الأفارقة مطالبون بإنشاء نموذج لتحقيق التحول الطاقوي انعقدت، أمس، أشغال الاجتماع الرابع للرؤساء التنفيذيين لمنظمة منتجي البترول الإفريقيين «الأبو»، لأول مرة، بالجزائر في فندق الأوراسي، والمتكونة من 18 عضوا، في ظل توافق على مواصلة مواجهة التحديات المصيرية المتعددة بعزيمة وإصرار، بما فيها الاستغلال الأمثل لثروات القارة السمراء على خلفية أن دول القارة الإفريقية تنتج نحو 100 مليار برميل من النفط سنويا. ولم يخفوا إعجابهم الكبير بالمستوى الذي بلغه مجمع «سوناطراك» في الاستكشاف والإنتاج والتسويق، مبدين اهتماما لافتا في بناء الشراكات وتقاسم الخبرات مع «سوناطراك» الرائد الأفريقي وأهم المجمعات النفطية العالمية. شارك في هذا الحدث الطاقوي القاري الهام، نحو 15 وفدا إفريقيا وأزيد من 70 مشاركا، بالإضافة إلى ممثلي مجمع «سوناطراك» وتواصلت المحادثات خلال يوم واحد. علما أن هذه المنظمة، تعد فضاء للقاءات وتبادل الأفكار والتعاون وتبادل الخبرات والتجارب بين الأعضاء في إطار تعاون قاري موحد. «سوناطراك» تعمل مع أكثر من 100 شريك بالعالم في البداية، استحسن توفيق حكار، الرئيس المدير العام لمجمع «سوناطراك»، خلال ترؤُّسه هذا الاجتماع، كثيراً، نجاح المنظمة المحقق في التحول من جمعية إلى منظمة. مؤكدا في سياق متصل أن القارة الإفريقية هي المنطقة الأكثر ثراء في العالم بموارد لا تقدر، كما لديها موارد أساسية هامة في العالم. واقترح المسؤول الأول في مجمع «سوناطراك»، أن تغتنم دول القارة الفرصة، بالنظر إلى أهميتها التاريخية، لتعزيز دورها في الاقتصاد العالمي. ولم يخف حكار، أنه إذا كانت الثروات أداة لتطوير القارة وكذا الاقتصاديات الإفريقية وبالنظر إلى وجود صعوبة لتحويلها إلى التنمية، فإن القارة السمراء مطالبة في هذه الحالة بإيجاد حلول، تستجيب لاحتياجاتها التنموية، مع الأخذ بعين الاعتبار الجانب المناخي. ووصف الرئيس المدير العام لمجمع «سوناطراك»، الهدف الراهن بالمشترك. واعترف أنه ينتظر استغلال الموارد على ضوء التغيير المسجل في الوقت الحالي من استغلال للخبرة وتحويل للتكنولوجيا وكذا التمويل، أي إيجاد وتوفير التكنولوجيا والتمويل بهدف تمويل احتياجات القارة، لأن مجمع «سوناطراك» لن يدخر جهدا في تبادل خبراته في المسائل البترولية والغازية. وعلى اعتبار أن التزام الجزائر في منظمة «الأوبو» يندرج ضمن السعي لبلوغ أحسن مستوى في مجال الطاقة. وذكر حكار في سياق آخر، أن «سوناطراك» تحتل مكانة مرموقة وطنيا واقتصاديا وإقليميا وعلى الساحة الطاقوية العالمية. وبما أن هذه المنظمة مدمجة في مجال المحروقات، فإن المجمّع الجزائري لا يبخل بخبراته، كونه يعمل مع ما لا يقل عن 100 شريك في العالم في مجالات متعددة، تشمل كلا من إنتاج وتثمين المحروقات وتسويقها وبالإضافة إلى كل ذلك، يتمتع بخبرة مرجعية. ويرى الرئيس المدير العام، أن هذا الاجتماع سيسهل من عملية تبادل الأفكار والمعطيات، ومن ثم اقتراح رؤية شاملة وعامة، بهدف تحسين الأمن الطاقوي وتوسيع الاقتصاد وترقية التنمية بإفريقيا. التنمية عبر استغلال الثروة النفطية ومن بين أولويات المنظمة، أكد حكار الحرص على أجل بناء تعاون مثمر وتنمية الطاقة الإفريقية، بهدف السير نحو تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الإفريقية، مع ضرورة تثمين سياسات حماية البيئة. ودعا حكار المشاركين للمساهمة الفعالة من أجل إنجاح أشغال هذا الاجتماع. وفي رده على أسئلة الصحافيين على هامش هذا الاجتماع، قال الرئيس المدير العام لمجمع «سوناطراك»، إن منظمة الدول المصدرة للنفط، تجمع ما بين الدول المصدرة للنفط والشركات الوطنية للمحروقات. وأوضح أن هذا الاجتماع، ينتظر منه تبادل الآراء والخبرات بين الشركات، وكذلك البحث عن حلول لتحديات صناعة البترول والغاز بإفريقيا. وأكد حكار في نفس المقام، أن عدة شركات في هذه المنظمة الإفريقية، تتحكم في التكنولوجيا ومن بينها مجمع «سوناطراك». وحرص مجمع «سوناطراك» الرائد قاريا وإقليميا، على تنظيم زيارة للوفود المشاركة في الاجتماع لمعهد البترول الجزائري، بهدف منحهم فرصة الاطلاع على المستوى الذي وصل إليه «سوناطراك» في تكوين إطاراته، كاشفا أن العديد من الدول أبدت اهتماما للاستفادة من خبرات «سوناطراك» الثرية والمواكبة للتطور التكنولوجي في العالم، على اعتبار أن المجمع يتحكم في العمليات الإنتاجية والاستكشاف وعملية تحويل المحروقات ويسهر على تحسين الأداء والبحث عن فرص استثمارية مشتركة، عن طريق استعمال الموارد المالية للدول الإفريقية. وبدا حكار مقتنعا، أنه حان الوقت كي تطور الدول الإفريقية مواردها الطاقوية وتستغل ثرواتها عبر تطوير أدائها لتحقيق الأمن الطاقوي، مشترطا ضرورة قيام كل دولة بتطوير نموذجها الطاقوي الخاص بها لتصل إلى تنمية تخدم شعوبها، ومن ثم تستغل هذه الثروات في إطار احترام البيئة. كما يعد هذا الرهان، هدفا منشودا تتقاسم رهاناته جميع الدول الإفريقية المنتجة والمصدرة للنفط توسيع التعاون في مرحلة مفصلية بالموازاة مع ذلك، اعتبر عمر فاروق إبراهيم، الأمين العام للمنظمة الإفريقية للدول المنتجة للنفط، أن المستوى الرفيع لمجمع «سوناطراك» في الوقت الحالي، يؤكد مرة أخرى، أن القارة الإفريقية لديها طاقات كامنة معتبرة لتتحكم في مصيرها، مثمنا كل ما يقدمه المعهد الجزائري للبترول، وكذا دعم الجزائر لمنظمة الدول المنتجة للنفط الإفريقية، كاشفا عن تقدير وعرفان كبيرين لدور وجهود الجزائر لتطوير قطاع المحروقات وحلحلة المشاكل في مرحلة، قال عمر فاروق، إنها مفصلية. ولأن الجزائر، أوضح الأمين العام قائلا «..لا تبخل عن شركائها الأفارقة الممتنين للجزائر، لأنها كانت دوما بجانبنا من دون انقطاع..». وعاد عمر فاروق إبراهيم، في حديثه إلى المادة رقم 24 وبالتحديد في الباب الرابع للمنظمة، حيث أشار أنه ينص على أن اجتماع المديرين العامين لشركات المحروقات الإفريقية، يأتي لضمان التعاون التجاري والتقني والتكنولوجي بين الأعضاء، وكذا من أجل الترويج وتبادل الخبرات وجمع المعطيات، مع ضرورة دعم شبكة واسعة للنشاطات وتعزيز قدرات الصناعة البترولية المهمة في تنمية السوق على مستوى هذه الدول، وكذا طرح المنتجات على صعيد الأسواق الدولية. علما أنه خلال الاجتماع الأخير للمنظمة ب»روندا» تم التأكيد على هذه الأهداف، مما يجعل اجتماع رؤساء شركات المحروقات يكتسي أهمية كبيرة. واغتنم الأمين العام للمنظمة الفرصة ليدعو إلى توسيع وتفعيل التعاون لتجاوز مختلف الصعوبات. التوجه للتعاون مع الجزائر بدل أوروبا وخلال إجابته على أسئلة رجال الإعلام، اعترف عمر فاروق إبراهيم الأمين العام للمنظمة، بأن دول القارة السمراء في الماضي كانت تعتمد على الموارد الخارجية سواء في التمويل أو التزود بالتكنولوجيا، وهذا، بحسب تقديره، ما لا يمكن الاستمرار فيه. وشدد في نفس الوقت، على ضرورة التوجه نحو التغير، في ظل حتمية تبني خيار إيجاد الحلول العاجلة، وأعطى مثلا على ذلك بوجود داخل بيت المنظمة، دول افريقية متطورة مثل مجمع «سوناطراك» من أجل بناء شراكات معه بدلا التوجه نحو أوروبا. وسلط الأمين العام للمنظمة، الضوء على التحديات الإفريقية الطاقوية، وفي صدارتها التمويل المالي. ومن أجل ذلك، ذكر أنه تم إنشاء البنك الإفريقي للطاقة، برأس مال لا يقل عن 5 ملايير دولار في 2020، وينتظر أن تلتحق به الدول المنضوية تحت لواء المنظمة قبل نهاية العام الجاري. وأما فيما يتعلق بالمشاريع ذات الأولوية والتي سيمولها البنك، أشار عمر فاروق إبراهيم، إلى تلك المرتكزة على الهياكل الحدودية بين الدول الإفريقية لتنشأ بين بلدين، بهدف ربط الدول الإفريقية ببعضها، مما يسهل عملية تنميتها. ودعا الأمين العام للمنظمة إلى تنويع القدرات عبر الانتقال الطاقوي واستغلال الثروات المتاحة وعدم تجاهل الطاقات المتجددة، رغم أن الأولوية الحالية لتطوير المحروقات التقليدية، ولكن من الضروري، حسب تقديره، استغلالها في تطوير الطاقات المتجددة. ليبيا تترقب عودة «سوناطراك» لاستكشافاتها من جهته، سيباستيون مارتيز، الرئيس السابق للمنظمة، شدد على أهمية الإبقاء على التشاور متواصلا، لمواجهة التحديات القائمة في صناعة المحروقات، متحدثا عن دعمه الكامل لتكريس أهداف هذا المنتدى. وعلى هامش هذا الاجتماع، كشف مسعود سليمان عضو المؤسسة الوطنية للنفط- ليبيا، عن وجود تعاون مشترك مع «سوناطراك» سواء في أعمال الصيانة أو التدريب. وتحدث عن وجود مشاريع استكشافية لمجمع «سوناطراك» في ليبيا يترقب أن تدخل حيز السريان لاحقا بعد أن تناقشوا مع المسؤول الأول في مجمع «سوناطراك» توفيق حكار، بشأن كل ما يخص استئناف نشاط «سوناطراك» في ليبيا، خاصة بعد الاستقرار الأمني النسبي الذي تشهده ليبيا. ولم يخف سليمان أن «سوناطراك» بالنسبة إليهم، أحد خبرات ومهارات عالية في مجال النفط والغاز وتربطها مع ليبيا عدة اتفاقيات لمقاسمة الإنتاج مع الدولة الليبية، غير أنه أضاف سليمان مؤكدا، بسبب الظروف التي مرت بها ليبيا بصفة عامة تأخرت عمليات الاستكشاف والتعاون. ويرى مسعود سليمان، أن هذا الاجتماع مخصص للتعاون وتبادل وجهات النظر والتنسيق بين الدول الإفريقية المنتجة للنفط. الجدير بالذكر، فقد حضر الاجتماع العديد من رؤساء وممثلي شركات المحروقات بإفريقيا، نذكر من بينهم وفود كل من البنين والكامرون والكونغو، إلى جانب كوت ديفوار وغينيا الاستوائية وغانا وليبيا وكذا النيجر ونيجيريا والسنغال، بالإضافة إلى جنوب إفريقيا وتشاد.