شهدت القائمة الموسّعة التي أعلن عنها الناخب الوطني هاليلوزيتش مؤخرا والخاصة بالعناصر المعنية بالمشاركة في نهائيات أمم إفريقيا مطلع السنة القادمة، عودة بعض الوجوه والتي سبق لها وأن مثّلت الألوان الوطنية من قبل. ويتعلق الأمر بقائد المنتخب الوطني مجيد بوقرة، الذي غاب عن المجموعة بداعي الإصابة لمدة تجاوزت ال 7 أشهر بداية من شهر جوان الفارط، وهذه الفترة شهدت وجود أربعة مواجهات مهمة لأشبال هاليلوزيتش وكانت متعلقة بإقصائيات الكان والمونديال في نفس الوقت، وكان “بوڤي" قد أصيب خلال منتصف شهر ماي خلال لقاء فريقه لخويا القطري ضمن دوري المجموعات من المنافسة الآسيوية. ولم يعد الدولي الجزائري إلى أجواء المنافسة رغم أنّه عاد مؤخرا إلى التدريبات الفردية، وبالتالي فإنّ موضوع مشاركته مع المنتخب الوطني في المنافسة الإفريقية مطلع السنة القادمة يبقى مستبعدا إلى حد كبير، بما أن بوقرة يعاني من نقص المنافسة، ما يعني أنّه لن يستطيع أن يشارك في مباريات ذات المستوى العالي في الفترة الحالية، خاصة وأنّ الدور الأول سيكون صعبا للخضر بالنظر إلى الفرق القوية التي سيواجهها بداية من الداربي العربي ضد تونس وبعدها الطوغو ثم كوت ديفوار. ولهذا يجب أن يعتمد الرجل الأول على رأس العارضة الفنية للخضر على لاعبين جاهزين من كل النواحي معنويا وبدنيا، وكل هذه الأمور لا تنطبق على بوقرة في الوقت الحالي ولهذا فإنّ إمكانية تواجده في جنوب إفريقيا مستبعدة بنسبة كبيرة وتواجد اسمه في القائمة الموسعة يدل على رغبة المدرب الوطني في تواجد بعض العناصر التي تملك الخبرة في مثل هذا النوع من المنافسات مثل لاعب لخويا. ونجد أنّ هذا الأمر طرح عدة تساؤلات في الشارع الرياضي بما أنّه سبق لهاليلوزيتش اكتشافه أنه سيعتمد على اللاعبين الذين يلعبون بانتظام رفقة نواديهم والجاهزين بدنيا، وبالتالي فإنّ هذا الإجراء عكس كل تلك التصريحات في بداية مشواره مع الفريق الوطني بوجود بعض اللاعبين الغائبين عن المنافسة لمدة تجاوزت الستة أشهر. وجود اسم يبدة في القائمة الموسعة...لكن ؟ من جهته، يبدة غاب هو الآخر عن الميادين لفترة طويلة بسبب مشكل الإصابات الذي لاحقه منذ السنة الماضية، والذي اضطره للعب مع نادي غرناطة الإسباني الصاعد حديثا للقسم الأول في تلك الفترة قادما من نابولي الإيطالي، ورغم أنّه كان يلعب بشكل عادي إلاّ أنّ تكرر الإصابة في كل مرة تطّلب منه إجراء عملية جراحية من أجل التخلص منها نهائيا. وكانت العملية في وقت جد حساس بما أنّها كانت في نهاية الموسم والتي تزامنت مع المباريات التي خاضها المنتخب الوطني، أي نفس الوضع الذي عاشه بوقرة ولهذا ضيّع فرصة لعب عدة لقاءات مهمة سواء مع ناديه أو الفريق الوطني. ورغم عودته إلى جو التدريبات مؤخرا بعد أن انتهى من البرنامج التأهلي، إلاّ أنّ الآلام عاوته، وبالتالي خضع لبرنامج خاص من جديد من أجل عدم تفاقم الأمور أكثر، ولهذا فإنّ وجود اللاعب في القائمة التي سيلعب بها هاليلوزيتش الكان يبقى مستبعدت بما أنه غير جاهز من الناحية البدنية، ومن جهة أخرى من أجل منحه فرصة العودة إلى المنافسة مع ناديه خلال مرحلة الإياب والتي تتزامن مع انطلاق نهايات أمم إفريقيا والتي طالما كانت مشكل بالنسبة للعناصر اللتي تلعب في الدوريات الأوروبية وتشارك مع منتخباتها في العرس القاري، ولهذا فإنّ المدرب الوطني سيمنح الفرصة لبعض العناصر العائدة مؤخرا من الإصابة من أجل فرض وجودها قبل الشروع في الإقصائيات بالمتعلقة بالمونديال بما أنها ستكون مباشرة بعد “الكان". حظوظ مصباح للمشاركة في “الكان" ضئيلة أما جمال مصباح الذي يعتبر من بين كوادر الفريق الوطني إلاّ أنّه قد يضيّع المشاركة في نهائيات أمم إفريقيا لأول مرة في مشواره مع المجموعة، وذلك راجع إلى الوضع الصعب الذي يعيشه مع ناديه أسي ميلان الإيطالي، الذي انطلق بتهميشه في بداية الموسم الحالي بعد أن رفض مغادرة الفريق في الميركاتو الصيفي بما أنّه كان يريد التواجد مع نادي يضمن له اللعب في المستوى العالي والمنافسة الأوروبية. إلاّ أنّ ذلك انعكس سلبا على قراره الذي يعتبر الأسوأ له في مشواره الكروي بما أنّه بقي حبيس دكة البدلاء قبل أن يتعريض إلى الإصابة التي زادت من تفاقم الوضع نحو الأسوأ، ورغم عودته إلى الميادين من خلال آخر مواجهة في دوري المجموعات من منافسة دوري الأبطال إلاّ أنّ مردوده السيّء أعاده إلى كرسي الإحتياط من جديد، ولهذا فهو الآخر سيمنحه المدرب البوسني فرصة للبحث عن فريق مناسب يكمل معه الموسم خاصة في ظل مجيء كل من غولام وحارك اللذين يلعبان في نفس منصبه، وبالتالي وجد الناخب الوطني البديل في الوقت المناسب في الجهة اليسرى التي طالما شكّلت عائقا لدى المدربين الذين توافدوا على الفريق في السنوات الأخيرة. هاليلوزيتش قد يمنح الفرصة لعبدون بالتواجد في “الكان" في حين يعتبر عبدون الاستثناء والمفاجأة في التشكيلة بما أنّه لم يبعد بسبب تراجع مستواه أو الإصابة بل كان راجع إلى أمور أخلاقية جراء تصرفه الطائش من قبل، وهذا ما كلفه الغياب عن المنتخب الوطني لمدة تجاوزت السنتين، قبل أن يعود إلى القائمة الموسعة بما أنه في قمة مستواه في الموسم الحالي بالنظر لما يقدمه رفقة أولمبياكوس اليوناني والذي يعتبر من خيرة عناصره محليا وأوروبيا، وبما أنّه يعطي الحلول فوق الميدان في خط الوسط والهجوم في آن واحد بما أنّ معظم اللاعبين يعانون من الاصابات والتهميش، وسبق للمدرب هاليلوزيتش أن كشف على رغبته في الإعتماد على إمكانيات عبدون في المستقبل، ولهذا فإنّ حظوظه بالتواجد في “الكان كبيرة" جدا في ظل التصريحات التي قام بها اللاعب في حد ذاته أين اعترف بالخطأ الذي ارتكبه، وأكيد أنّ القرار الأخير يبقى للرجل الأول في الفريق الوطني.