضل فيها على حد تعبيرهم لتوفر الأمن الذي أعطاهم شعورا بالاطمئنان، ما حفزهم للبقاء لساعات متأخرة من الليل. لنتوجّه بعدها إلى "ساحة أودان" وشارع "ديدوش مراد" بالجزائر الوسطى، الذي كان يعج هو الآخر بالعائلات الجزائرية التي كانت تلتقط صور "السلفي" على مستواها بعد أن تزينت محاوره الرئيسية بمختلف الأضواء الملونة الزاهية بمدينة البهجة. نفس الأجواء طبعتها ساحة مقام الشهيد، التي شهدت توافدا كبيرا للعائلات والأشخاص الذين استمتعوا بطلقات الألعاب النارية، زادها جمالا توشح المقام بالألوان الوطنية، مشكلا بذلك صورا احتفالية أبهجت كل الحاضرين، الذين لم يفوتوا الفرصة لأخذ صور وفيديوهات تذكارية مع الحدث، قابله تعزيز أمني مكثف كان ساهرا على ضمان أمن المواطنين، وتفويت الفرصة على الأشخاص الراغبين في زرع الهول والتشويش على هذا الحدث. وبالنظر إلى رغبة العائلات في استقبال السنة الميلادية الجديدة خارج المنازل، تقول محافظ الشرطة، آمال الهاشمي، رئيس خلية الإعلام والاتصال بأمن ولاية الجزائر، أنه تم إعداد إجراءات خاصة لتنظيم حركة التنقلات الكثيفة للأشخاص والمركبات التي ترغب في استقبال السنة الجديدة خارج منازلهم. وشملت العملية الأمنية - حسبها - تشكيلا أمنيا ثابتا ومتحركا عبر جميع محاور الطرق والمواصلات وفضاءات الترفيه والعمومية وحدائق التسلية، ومختلف الأماكن التي تشهد تجمعات المواطنين على مستواها، وذلك لتأمين حركة المرور وتسهيل الانسيابية المرورية عبر مختلف الطرق والمحاور لتوفير جو أمن للعائلات المرورية، وهو ما وقفنا عليه بالمركز التجارية باب الزوار بمقاطعة أمن دار البيضاء. وفي الشق الخاص بمحاربة الجريمة، وجدنا فرق ال «BRI" على أهبة الاستعداد لمنع كل ما يمس بسكينة المواطن وممتلكاته، حيث لمسنا خلال خرجتنا الميدانية معهم الاحترافية واليقظة التي تتمتع بها هذه القوات في تطهير بؤر الجريمة، بعد توغلنا رفقتهم في قلب أحياء سكنية، وعشنا وإياهم عملية مطاردتهم وكيفية توقيفهم للمجرمين والخارجين عن القانون، الذين استغلوا هذه المناسبة للقيام بأفعالهم الإجرامية، تقنيات وطرق لم يغفل عليها رجال البحث والتحري الموزعون عبرها لإحباط هذه العمليات، وتوقيف المتورطين فيها. وتعتمد كل هذه الإجراءات الرامية للحفاظ على تأمين الأشخاص والممتلكات، وتحقيق الأمن الجواري ضمن إطار وقائي، حسب ممثل قيادة الدرك الوطني، على تعزيز وتكثيف الدوريات المترجلة والراكبة والمراقبة، كما يهدف هذا المخطط الوقائي والردعي المسطر إلى ضمان أمن المواطنين وممتلكاتهم، حيث تمّ تجنيد كل الوسائل لضمان أكثر حماية لهم، وتفويت الفرصة عن الخارجين عن القانون، وكذا إبعاد المواطنين عن كل المضايقات التي قد تعكّر صفوهم وتهدّد أمنهم.