قاد عشية أمس، المهاجم أيمن محيوص المنتخب الوطني للعبور إلى الدور نصف النهائي للنسخة السابعة من بطولة "الشان"، بعد أن كان صاحب الهدف الوحيد في مباراة كوت ديفوار التي عانى فيها الخضر كثيرا، قبل تحقيق الفوز الذي أهلهم للمرة الثانية للمربع الذهبي للبطولة، بعد المشاركة الأولى في طبعة 2011. واحتفل الخضر بهذا التأهل الصعب، ضاربين موعدا في النصف النهائي للفائز بلقاء اليوم، بين منتخبي النيجر وغانا. الشوط الأول كان مثيرا على كل المستويات، سواء من حيث الفرص المهدرة أو القرارات التحكيمية للحكم الموريتاني عبد العزيز بوح، الذي أشهر بطاقتين حمراوين قاسيتين، إحداها لحارس المنتخب الوطني قندوز، والثانية للمدافع الأيسر للفيلة ياو. وعرفت بداية المرحلة الأولى دخولا قويا من لاعبي الخضر، حيث كادوا يفتحون باب التسجيل عن طريق دراوي في د7، غير أن رأسيته اصطدمت بالقائم الأيمن للحارس، ليأتي الرد سريعا من الايفواريين عن طريق عزيز سياهوتي، الذي لم يحسن استغلال وضعيته السانحة في د10، فبدلا من وضع الكرة في الشباك سددها خارج الإطار برعونة، وهي اللقطة التي كانت بمثابة الإنذار بالنسبة لكتيبة "الماجيك"، التي دخلت اللقاء بنية التسجيل المبكر، بدليل الفرص المهدرة في الدقائق الأولى، خاصة عن طريق محيوص الذي عانده الحظ في د12 بعد أن تصدى الحارس فولي لرأسيته بأعجوبة، لتعود الكرة للمدافع كوليبالي الذي كاد يضعها بالخطأ في الشباك، لولا العارضة الأفقية التي أنقذت أشبال ايدارا، لتعرف الدقيقة 15 منعرجا حقيقيا في اللقاء، بعد الخطأ الفادح المرتكب من طرف عبد اللاوي، عندما حاول رد الكرة للحارس قندوز، الذي اضطر للمسها باليد خارج منطقة العمليات، من أجل إبعاد الخطر، وهي اللقطة التي تلقى على إثرها بطاقة صفراء تحولت إلى حمراء، عقب تدخل حكم الفار "تيسيما"، ليغادر قندوز أرضية الميدان بالدموع ويحل مكانه شعال، وإن كان الحظ قد ابتسم للخضر، بعد طرد لاعب كوت ديفوار ياو عند د33 بتقنية الفيديو المساعد كذلك عقب تدخله العنيف على بلخيثر. المرحلة الأولى التي عرفت ندية كبيرة، كادت تعرف الجديد مع اقتراب نهايتها بعد رأسية محيوص عند د44، حيث أبعدها المدافع كوليبالي بالقرب من خط المرمى. جدير بالذكر أن مباراة أمس، عرفت حضورا كبيرا للجماهير التي فاق عددها 40 ألف مشجع، كما شهدت دقيقة صمت قبل صافرة البداية ترحما على نائب رئيس الاتحاد الموريتاني أمغار دينغ الذي وافته المنية. قبل أيام بمدينة وهران. الشوط الثاني حافظ خلاله الناخب الوطني مجيد بوقرة على نفس الرسم التكتيكي (ثلاثة لاعبين في المحور)، أملا في نجاح لاعبي الأروقة بلخيثر ولعوافي في صنع الفارق، وهو ما كاد يتجسد على أرض الواقع في د59 ، حيث وزع الأول كرة مليميترية صوب رأس الثاني، غير أن نقص التركيز حال دون نجاح الظهير يوسف لعوافي في هز الشباك، وهي اللقطة التي كانت وراء استفاقة الجماهير العريضة، التي حاولت بتشجيعاتها القوية دفع العناصر الوطنية للتقدم أكثر نحو الأمام، بغية افتتاح باب التسجيل، ولو أن الحظ واصل إدارة ظهره للعوافي والمنتخب الوطني، بعد أن جانبت تصويبته الإطار عند د 67 ، ليتمركز بعدها اللعب في وسط الميدان، خوفا وحذرا من تلقي المنتخبين هدفا قاتلا في آخر ربع ساعة من اللقاء، الذي كاد أن يدفع الخضر مع نهايته الثمن غاليا، بعد أن أضاع الإيفواريون هجمة مرتدة سريعة في د84، حيث لم يحسن سيري التعامل مع إحدى الكرات السانحة، كما حالف الحظ الخضر مرة أخرى في د90 ، بعد أن أضاع الفيلة انفرادا بالحارس شعال، ليحصل محيوص على ضربة جزاء بعد عرقلته داخل منطقة العمليات، القرار الذي اتخذه الحكم بعد العودة إلى تقنية الفار، وتولى ذات اللاعب التنفيذ بطريقة بديعة، مهديا تأشيرة التأهل للمربع الذهبي من بطولة إفريقيا للمحليين، وسط فرحة عارمة من اللاعبين والطاقم الفني والأنصار.