في إطار سلسلة أعلام الجزائر التي تضمّ قامات جزائرية سامقة في الفكر والادب، صدر للناقد والكاتب الجزائري بوداود عمير من العين الصفراء بولاية النعامة كتاب جديد تناول فيه حياة وآثار الكاتب والمؤرخ الراحل خليفة بن عمارة، الذي رحل عن هذا العالم السنة الماضية، حيث جاء الكتاب كعربون وفاء ومحبّة وتقدير الى روح خليفة: الكاتب، الصديق، والإنسان، كونه من الشخصيات التاريخية والأدبية بالمنطقة، ويعد من أكبر الكتاب والمؤرخين بالجزائر واسم لامع في الأدب الجزائري بولاية النعامة.. ولد خليفة بن عمارة، سنة 1947 بالعين الصفراء التي زاول بها دراسته الابتدائية بثكنة تابعة للمستعمر الفرنسي، ليواصل دراسته الثانوية سنة 1959 بمعسكر، ولأنه كان يتابع الأحداث المحلية والتطورات الحاصلة آنذاك كان يدونها في دفتر خاص به، ليلتحق بعدها بصفوف الكشافة الاسلامية الجزائرية من سنة 1960 إلى 1970، فكتب أول مسرحية له بعنوان «قضية عادلة» فكانت بدايته لدخول عالم الأدب، الذي تكلل ب12 عملا أدبيا باللغة الفرنسية تتنوع بين الرواية والقصة والدراسات التاريخية، منها رواية «الانسلاخ» سنة 1985، و»الكلمة المخنوقة» سنة 1990، ليتخصص بعدها في البحث والتنقيب عن تاريخ المنطقة، بداية من «السيرة البوبكرية» سنة 2002 إلى لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي الجزائري منذ الأصول الأولى إلى غاية الفتوحات الاسلامية سنة 2002، ف»الحلم والملك» سنة 2003 إلى «يوميات ثائر» سنة 2005. كما سافر كذلك خلال مشواره الأدبي إلى البحث عن شخصيتين تاريخيتين بالمنطقة، هما ايزابيل ابرهاردت والشيخ بوعمامة، فأصدر سنة 2008 كتاب ايزابيل ابرهاردت والجزائر ولمحة حول التنوع الثقافي والبيولوجي لمنطقة العين الصفراء، وآخر اصدار كان سنة 2014 عبارة عن مجموعة قصصية بعنوان «قصص من الجنوب»، وقد كانت للكاتب بوداود عمير والراحل خليفة بن عمارة رابطة قوية، حيث كان المرحوم يعتمد عليه في ترجمة أعماله إلى اللغة العربية، فكان هذا الاصدار عربون محبة لهذا الهرم الذي افتقدته الجزائر والساحة الادبية مؤخرا. للإشارة، بوداود عميّر من مواليد سنة 1960 بمدينة العين الصفراء ولاية النعامة، قاصّ ومترجم وكاتب مقالات في العديد من الصّحف والمجلات الجزائرية والعربية منها الفيصل، الدوحة، القدس العربي، العربي الجديد، الخبر، النصر، الجمهورية.. كما يشرف على عدّة مواقع أدبية وثقافية إلكترونية، وسبق له أن نشر العديد من القصص في الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية، إلى جانب اشتغاله في حقل الترجمة، من خلال ترجمته مجموعة من الكتب إلى اللغة العربية، من بينها المجموعة القصصية» ياسمينة» وقصص أخرى لايزابيل ايبرهارت، والتي صدرت في طبعتها الأولى سنة2011 عن دار القدس العربي، وعن كتاب مجلة الدوحة القطرية في طبعة ثانية مزيدة ومنقحة سنة 2015 من بين الكتب التي ترجمها «لمحة تاريخية عن الجنوب الغربي» لخليفة بن عمارة سنة 2002، كما ترجم لنفس المؤلف عدة اصدارات منها «كتاب النسب الشريف» الذي صدر سنة 2008، « كتاب سيدي الشيخ» صدر سنة 2011، «تاريخ الجنوب الغربي الجزائري» صدر سنة 2015، كما ترجم كتاب «ديسمبر 1960 بوهران» سنة 2013، رواية « ليندة «لمحي الدين بريزيني، ومن آخر أعماله المترجمة المجموعة الشعرية «صديقتي القيثارة» للشاعرة والاعلامية الراحلة صافية كتو، ولديه قيد النشر ترجمة لبعض أعمال ايزابيل ايبرهارت تحت عنوان: «حكايات جزائرية»، إلى جانب مجموعة قصصية بعنوان «نزق»، ومشاريع أدبية أخرى قيد التحضير، ويعد من المثقفين من المدرسة الواقعية اهتم كثيرا بترجمة الاعمال التاريخية للمنطقة، حتى تكون في متناول جيل اليوم باللغة العربية.