شكل تطوير التنسيق والتعاون بين الجمارك وقطاع العدالة محور لقاء وطني، عقد، أمس، بالجزائر العاصمة، خصص أساسا لبحث المنازعات الجمركية في شقها المتعلق بالمتابعة القضائية وتنفيذ الأحكام القضائية للوصول إلى أفضل السبل لمكافحة الجريمة الاقتصادية. جرى افتتاح الملتقى بحضور وزير المالية، إبراهيم جمال كسالي، والأمين العام لوزارة العدل محمد رقاز، علاوة على المدير العام للجمارك نورالدين خالدي، وكذا الرئيس الأول للمحكمة العليا الطاهر ماموني. خلال تدخله في مستهل هذا اللقاء، الأول من نوعه وطنيا، أبرز وزير المالية علاقة التعاون القائمة بين جهاز العدالة والمديرية العامة للجمارك، منوها بدور هذه الأخيرة والجهود التي تبذلها في حماية الاقتصاد الوطني وكل ما من شأنه أن يمس به من جرائم مختلفة. وقال كسالي في ذات الصدد، إن اللقاء «هو مثال على روح التعاون والتنسيق التي تطبع العلاقات بين الجهازين»، معربا عن أمله أن تكون في المستقبل لقاءات أخرى مركزية ومحلية قصد «تكريس التواصل الدائم بين الطرفين من أجل تنسيق أفضل لمكافحة الجريمة الاقتصادية والحفاظ على مصالح الخزينة العمومية». من جهته أبرز الأمين العام لوزارة العدل في كلمة له، نيابة عن وزير العدل حافظ الأختام، أهمية تعزيز الاعتماد على التكنولوجيات الحديثة وعصرنة ورقمنة أساليب العمل بإدارة الجمارك وهو ما سيمكن -يقول- من «حماية اقتصادنا من الممارسات المخالفة للتشريعات والتنظيمات التي وضعتها الدولة قصد تحسين مناخ الأعمال والاستثمار ومحاربة كل أشكال الجرائم الاقتصادية والذي رسم معالمه دستور 2020». وإذ أكد على كون الجمارك «شريكا فعالا» لقطاع العدالة في مجال حماية الاقتصاد الوطني، لاسيما مكافحة التهريب وتبييض الأموال والاتجار بالمخدرات، لفت رقاز الى دور الضبطية القضائية والأسلاك الأمنية في سيرورة القضايا الجمركية. وأضاف المسؤول في ذات السياق، أن تطور أداء القضاء في معالجة قضايا المنازعات الجمركية، يعتمد في كثير منه على ما تنجزه «إدارة الجمارك ورجال ونساء الضبطية القضائية من أعمال نوعية تسمح للقضاة بالاستناد إليها في إصدار أحكامهم في ظل احترام شروط المحاكمة العادلة». كما أعرب عن تطلعه أن يفضي هذا اللقاء إلى حلول ناجعة للإشكالات والانشغالات التي يفرزها أحيانا النشاط الميداني لجهازي الجمارك لحل المنازعات الجمركية، مبرزا أن الهدف يبقى «الارتقاء بالتنسيق بين الجانبين الى المستوى المطلوب». أما المدير العام للجمارك نورالدين خالدي، فأوضح ان هذا اللقاء يأتي تتويجا لسلسلة من المنتديات والملتقيات التي جمعت جهاز العدالة مع قطاع الجمارك خلال سنتي 2021 و2022 على مستوى المجالس القضائية، مؤكدا أن هذه اللقاءات سمحت «بمعالجة العديد من الملفات وحققت نتائج جد إيجابية في محاربة الجريمة الجمركية». وأكد خالدي، أن الملتقى يدرس وبشكل أعمق عددا من المسائل، خصوصا تلك المتعلقة بالمخدرات والمؤثرات العقلية والإشكالات ذات الصلة بالتكفل بالمحجوزات والتحصيل بصفة عامة. وفي تصريح صحفي أكد المدير العام للجمارك، أنه سيتم الخروج «بحلول لتصفية كل القضايا العالقة على مستوى الجهات القضائية، سواء المحاكم الابتدائية أو المجالس أو حتى على مستوى المحكمة العليا» وهذا «لتصفية كل مخازن إدارة الجمارك بفضل التعجيل بصدور الأحكام القضائية على مستوى مختلف الجهات القضائية». وأضاف، أن ذلك سيسمح أيضا «بالتخفيف من العبء الكبير الموجود على مستوى قباضات إدارة الجمارك وخاصة بالنسبة للبضائع القابلة للتلف بسرعة». ويبحث المشاركون وهم إطارات من إدارة الجمارك وقضاة بالمحكمة العليا وممثلون لمختلف الجهات القضائية وفي جلستين مغلقتين، عددا من المواضيع، على غرار «ممارسة الدعوى الجمركية» و»جريمة الصرف بين التأطير القانوني والإشكالات العلمية». ويتعلق الأمر كذلك بموضوع «الإذن بالتصرف في البضائع المحجوزة قبل المحاكمة» وكذا «إشكالات تنفيذ الأحكام والقرارات القضائية في المادة الجمركية».