زيادة الكميات المستخرجة وإنتاج مواد ذات قيمة مضافة وضعت وزارة الطاقة والمناجم ممثلة في مجمع مناجم الجزائر "منال" مخططاً لتطوير وتثمين مناجم خام الحديد في منطقتي الونزة وبوخضرة بولاية تبسة، ما ستسمح بإنتاج حوالي 6 ملايين طن من الحديد سنويا آفاق 2030، وهذا من خلال تطوير القدرة الإنتاجية للمنجمين، ما سيتيح أيضا تنويع المتعاملين على غرار مركب الحجار الذي يعتبر المتعامل الوحيد حتى الآن، بالإضافة إلى تحسين الأداء الاقتصادي للمنجمين من خلال زيادة كميات الحديد المستخرجة، وكذا إنتاج مواد ذات قيمة مضافة مثل مسحوق الحديد (PDRI) و«الكريات الحديدية" (pellettes)، والتي ستساهم في تنويع المداخيل التي كانت مقتصرة على عائدات بيع الحديد الخام. يعتبر الهدف الرئيسي من الاستثمارات الكبيرة التي أطلقتها الدولة في مختلف مناجم حديد الجزائر، تحقيق الاكتفاء الذاتي من مختلف المنتجات الحديدية، ثم التوجه للتصدير مستقبلا وفق خطة جديدة تقضي بتجنب تصدير الحديد في شكله الخام، والعمل بالأحرى على تصديره في شكل منتجات نصف محولة، عن طريق تزويد المنتجين الجزائريين بالمادة الأولية الخام، والذي سيعملون بدورهم على معالجتها وتحويلها ثم تصديرها. وفي هذا الصدد، تؤكد مديرة المراقبة والتسيير في مناجم حديد الشرق (الونزة وبوخضرة) فهيمة بوشوشة في لقاء صحفي مع جريدة "الشعب"، أن مؤسسة مناجم حديد الشرق، التي تعد شركة فرعية تابعة لمجمع مناجم الجزائر (منال) وهي تنشط في ولاية تبسة، على مستوى منجمي الونزة وبوخضرة اللذان يعتبران إحدى أقدم المناجم في الجزائر، والممولان الرئيسان لمصنع الحديد والصلب "سيدار الحجار"، تسير في ذات التوجه الذي خطته الدولة، من خلال إطلاق مخطط تطوير استثماري مصادق عليه من مجلس مساهمات الدولة، يخص منجمي الونزة وبوخضرة، ويمتد من 2014 إلى غاية 2023، بغلاف مالي يقدر ب 76 مليون دولار، خصص لاقتناء معدات الإنتاج والتجهيزات الحديثة وإعادة تأهيل مرافق الإنتاج، ما سيمكن من رفع الإنتاج إلى مستويات أعلى، تصل إلى 2 مليون و800 ألف طن سنويا، وهذا بعدما كانت تتراوح بين 1.2 مليون طن و1.5 مليون طن سنوياً. ويصل حجم الاحتياطي من الحديد الخام القابل للاستغلال في منجمي الونزة وبوخضرة إلى 140 مليون طن، وترتبط الطاقة الإنتاجية السنوية لمنجمين بحجم طلب السنوي المعبر عنه في السوق، بحيث ينتظر أن تصل إلى 2 مليون و300 ألف طن في 2023، مقسمة بين مصنع "سيدار الحجار" الذي سيحتاج ل 1 مليون و800 ألف طن، والشريك التركي "اوزمارت" الذي طلب قيمة 500 ألف طن، ويستطيع المنجمان إنتاج كميات أكبر في حال توفر الطلب. وبحسب مديرة المراقبة والتسيير في مناجم حديد الشرق، فإن المؤسسة تعمل حالياً للمساهمة في تحقيق الهدف الاستراتيجي المسطر من طرف الدولة والمتمثل أساساً في تحقيق الاكتفاء الذاتي من مختلف المعادن على رأسها الحديد، وهذا من خلال وضع خطط لاستغلال الاحتياطي الكبير للمنجمين والمتمثل 140 مليون طن من الحديد الخام علاوة على إطلاق مشروع آخر لتخصيب خام حديد المنجمين، بهدف تثمين أعلى للمعدن المستخرج من المنجم، أي، زيادة نسبة الحديد فيه. وبحسب ذات المتحدثة، فإن نسبة الحديد في منجمي الونزة وبوخضرة تتراوح حالياً بين 49 و56 %، وتسعى المؤسسة من خلال مشروع التخصيب الاستثماري الذي أطلقته، والذي يعتبر جزءًا من مشروع التطوير الثاني والذي دخل حيز التنفيذ، ويمتد من 2022 إلى غاية 2031، وهو مشروع تكميلي لمخطط التطوير الأولي الذي امتد من 2014 إلى غاية 2023، إلى رفع هذه النسبة لتصل إلى حدود 62 %، وكذا المساهمة في تحقيق الاكتفاء الذاتي من المادة الخام المطلوبة على مستوى مصانع الفولاذ المحلية، وفي الأخير تقليص فاتورة استيراد الحديد، أما الهدف الكبير المسطر خلال هذا الشطر الثاني من المخطط الاستثماري بعد تحقيق الاكتفاء الذاتي هو التوجه نحو "التصدير".