أكّد المدير العام للحماية المدنية العقيد بوعلام بوغلاف، عزم سلك الحماية بنسائه ورجاله على رفع التحدي لمسايرة التحديات الراهنة ومواكبة الحركية والديناميكية التي تعرفها بلادنا، والمساهمة بصفة فعالة في تطوير الاقتصاد الوطني وبناء الجزائر الجديدة، مبرزا أن حماية الأرواح البشرية والمحافظة على الممتلكات والبيئة، تعد من المهام الأساسية التي يضطلع بها سلك الحماية المدنية، عن طريق تسخير كل الإمكانات البشرية والمادية لمواجهة الأخطار والكوارث المهدّدة لحياة المواطنين وممتلكاتهم. وأبرز العقيد بوغلاف مدى الاهتمام ب "الحماية المدنية"، والحرص الكبير الذي توليه السلطات العليا للبلاد وعلى رأسها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، من خلال الدعم بمختلف الوسائل البشرية والمادية، والحرص على عصرنة السلك وتطويره من أجل مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية لمواجهة الأخطار والكوارث. هذا الدعم اللاّمتناهي - يقول العقيد بوغلاف في كلمة له بالمناسبة - "أعطى ثماره، بحيث أصبح القطاع يحظى بمكانة هامة على الصعيد الوطني والدولي من خلال تسييره لعدة أخطار عرفتها بلادنا، ومساهمته في إطار التضامن الدولي، في القيام بواجباته الإنسانية في عدّة كوارث، فالمسؤولية في حماية السّاكنة من الأخطار - يقول العقيد بوغلاف - هي مسؤولية تقع على عاتق الحماية المدنية بالدرجة الأولى، بإنقاذ وإسعاف الأشخاص وإيوائهم بالتنسيق مع مختلف المصالح المتدخلة الأخرى. ومن أجل التكفل الجيد والأمثل بالجانب الوقائي والعملياتي لمواجهة الأخطار والكوارث، تبنّت الحماية المدنية ضمن استراتيجياتها المنتهجة، الاستعانة بالبحث العلمي والتكنولوجي المبتكر لوسائل تمكن من الحصول على المعلومات الدقيقة حول مخاطر الكوارث في مراحلها المبكرة، حتى تتمكّن من أخذ الاحتياطات اللازمة ووضع المخططات المناسبة، وتوفير الوسائل الكفيلة للتصدي للكارثة والتقليل من وطأتها وآثارها على الأشخاص، وهذا ما تعمل عليه إدارة القطاع بالتنسيق مع مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي لتطوير هذا المنهج. وأوضح المدير العام للحماية المدنية، أنه وفي نفس المسعى، تعكف إدارة الحماية المدنية على رقمنة مختلف مصالحها على المستوى المركزي والمحلي عن طريق تطوير ووضع أرضيات وتطبيقات رقمية في التسيير الإداري والعملياتي. ولا يمكن أن تتم هذه العمليات دون أن يرافقها تحيين في المنظومة التشريعية والتنظيمية للقطاع، حيث قامت المديرية العامة للحماية المدنية خلال السنوات الأخيرة وبمساعدة السلطات الوصية، بمراجعة مختلف النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالجانب الوقائي والعملي والمهني والاجتماعي، وكذا البيداغوجي لغرض مواكبة التطورات الحاصلة في الميدان. ومن أجل تقريب الإسعافات من المواطن، عملت المديرية العامة على إنجاز الوحدات العملية بغرض تعميم التغطية العملية عبر بلديات القطر الوطني، بحيث بلغت نسبة التغطية أكثر من 85 بالمائة، مع تجهيز هذه الوحدات بالوسائل البشرية والمادية بقصد تأدية المهام المنوطة بها. كما ركّزت ضمن استراتيجياتها، لاسيما في ميدان إدارة الأخطار والكوارث، على توعية المواطن وتحسيسه بمختلف الأخطار المحدقة به، محاولة بذلك غرس ثقافة وقائية من مختلف الأخطار، ولقد قامت بتنظيم عدة دورات تكوينية لفائدة الجمعيات والمواطنين تحت شعار "مسعف لكل عائلة"، واستطاعت تكوين أكثر من 170 ألف مسعف من الرجال والنساء، ليؤكّد العقيد بوغلاف قائلا: "لقد عاهدنا الله وعاهدنا وطننا على أنّنا سنظل مجنّدين ومضحّين بالنفس والنفيس من أجل ضمان السلامة والأمن للمواطنين في ربوع هذا الوطن المفدى". جدير بالذكر، أنّ الحماية المدنية الجزائرية تمتلك التجربة والاحترافية الدولية التي اكتسبتها على مدار السنين، ما أهلّها للمشاركة في إنقاذ الأرواح على اثر الزلازل التي عرفتها بعض البلدان كالمكسيك السلفادور، أرمينيا، مصر، إيران، النيبال، تركيا، سوريا، وغيرها من الحوادث والكوارث الأخرى، وحظيت بالإشادة الدولية نظير تضحياتها وبطولاتها.