تشد الأنظار منذ أيام الى مقرات المجالس المحلية ولاسيما البلديات بولاية تيارت، وذلك بعد تنصيب المجالس الشعبية البلدية التي حصل متصدرو القوائم فيها على اغلبية مطلقة أو خاضوا انتخابات بعد ضم بعض التشكيلات الأخرى اليها، سمحت لهم بترأس البلديات فبولاية تيارت لم يكتمل تنصيب جميع البلديات المقدرة ب42 بلدية بسبب الانسدادات التي سادت اختيار الرؤساء بسبب عدم التوافق، وقد حضرنا لتنصيب العديد من البلديات من طرف المسؤولين المحليين كوالي الولاية والمفتش العام للولاية ومدير التنظيم والشؤون العامة ومدير الإدارة المحلية وقد اغتنما تواجدنا اثناء التنصيب و استفسرنا الرؤساء الجدد للبلديات التي افرزتها الانتخابات الأخيرة عن الأولوية التي يلونها الاهتمام في بداية عهدتهم الانتخابية ولا سيما ان المواطن اصبح السيد وملكا اثناء الحملة الانتخابية ومنهم من اعطى وعودا قابلة للتحقيق، بينما اعطى آخرون وعودا. وأول من طرحنا عليه السؤال هو السيد قاسمي حسين الرئيس المنتخب لبلدية عين كرمس وهي من الدوائر المنبثقة عن قرار سنة 1984 حيث صرّح لنا بأنه منتخب من طرف نسبة معينة غير أنه أصبح رئيسا لجميع مواطني البلدية وشغله الشاغل هو الرفع من مستوى بلديته من حيث البناء والعمران والمرافق العمومية كالملعب وتعبيد الطرق وغيرها غير اننا الححنا في سؤالنا عن الأولويات، فكان جوابه انه يقترح في البرنامج الاستعجالي برمجة عدة مشاريع أولها الماء الشروب الذي ظل يؤرق سكان بلدية عين كرمس التي أصبحت الوحيدة التي يعاني قاطنوها من مشكل مياه الشرب ضمن خمس بلديات المجاورة والمشكلة لبلدياتها التي تترأس دائرتهم، حيث مع اطلال كل صائفة يشد سكان بعض الأحياء احزمتهم تحسبا لجلب المياه رغم ان البلدية مزودة ببئرين، غير أن التوزيع وقدم قنوات صرف مياه الشرب أدى الى التذبذب كلما حل فصل الحر وأضاف رئيس بلدين عين كرمس ان مشكل السكن اصبح مستعصيا بسبب كثرة الطلبات، حيث وصل العدد حسب احصائيات سابقة الى اكثر من 2000 طلب بينما البلدية لم تستفد من مشروع يلبي الغرض لهذا العدد وهو ما جعل المواطنون الذين تقدموا بطلبات للسكن يحتجون كلما جرت عملية توزيع للسكنات، وأضاف رئيس عين كرمس انه سيهتم بالشباب من خلال التفكير بملعب يليق بشباب عين كرمس ومرافق رياضية أخرى ولا سيما ان شبان البلدية قد حققوا نتائج جد ايجابية وشاركوا حتى وطنيا ودوليا كالعدو والشطرنج والجيدو. شباب بلدية تيارت ينتظرون انتشالهم من البطالة وارساء العدالة في توزيع السكنات. أما رئيس بلدية تيارت باعتبارها عاصمة الولاية وتعدادها يفوق عدة دوائر مجتمعة، فإن مشكل البطالة لا زال يخيم على نسبة كبيرة من الشباب رغم ما قامت به الدولة من مجهودات كمنح محلات تجارية ولا سيما بعد القضاء على الأسواق الفوضوية والذي كانت تيارت السباقة فيه. ولا ينسى الجميع قصة الشاب الذي اقدم على حرق نفسه في العام المنصرم بسبب تطبيق مصالح الأمن للقانون الذي ينص على عدم عرض السلع على قارعة الطريق ولا سيما على الأرصفة وفي الأزقة الضيقة كسلالم سالم التي كانت يعيق المرور قبل تطهيرها من التجار الفوضويين، فالمير الجديد مطالب ايضا بإيجاد فضاءات أخرى للشباب الذي فقدوا قوت رزقهم بعد قرار القضاء على الأسواق الموازية والفوضوية، ومن ثم القضاء على ظاهرة الحراقة والتي استفحلت بشباب تيارت منذ سنوات رغم ان الظاهرة توقفت، السكن هو الآخر أصبح مطلبا ملحا بالنسبة لمواطني تيارت ولا سيما الشباب الذي بنوا عش الزوجية منذ سنوات قليلة. وينتظر من رئيس بلدية تيارت السيد بوثلجة رابح والذي اختير من طرف الأغلبية لسكان تيارت بسبب كفاءته وخبرته في التسيير، حيث ينتظر منه ترشيد تسيير المال العام واعطاء الأولوية في إرساء ثقافة معاملة المواطن له جميع الحقوق وكل من يعمل داخل البلدية هو من اجل خدمته ولا سيما داخل المكاتب والمصالح، حيث أصبح المواطن يخشى الطوابير من أجل استخراج شهادة ميلاد أو بطاقة شخصية للحالة المدنية، وما يؤرق المواطنين كثيرا هو رزم الوثائق التي تطلب من الإدارات من اجل ملف بسيط، رئيس المجلس البلدي لتيارت الجديد اعادة النظر في دراسة الملفات المكدسة منذ سنوات من اجل الحصول على السكن والتي يطالب اصحابها نفض الغبار عنها واعادة إدراجها في مسارها واعطاء كل ذي حق حقه ولا سيما ان البلدية كانت تسير دون رئيس بلدية منتخب منذ سنوات بعد الأزمة التي وقعت فيها. مواطنو عين الذهب بحاجة إلى مستشفى رغم ان بلدية عين الذهب في المخرج الجنوبي للولاية لم تنصب ميرها إلا بعد عسر كبير بسبب التناحر على منصب المير، حيث لم يحسم الأمر الا بعد تحالف ثلاث تشكيلات سياسية متناقضة الايديولوجيات والبرامج، حيث تمّ الاستنجاد بفائز واحد من تشكيلة حزبية، الا ان الانسدادات التي سادت المجلس في السنوات الماضية لا تقلق المواطنين، رغم ان الرئيس الجديد للمجلس الشعبي البلدي تعهد اثناء تنصيبه من طرف والي الولاية، انه يعمل من اجل الانسجام داخل المجلس وخدمة جميع فئات المواطنين ومباشرة بعد تنصيبه اردنا الاتصال به وأعدنا الكرة لمعرفة اولويات الرئيس الجديد، غير اننا لم نتمكن من الظفر بمقابلته، مما اجبرنا بالاستنجاد بالرئيس المنتهية ولايته والذي لا زال داخل المجلس البلدي لكونه فاز بأربعة مقاعد فصرح لنا بما ينتظر المجلس البلدي الجديد، ومن بين المشاريع التي تمت دراستها بيت للشباب حي لا تتوفر الجهة الجنوبية بيت للشباب حتى في المدن الكبرى كفرندة وعين كرمس وغيرها بينما استفادت بلدية عين الذهب من مشروع شرع في انجازه ومن شأن هذا البيت ان يخفف على المسافرين العابرين للصحراء لكون البلدية بوابة للصحراء اما يطالب به المواطنون وبإلحاح هو مستشفى، حيث تفتقر المنطقة الى مستشفى. وحسب تصريح والي الولاية اثناء تنصيب المير فإنه تقرّر انشاء مستشفى متوسط الحجم ب60 سريرا من شأنه أن يخفف عن مستشفى السوقر البعيد ب45 كلم وتستفيد منه بلديات مدريسة وشحيمة وعين الذهب والنعيمة ومشروع آخر في الأفق، حيث حددت ارضيته والمتمثل في معهد وطني للفلاحة والذي ينتظره الشباب ولا سيما المتمدرسون وخريجي الجامعات بشغف، وقد اختير هذا المعهد بعين الذهب حسب الرئيس القديم للبلدية بسبب الطابعى الفلاحي للمنطقة وكونها منطقة سهبية ونصف مداخيل البلدية من عائدات المحميات وكذلك توزيع السكنات، حيث استفادت البلدية من آلاف السكنات في العهدات المتتالية، غير أن مشكل السكن لا زال مستفحلا بعين الذهب. أما بمدينة سوقر ثاني أكبر تجمع سكاني فإن المواطنين ينتظرون مشاريع السكن والمؤسسات التربوية وتفعيل الصناعة التقليدية. و«مير» بلدية السوقر مطالب بتفعيل التوازن بين الأحياء في التنمية، حيث لا تزال احياء داخل النسيج العمراني الحضري تفتقر الى الكهرباء وبعض الأحياء الكبرى لا تتواجد بها مؤسسات تربوية وأهم شيء تمتاز به مدينة السوقر ذات التعديد السكاني الذي يفوق 100 الف نسمة هو كثرة الحرفيين، ولا سيما صناعة السروج التي اشتهرت بصنعه عالميا والأواني الفخارية وصناعة الزرابي ونادي للطيران جميع الفعاليات التي تنشط بهذا المجال لا زالوا يفتقرون لمقرات وفضاءات ينشطون بها زيادة على انعدام الدعم المادي فمنتظر من رئيس البلدية الجديد ان يلتفت الى هذه الفئات التي هي فخر ومستقبل البلدية، فالمتخصص جهويا في صناعة السروج الفاخرة لا يزال ينشط داخل بيت ضيق بمساحة 15 متر مربع. شباب بلدية شحيمة يطمحون الى قاعة متعددة الخدمات وفك العزلة عن سكان الأرياف. انتقلنا في اطار الاطلاع على انشغالات المواطنين الى بلدية شحيمة التي لقينا شبابها على مدخل البلدية التي يشتكي سكانها ولا سيما الشباب من انعدام عيادة متعددة الخدمات، حيث يتنقل المواطنون الى مدريسة او مدينة السوقر التي تبعد ب50 كلم، حيث ذكر لنا احد الشباب ان ابنته ذات اربعة اشهر توفت مباشرة بعد ايصالها الى مستشفى السوقر، حيث ان قاعة العلاج لا تتوفر على جميع ما يحتاجه المريض، مما ادى الى تناقص عدد السكان المسجلين في بلديتهم، حيث ادى تسجيل المواليد خارج البلدية كمدريسة والسوقر وفرندة التي تبعد بأكثر من 50 كلم، مما ادى الى تناقص عدد المسجلين منذ سنوات. المواطنون ينتظرون من المنتخبين الجدد فك العزلة عن الدواوير المتعددة المشكلة لتعداد السكان بالبلدية، حيث يطالبون بشق طرق ومسالك كمناطق المرت الفياض والطرادة والزيادي والقطيفة والكهرباء الريفية وكذا السكن الريفي.