قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الدكتور حمزة حسام، إن القضايا التحررية عبر العالم تحسم وفق منطق الشرعية الدولية والعدالة التي تتطلبها، وليس وفق منطق القوة، مشيرا إلى أن كلمة رئيس الجمهورية بالقاهرة رافعت من أجل عودة إسهام الشرعية الدولية في حلّ القضية الفلسطينية التي تخلى عنها المجتمع الدولي لحساب منطق القوة. جدّد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبّون، الرئيس الحالي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، دعوته إلى التعجيل بتوحيد الصف الفلسطيني من أجل التعبير عن التطلعات المشروعة للشعب في نيل حريته، في ظل التحديات التي تواجه قضيته، مندّدا في كلمة قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، بالقاهرة، خلال أشغال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، بسياسة الأمر الواقع التي يحاول الاحتلال فرضها على الفلسطينيين. أكد رئيس الجمهورية، أمس الأحد، بالقاهرة، خلال أشغال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، مواصلة الجزائر مساعيها الرامية للمّ الشمل وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية، في إطار مسار المصالحة الذي كلل بتوقيع الفلسطينيين على «إعلان الجزائر» خلال أكتوبر من السنة الفارطة. وقال الرئيس في كلمته، إن قناعة الجزائر ستبقى راسخة أنه وأمام التحديّات الوجودية التي تواجهها القضية الفلسطينية اليوم، لابد من الإسراع في إعادة توحيد الصف الفلسطيني للتعبير بصوت واحد عن التطلعات المشروعة للشعب الفلسطيني الأبي وعن حقه الأكيد والراسخ في نيل حريته واستعادة سيادته. وندّد الرئيس تبّون في كلمة، قرأها نيابة عنه وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج رمطان لعمامرة، بمحاولات الاحتلال الصهيوني المتكررة لفرض سياسة الأمر الواقع التي تجاوزت الحاضر وامتدت إلى الماضي عبر تزوير الحقائق وتغيير المسميّات. من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الدكتور حمزة حسام، في قراءة أولية لكلمة رئيس الجمهورية خلال أشغال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، أن الملاحظة الأولية، والتي لا يمكن تجاوزها، أنه وكلما تعلق الأمر بفلسطينوالقدس، فإن الجزائر تؤكد على ثبات مواقفها وترسخ القضية الفلسطينية في الوجدان الجزائري كلما سنحت الفرصة. وأشار الدكتور حمزة حسام، إلى أن الجزائر تؤكد، في كل مرة أيضا، أنها لن تتوانى في الدفاع عن القضية الفلسطينية في كل منبر، ومع كل فرصة تتاح لها للحديث والدفاع عن هذه القضية، وكلمة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون، خلال أشغال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، تؤكد ثبات الجزائر على موقفها مجدّدا والعزم الجزائري على دعم القضية الفلسطينية في كل الظروف ومهما كانت المعطيات. وفيما يتعلق بمنطق القوة أو سياسة الأمر الواقع التي يحاول الاحتلال الصهيوني فرضه حول البهتان الذي يدعي بأنه «قضية يهودية»، فالجزائر اليوم ترافع من أجل الشرعية الدولية التي يبدو وكأن المجتمع الدولي بكل قواه الكبرى وغيرها، قد تنازلت عن هذه الشرعية لحساب منطق القوة، والجزائر اليوم تريد أن تعيد الأمور الى نصابها أو بالأحرى إلى أصلها. ويضيف الدكتور حمزة حسام، أن مثل هذه القضايا الأصل فيها أنها تحسم وفق منطق الشرعية الدولية، ووفق منطق العدالة التي تتطلبها، وليس وفق منطق القوة، فالخضوع لمنطق الأمر الواقع والسلاح الذي يعتمده الكيان الصهيوني، هو تنازل عن الشرعية. وأفاد محدثنا، أن الجزائر اليوم تخوض حربا وتناضل ضد هذا المعطى والتصور الذي يريد الكيان الصهيوني وحلفاؤه فرضه على فلسطين وعلى الشعب الفلسطيني وعلى مدينة القدس تحديدا التي تخضع لعملية تهويد ممنهج. وفي سياق السعي الجزائري الحثيث، يقول حمزة حسام: «منذ ثلاث سنوات تقريبا تسعى الجزائر بمكانتها التي تحظى بها كرمز من رموز التيّار التحرّري في العالم، وتيّار عدم الانحياز، من أجل تثبيت الحق الفلسطيني. فالجزائر تفرض نفسها كمدافعة أولى عن القضايا العادلة وقضايا التحرّر وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأكيد أن هذه الريّادة الجزائرية ستؤدي الى إحياء هذا التيّار على المستوى العالمي». وأضاف أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر الدكتور حمزة حسام، أن الجزائر حينما تخوض في أمر ونضال، فالأكيد أنّها لن تتراجع. ومع الوقت، فإن هذا النضال سيقود إلى لمّ شتات الدول التي تتبنى قيم التحرّر والدفاع عن القضايا العادلة، وهو ما سيؤدي، لا محالة، إلى إحداث نوع من التكافؤ في ميزان القوى على المستوى العالمي، بين القوى التي تريد فرض منطق الهيمنة، والقوى الرافضة لهذا المنطق، والتي تريد نظاما دوليا عادلا وعلى رأسها الجزائر. من جهة أخرى، أكد المؤرخ والأكاديمي محمد الأمين بلغيث، أن شخصية «سيدي أبي مدين شعيب الغوث التلمساني» الذي استشهد به رئيس الجمهورية عبد المجيد تبّون في كلمته خلال أشغال المؤتمر رفيع المستوى لدعم مدينة القدس، تعتبر من بين الشخصيات التي ساهمت في الجهاد ضمن جيل صلاح الدين الأيوبي خلال حروب استرداد بيت المقدس وتخليصه من الحملة الصليبية آنذاك، بحسب ما هو متداول لدى شعوب المغرب الإسلامي، وأهلنا في فلسطين، حتى إن هناك من يروي أن هذا المجاهد فقد ذراعه أثناء الدفاع عن القدس خلال حملة الناصر صلاح الدين الأيوبي.