في غياهب الجُب يقبع إبن آخر ليعقوب على أنبياء الصبر يُحْسَب قبل زمن التيه أُلْقِيَ فيه ومن حينها لم يذكره أثر ولا خبر وهو مُذ ألقوه على حاله ماثل تُضيعه كل القوافل في أيامه الطويلة ينزف روحه شمس وخمائل وتغيب الرؤى في زحمة القبائل كل طالب وسائل وسابلة الصحراء مروا بزمانه أنبياء الوعد والورد بعد أوانه نسوه الزّاحفون للسّنابل ومن كانوا تحت السلاسل كلّهم تركوه وهو في بئره يُقاتل يسمع عن الدنيا وما فيها شيوخ وشروخ مَقاتِلٌ وقنابل وقبائل تأكل قبائل وهو لا يُصدق أحد ثم يسمع أن النرجس في فيافي البلد لا زال على حاله وأنّ الغزلان تحج إليه يضحك عميقاً يشد ما بقى من كفيه وينتظر وعداً آخر من النرجس والأيائل ذات ربيع وصلت إلى بئره رسالة جاء فيها... من نرجسة برية إلى ابن يعقوب في البئر: لقد شغفني بك الحب يا سيّد الجُب وإنّي أختصّك بكل القلب فهل تقبل إنّي على وعد الأوائل يتبسّم صاحبنا ويطير في الهواء قُبلة ومن قبلته للنرجس جاء ميلاد الآيائل تحت نخل البلاد وصار إسمه زمن الميلاد والميلاد آخر المعجزات شمس في الضحى نجوم ومشاعل.... وفي زمن ميلاد كتب إبن يعقوب عهده الجديد بإسم وليد وجاء فيه: تا الله ما في أمّتنا صادق إلاّ سناء النرجس وميلاد المشاعل ووالله ما في أرومتنا أنبل من ربات الجدائل