خطف المنتخب الوطني للاعبين المحليين تأشيرة العبور لنصف نهائي البطولة الأفريقية للأمم "شان" الجزائر 2022، بعدما تمكن من الإطاحة بمنتخب كوت ديفوار في مواجهة صعبة ومليئة بالإثارة، عرفت طرد لاعبيْن بالبطاقة الحمراء، وتسجيل هدف الفوز في الأنفاس الأخيرة من عمر المقابلة. تمكن المنتخب الوطني للاعبين المحليين من فرض منطقه أمام منتخب كوت ديفوار المنظم جيدا فوق المستطيل الأخضر، بالرغم من أنه لعب منقوصا عدديا طيلة 70 دقيقة كاملة، بعدما طرد الحارس أليكسيس قندوز بالبطاقة الحمراء، حين اعترض مسار الكرة بيده خارج منطقة العمليات، ليضطر الناخب الوطني مجيد بوقرة إلى اخراج متوسط الميدان أحمد قندوسي، الذي بدأ المواجهة جيدا للاعتماد مكانه على الحارس فريد شعال، الذي خاض مباراته الأولى في الدورة وسيلعب نصف النهائي أساسيا. واصل الطاقم الفني للمنتخب الوطني للاعبين المحليين اللعب بخطة (3 – 5 – 2) للمباراة الثالثة على التوالي، لمحاولة الضغط طيلة المواجهة على الخصم في منطقه، واسترجاع الكرة سريعا في وسط الميدان لإعادة البناء مع استغلال الأطراف، لكن خروج الحارس قندوز بالبطاقة الحمراء أخلط كل الحسابات. كشف المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني للاعبين المحليين مجيد بوقرة، خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المواجهة، بأنه لم يرد تغيير النهج التكتيكي مباشرة بعد خروج قندوز بالبطاقة الحمراء، حتى يرى رد فعل لاعبيه فوق أرضية الميدان، ليتأكد بأنهم بقوا مركزين وحافظوا على نفس نظام اللعب قبل انطلاق المواجهة بخطة (3 – 5 - 1)، مع منح عبد الرحمن مزيان دور قندوسي دفاعيا، والعمل على استغلال الأطراف بالتناوب مع لعوافي هجوميا. طرد الظهير الأيسر كواسي أتوهولا بالبطاقة الحمراء، أراح العناصر الوطنية وقلل عنهم الضغط ليستعيدوا زمام الأمور، حين طالب بوقرة من بلخيثر مواصلة الضغط على الرواق الأيمن، بمساندة من زميله في الفريق زكريا دراوي، وهو ما شكل خطورة كبيرة على الدفاع الإيفواري. صنع رفقاء حسام الدين مريزيق 10 فرص كاملة سانحة للتهديف منذ انطلاق المواجهة، ارتطمت اثنان منهما بالعارضة وكان الحارس شارليس فولي لخمسة منها بالمرصاد، فيما مرت قذفة لعوافي في (د 24) ورأسية محيوص في (د 67) جانبية ببضعة سنتيميترات، أما الفرصة العاشرة والأخيرة أعلن على إثرها الحكم الموريتاني عبد العزيز بوح عن ضربة جزاء بعد عرقلة أيمن محيوص في منطقة العمليات، ليأتي منها الفرج في (د 90 + 6) بعد تنفيذها بأناقة من قبل مهاجم اتحاد العاصمة، الذي خطف بالمناسبة لقب هداف الدورة بثلاثة أهداف. محيوص يطرق باب المنتخب الوطني الأوّل واصل بطلا كأس العرب زكريا دراوي وحسام الدين مريزيق والمدافع المحوري زين الدين بلعيد، الظهور بوجه قوي في خرجات "الخضر"، حيث قام ثنائي شباب بلوزداد بعمل كبير من أجل نقل الخطورة للهجوم وشل هجمات المنافس، في حين بقي لاعب الاتحاد وفيا لتقاليده وخاض المواجهة دون ضغط ولا خطأ للمباراة الثالثة أساسيا. كما أبان المدافع المحوري لشباب بلوزداد شعيب كداد، العائد من الإصابة أمام منتخب أثيوبيا بالجولة الثانية من الدور الأول عن علو كعبه، حيث دافع بأناقة ووقف في وجه المدافعين الإيفواريين، ليتضح للجميع بأنه استعاد امكانياته بعد خوضه للمواجهة الثالثة على التوالي. فجر ابن مدينة جيجل أيمن محيوص قدراته أمام منتخب كوت ديفوار، أين قام بعمل كبير في الهجوم واسترجع الكثير من الكرات الخطيرة، كانت ستتحول لهجمات سريعة خاطفة للفيلة الإيفوارية، وبقي وفيا لعاداته حيث سجل الهدف الوحيد في المواجهة حين يلعب أساسيا مع المنتخب. أكد كل الحاضرين بأن الخماسي المذكور يستحق التفاتة من الناخب الوطني جمال بلماضي خلال التربصات المقبلة، لسد الفراغات التي تنقص المنتخب الأول وإيجاد بعض الحلول للمناصب التي تعرف ضعفا، على غرار منصب قلب الهجوم الذي بات يؤرق مهندس التتويج القاري لسنة 2019، الأخير الذي يتواجد بمركز سيدي موسى ويشاهد جميع تدريبات المنتخب، وكان حاضرا بالمباريات الأربع ل "الخضر" من على المدرجات رفقة مساعده بوراس، لمعاينة بعض اللاعبين ومشاهدة آخرين الذين منحهم فرصة حمل القميص الوطني الأول في صورة مريزيق، الذي نال شرف الاستدعاء للمنتخب الأول نظير الجهود الكبيرة التي يقدمها مع شباب بلوزداد والمنتخب الوطني للاعبين المحليين في المواسم الثلاثة الأخيرة. أقحم بوقرة خلال البطولة الأفريقية للأمم "شان" الجزائر 2022 ل 25 لاعبا منذ انطلاق الدورة، وينتظر كل من (لوصيف، رحماني، آيت الحاج)، منحهم الفرصة لإبراز إمكانياتهم، واستغلال تواجد تقنيين من القارة العجوز لمحاولة لفت أنظارهم، كما أن (ذبيح، بكير، طاهر) يعملون على استعادة مكانتهم الأساسية الضائعة بعد تعرضهم للإصابة، في حين ينتظر مهاجم اتحاد خنشلة سفيان با يزيد فرصة أكبر خلال المباريات المقبلة، لتسجيل هدفه الأول في المنافسة. يذكر أن المنتخب الوطني للاعبين المحليين سيطير إلى وهران صبيحة يوم غد الاثنين، أي 24 ساعة قبل مباراة نصف النهائي التي ستلعب بملعب كرة القدم للمركب الأولمبي ميلود هدفي بوهران على أن يعود إلى العاصمة مباشرة بعد المباراة.