على إيقاع غير طيب، افتتح المغاربة سنة 2023 بفضيحة، المتهم الأول فيها هو وزير العدل عبد اللطيف وهبي، بعد أن تداولت المواقع المغربية الاجتماعية والإخبارية، اسم ابنه الناجح في امتحان الأهلية لارتداء الجبة السوداء والالتحاق به في مهنة المحاماة، بعد وقفات احتجاجية نظمها المحامون السنة الماضية. الحقيقة أنه من الظلم اتهام 2023 بهذه الواقعة، لأن المباراة محسوبة على سنة 2022 وبقيت النتائج فقط عالقة في ممر الزمن، ولم تنكشف تفاصيلها إلا صباح الإثنين. الزوبعة بالكاد بدأت، والتدوينات قاسية جدا، خاصة عندما انبرى وزير العدل للدفاع عن نجاح ابنه في المسابقة المذكورة، ما أثار غضب نشطاء التواصل الاجتماعي وعموم الصحافيين. أحد المتتبعين قال ما معناه، كما لو أن لوزير العدل ثأرا مع مهنة المحاماة رغم أنه محام، لكن الحقيقة أن من تحدث في تصريح للصحافة المغربية ليس وزير العدل بل عبد اللطيف وهبي، والإحالة هنا على تدوينة للصحافي يونس دافقير، الذي قال «كنا نريد الاستماع إلى وزير العدل لكننا استمعنا إلى عبد اللطيف وهبي». واستطرد دافقير في تدوينته قائلا، إن عبد اللطيف وهبي هدم الحفلة، عندما قال إن «ابني، والده غني دفع تكاليف دراسته في كندا»، وهنا تساءل دافقير: «ليس هناك وزير أو سياسي بعقله يقول مثل هذا الكلام». وفي تحليله لكلام وزير العدل، أبرز أن وهبي كما لو أنه يقول للمغاربة «أبناؤكم رسبوا لأنكم لستم أغنياء كي يتابعوا دراستهم في الخارج». بالنسبة ليونس دافقير، فإن ما قاله وهبي «انتحار تواصلي»، موضحا أن منصب وزير العدل يتطلب الوقار». وكخلاصة، قال الصحافي المغربي إن عبد اللطيف وهبي غلب وزير العدل، وحزب «الأصالة والمعاصرة» بينهما في مأزق. كلام وهبي المتعلق بالثراء وتوفير الإمكانات لابنه حتى يدرس في الخارج عرضه لسيل من الانتقادات. ومقطع الفيديو الذي يتضمن ردود وزير العدل، اعتلى «الترند» وصار رقم واحد في زمن قياسي، وتناقلته الصفحات وعلق عليه الآلاف، ومن بين ما كتب عنه نجد ما قاله متابع: «نتائج مباراة المحاماة لسنة 2022، فضيحة ختم بها المغرب عن طريق وزارة العدل سنة 2022، نفس الأسماء العائلية متسلسلة لناجحين وناجحات، وآخرين مرتبين بترتيب رقم الاستدعاء لاجتياز المباراة». المتفرجون وهم قلة مقارنة مع اللاعبين الأساسيين الذي دخلوا مباراة «فضيحة امتحان المحاماة»، لن يملوا من المستجدات، فحتما ستكون متوفرة بأحداث مشوقة وأكثر إثارة عن سابقاتها، ولن ينتهي الجدل على المدى القريب، خاصة أن مغاربة التواصل الاجتماعي لا يشرعون في موضوع إلا وأنهكوه تعليقا وتدوينا ومتابعة، كما يكونون على أهبة الاستعداد للرد والهجوم المضاد والكشف عن كل التفاصيل.