أكثر من 82 ألف مقعد بيداغوجي للمستفيدين من منحة البطالة 112 تخصّص لفائدة المستفيدين من منحة الرّئيس تحلية مياه البحر وتربية المائيات المدمجة مع الفلاحة..جديد الدّورة الحالية عندما أقرّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، منحة البطالة للشباب العاطل عن العمل، رغما عن ظرف اقتصادي دولي خانق، لم تكن الجزائر في منأى عنه، لم يكن الهدف هو تشجيع الشباب على عقلية الاتكال، إنما كان المقصد أسمى وأكبر، في إطار تكريس الدولة الاجتماعية، بل التفكير في مشروع اقتصادي واجتماعي ناجح، من خلال تحريك العجلة الاقتصادية في البلاد، وتخليص الشباب من شبح البطالة، والحد من نسبها وآثارها السلبية، وهذا من خلال تمكين البطالين بمختلف مستوياتهم التعليمية من التأهيل والتكوين، بغية توجيههم إلى عالم الشغل، خاصة في إطار إدراج تخصّصات جديدة لا تقل أهمية عما تخرجه الجامعات اليوم. انطلقت بحر الأسبوع المنصرم عملية التكوين التأهيلي خلال دورة فيفري (2022-2023)، للمستفيدين من منحة البطالة، والمقدّر عددهم بأزيد من 82 ألف مقعد بيداغوجي، في 112 تخصص في مختلف الشعب المهنية، مع توسيع مدونة العروض في التكوينات التأهيلية التي تسمح بتقليص مدة التربصات لفائدة الشباب الراغبين في إنشاء المؤسسات. حسب آخر الاحصائيات التي وصلتنا من الوزارة الوصية. وتحصلت "الشعب" على أهم التخصصات التأهيلية المدرجة لفائدة المستفيدين من منحة البطالة، وهي تخصّصات ذات أهمية كبيرة، ولا تقل في نوعيتها وأهميتها عن التخصصات الجامعية، وهو ما شجّع الشباب كثيرا على دخول مراكز التكوين المنتشرة عبر مختلف ولايات الوطن، للاستفادة من التربص في مدة زمنية لا تتجاوز ستة أشهر، قبل الحصول على الشهادة المهنية التي ستعتبر "جواز سفر" الى عالم الشغل والمقاولاتية، ودخوله من بابه الواسع، بعدما كان هذا الأمر، قبل استحداث منحة البطالة، بعيد المنال خاصة بالنسبة لأولئك الذين تجاوزا العقد الثالث من العمر، وتتمحور التخصصات حول عدة شعب، منها الفلاحة، البناء، التكنولوجيا، الحرف التقليدية والطبخ..إلخ. المقاولاتية في تسيير النّفايات المنزلية
لعل أهم التّخصّصات المدرجة لفائدة المستفيدين من تأهيل تكويني، تتمحور حول الصيانة والصرف الصحي، المقاولاتية في تسيير النفايات المنزلية، فرز النفايات، وهي تخصّصات من شأنها المساهمة في فتح مؤسسات خاصة بالشباب، والولوج إلى عالم المقاولاتية الخضراء، وهو الذي كانت تسعى إليه السلطات من خلال دعم الشباب الراغب في إنشاء مؤسسات في مجال تسيير النفايات وفق ما يتماشى مع سوق الشغل ومتطلبات الحياة اليومية، أين تم إدراج تخصصات قصيرة المدى لمساعدة الشباب في مجال المقاولاتية. عالم التّكنولوجيا كما تمّ إدراج تخصصات تتعلق بتكنولوجيا الاتصال من خلال إنشاء مواقع الواب WEB الثابت والمتنقل، والإعلام الآلي / معلومات الباري، تلقين الأنفوغرافيا مستوى 1 و2، وهو طموح مشروع لأصحاب المستويات العلمية المتدنية، خاصة بالنسبة للشباب الذين يحوزون المستوى الثانوي، في وقت أضحت كل هذه التخصصات مطلب كثير من الشباب الراغب في الدخول لعالم الواب، وتفجير طاقاتهم المخزّنة.
البناء حاضر بقوّة إلى جانب ذلك، تمّ إدراج شعب تتعلق بالصناعة والبناء، على غرار سائق مجرفة الهيدروليكية، الغرز على الآلات الصناعية، إنجاز النماذج في صناعة الألبسة، سائق مجرفة هيدروليكية، تركيب الأسلاك الكهربائية، مصلح هياكل المركبات، التلحيم بالقوس الكهربائي مع القطب المغلفة، رش الخرسانة وغيرها من التخصصات، بداية من الطلاءات، وضع وتركيب الحجر والرخام، إلى إعداد أشغال إخلاء مياه الأمطار والأغماد، إنجاز التسليح، إنجاز الخرسانة، الى جانب عون تنفيذ في أشغال الطرقات، مساعد التركيب الصحي، مساعد بناء تركيب ووضع نجارة البناء، وتركيب الأسلاك الكهربائية.. شعبة الفلاحة أخذت حصّة الأسد أخذت الفلاحة حصة الأسد من خلال إدراج عدة تخصصات، مثل استخراج زيت الزيتون، تغذية الماشية، تربية الحيوانات المجترة، تربية الحيوانات الصغيرة، تربية الدجاج البيوض، تربية الدجاج اللحام، تربية المواشي، تربية الحيوانات الصغيرة، زراعة النخيل، إنشاء وتشغيل البستان، إنتاج الخضر، إنتاج الفواكه، عامل المزرعة، إنشاء مشتله الأشجار، قيادة خلايا النحل، تربية ملكات النحل. وحسب ذات القائمة، كان مجال الطبخ والحرف حاضرا بقوة كذلك، كصناعة الفخار والخياطة واللباس والحلاقة والحلويات التقليدية والعصرية، شرقية وغربية، أما صناعة الفخار في تبدأ من القولبة، الزخرف، القولبة بالسيراميك، إضافة إلى ما يتعلق بالحياكة مثل إنجاز أعمال الطرز اليدوي، إنجاز أعمال الطرز على الآلة، إنجاز أعمال الفتلة، إنجاز أعمال الطرز بالمجبود، إنجاز الأعمال بالخرز الشورى، صناعة السجاد التقليدي، الطرز البربري. وهي تخصصات عرفت إقبالا كبيرا من قبل النساء الماكثات في البيوت اللاتي تستهويهن مثل هاته التخصصات، وحتى الشباب الذي يهوى الحرف والتقاليد. أمل يتجدّد وطموح لا يتبدّد في جولة إلى بعض مراكز التكوين المهني بالعاصمة، وقفت "الشعب" على انطلاق عملية التكوين للدورة الحالية، واستغلت الفرصة للاحتكاك بالمستفيدين من التكوين التأهيلي للمستفيدين من منحة البطالة، فبمركز التكوين المهني الكائن مقره بعين النعجة بجسر قسنطينة، وقفنا على التحضيرات الأخيرة للدخول المهني، حيث انحصر التكوين بذلك المركز في تدوير النفايات، الذي بدا لنا أنه لقي إقبالا كبيرا من قبل الشباب، خاصة بعد أحاديث جانبية مع طلبة التكوين، إذ سيمكّنهم من إنشاء مؤسساتهم الخاصة، في إطار المقاولاتية الخضراء، فيما تنوّعت التخصصات بين الحلاقة وقص الشعر الحلويات وزخرفة السيراميك. وبأحد مراكز التكوين المهني بالقبة، لاحظنا خلال اليوم الأول من عملية التكوين، استمرار التسجيلات للراغبين في الحصول على مؤهلات تكوينية، حيث انحصرت التخصصات في الخياطة، التلحيم والبستنة، وفق ما توصلنا إليه في أثناء دردشة جمعتنا مع المستفيدين من هذه الدورة التأهيلية، وقد أبدى الشباب المستفيد من منحة البطالة، استعدادا تاما للحصول على شهادة تأهيل تمكّنهم من الولوج الى عالم الشغل، خاصة وأنهم، إلى وقت قريب جدا، كانوا قد يئسوا من ذلك، تحديدا بالنسبة لأولئك الذين تجاوزوا سن الثلاثين، معتبرين هذه الفرصة جرعة أمل، حسب ما أفادت به إحدى المتربصات التي فضّلت عالم الخياطة الذي يستهويها، كما قالت. أما شاب آخر ممّن التقيناهم، فقد فضل تخصّص التلحيم من بين التخصصات المدرجة على أساس أنه سيمكنه من فتح مشروعه الخاص، ويمكنه من الدخول إلى عالم الشغل من بابه الواسع، بينما أكد أحد الحاضرين في حلقة أحاديثنا أن كل التخصصات في هذا المركز محصورة، وطموحه كان رسكلة النفايات، لكنه استقر في النهاية على تخصص النجارة، لما لها من آفاق واعدة في عالم الحرف والشغل. تخصّصات جديدة في السياق، كشف كوديل صديق، مدير التنظيم والتكوين المهني ومتابعته، عن فتح تخصصات تكوينية جديدة تتماشى والمرحلة الراهنة التي تمر بها الجزائر، على غرار تحلية مياه البحر، تجسيدا لتوصيات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وتماشيا مع فتح عدة محطات لتحلية مياه البحر لمواجهة آثار شح المياه في الجزائر، فضلا عن تخصص "تربية المائيات المدمجة مع الفلاحة". وأكّد المتحدّث ل "الشعب"، التحاق أكثر من 82 ألف متربص بمراكز التكوين المهني المنتشرة عبر الوطن، بنسبة 20 بالمائة من مجموع المتربصين خلال الدورة الحالية، ويتعلق الأمر بكل المعنيين البالغين 19 سنة، ولا يتعدى سنهم 40 سنة، وهي من شروط الحصول على منحة البطالة، وكانت الأولوية لكل من بلغ 35 حتى 40 سنة، نظرا لحاجتهم الملحة في التكوين ودخول عالم الشغل. المنحة..تواصل للمتربّصين وحرمان للمتخلّفين أبرز المسؤول ذاته، أن منحة البطالة لن تتوقف خلال فترة التربص، فيما سيحرم منها كل من رفض التأهيل التكويني، موضّحا أن الوزارة الوصية كانت قد عقدت اجتماعات ماراطونية مع وزارة العمل والضمان الاجتماعي بغية إنجاح العملية بالتعاون مع الوكالة الوطنية للتشغيل، في إطار العمل التشاوري والتنسيقي الجيد بين الوزارتين. وبخصوص كيفية التكوين، أكّد كوديل أن الأمر يتعلق بالتكوين التأهيلي من 3 إلى 6 أشهر، ويكون هذا التكوين حضوريا، ومن تأطير أساتذة التكوين المهني، حسب التخصصات والحجم الساعي القانوني للمكون، وشروط أخرى يحدّدها المنشور الوزاري المشترك بين وزارة التكوين المهني والتعليم المهنيين والعمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، طبقا للقرار الوزاري المشترك المؤرخ في 24 مارس 2022، الذي يحدد شروط وكيفيات تنظيم التكوين لفائدة المستفيدين من جهاز منحة البطالة. خارطة طريق للتّنظيم الأمثل لعملية التّكوين في إطار تنظيم عملية التكوين للمستفيدين من منحة البطالة قصد تمكينهم من تحسين قابلية تشغيلهم عن طريق اكتساب مهارات تسمح لهم بدخول عالم الشغل، أفاد كوديل أنّ مصالح وزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بالتنسيق مع وزارة التكوين والتعليم المهنيين، قامت بتحديد الفئة المعنية بالدورة التكوينية، وتحديد المناصب البيداغوجية والتخصصات التكوينية المتوفرة، حيث "قبل شهر من كل دورة تكوينية لفائدة المستفيدين من منحة البطالة، تقوم مصالح مديريات التكوين والتعليم المهنيين الولائية بتحديد عدد المناصب البيداغوجية المتوفرة في المؤسسات التكوينية حسب كل مؤسسة تكوينية، مع تحديد التخصصات المتوفرة وشروط الالتحاق بالتكوين. وتقوم اللجنة المشتركة الولائية (مدير التكوين والتعليم المهنيين بالولاية، مدير التشغيل بالولاية، رئيس الفرع الولائي للتشغيل) بدراسة لإبداء الرأي والموافقة على رزنامة الدورة التكوينية المقبلة، ويرسل محضر الى الإدارات المركزية من طرف الأعضاء المشكلين للجنة مع إمضاء مشترك. كما تقوم الإدارات المركزية بتنظيم اجتماع لدراسة ولإبداء الرأي والموافقة على المناصب البيداغوجية والتخصصات المتوفرة على المستوى الوطني. ويضيف: "تفتح الدورة التكوينية إثر إدراج المديرية العامة خصائص الفئة المعنية بالتكوين مع مراعاة المناصب البيداغوجية والتخصصات المتوفرة، حسب كل ولاية ومركز تكويني، على منصة تأهيل التي تم تطويرها خصيصا لتسهيل عملية تحديد الفئة المعنية بالتكوين، لاستخراج قوائم المعنيين بالتكوين لدورة الجارية، حيث يصل إشعار لرئيس الفرع الولائية بأن الدورة مفتوحة مع معايير الفئة المعنية عن طريق منصة تأهيل، ويتم استخراجها من المنصة بحيث تكون القوائم الاسمية للمستفيدين من منحة البطالة المعنيين بتكوين تأهيلي قصير المدة، حسب الفئة المحددة من قبل الوزارتين الوصيتين، وحسب الجنس والمستوى التعليمي (ابتدائي - متوسط - ثانوي)، ومقسمة حسب عناوين إقامة المعنيين الأقرب إلى مراكز التكوين وملاحق التشغيل المعنية. كما ترسل القوائم إلى مصالح مديرية التشغيل للولاية التي ترسلها الى مديرية التكوين الولائية، التي تجتمع ليتم تحضير القوائم النهائية في إطار اللجنة المشتركة. وبعدها، تكلف اللجنة الولائية باختيار قوائم الإسمية للمعنيين بالاستفادة من التكوين عن طريق فلترة القوائم حسب المستوى وقرب مراكز التكوين وملاحق التشغيل التابعة لهاته القائمة. ويكلف الفرع الولائي للتشغيل بإدراج القوائم النهائية في المنصة الخاصة بمتابعة عملية التكوين. بعد إدراج القوائم الإسمية في المنصة الخاصة بمتابعة عملية التكوين، تقوم المديرية العامة بإرسال الرسائل النصية للمعنيين تدعوه لاستخراج رسالة التوجيه لمؤسسات التكوين عبر الولوج إلى منصة منحة. منصّة "مهنتي" أفاد كوديل أن العملية تقتضي توجيه رسائل نصية ثانية للمعنيين المتخلفين عن التقرب بالملاحق المحلية للتشغيل (إضافة المعلومات الى الجداول الإحصائية) بنفس الإجراءات المذكورة سابقا. ويتولى الإطارات المكلفين على مستوى مؤسسات التكوين المهني القيام بتسجيل المترشحين في منصة ''مهنتي''، وفي سجل خاص في المؤسسات التكوينية حسب التنظيم المعمول به، في التخصصات المتوجة بشهادة التأهيل مهني، فيما تتم متابعة غيابات المعنيين أثناء مباشرة التكوين عبرة المنصة المخصصة للمتابعة التكوين من طرف الإطار المكلف من قبل مديرية التكوين، حسب الدليل الإجرائي الخاص بالمنصة. للإشارة، فقد تمّ صب المنحة بقيمتها الجديدة بداية من شهر جانفي الماضي، لقرابة مليوني مستفيد، تطبيقا لقرار رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون المتضمن رفع قيمة منحة البطالة من 13.000 دج إلى 15.000 دج شهريا، وهذا تكريسا للطابع الاجتماعي للدولة في إطار دعم ومرافقة شريحة البطالين طالبي الشغل، وضمان أساسيات العيش الكريم لهم من خلال دخل يضمن تغطية احتياجاتهم خلال مرحلة بحثهم عن منصب شغل.