بوغالي: البذور إرث يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة أبرز رئيس المجلس الشعبي الوطني ابراهيم بوغالي، أهمية إنشاء بنك البذور، ونظرة الجزائر الصائبة في هذا المجال، إذ لم يكن إنشاء هذا البنك مثلما ذكر « فقط من أجل التقليل من فاتورة الاستيراد بقدر ما كان يهدف إلى تأمين الغذاء»، من جهته كشف وزير الفلاحة والتنمية الريفية محمد عبد الحفيظ هني، عن وضع بنك الجينات حيّز الخدمة شهر جويلية المقبل، مع تعزيز بنك البذور ب 5 إلى 6 فروع متخصصة بالولايات الداخلية، لتجديد بذور الأصناف النادرة والمهددة بالانقراض وإعادة إدخالها إلى بيئتها الأصلية، إضافة إلى الحفاظ على «الصلاحية الحيوية» والسلامة الوراثية للبذور المحلية أثناء التخزين، وهو ما سيساهم في تعزيز السيادة الغذائية للبلاد. أكد بوغالي، خلال يوم برلماني حول «دور بنك البذور الوطني في تحقيق الإكتفاء الذاتي وضمان الأمن الغذائي المستدام»، نظمته لجنة الفلاحة والصيد البحري وحماية البيئة بالمجلس الشعبي الوطني، وحضره وزيرا الصيد البحري، والبيئة، أن الاعتماد على الإنتاج المحلي كليا رهان ينبغي كسبه، وتحد يجب مجابهته، ولن يتأتى ذلك مثلما قال «إلا من خلال تعزيز البذور الأصلية وحمايتها وتوفيرها بالقدر الكافي والشكل المطلوب»، وهو ما تعمل الجزائر على تحقيقه من خلال مختلف البرامج المتكاملة وفي جميع القطاعات، للحفاظ على المقدرات الوطنية، مشيرا إلى أن الجزائر فقدت في السنوات الماضية العديد من الأصناف القديمة من الحبوب وأشجار الفاكهة وأصنافا أخرى من المحاصيل الغذائية، بسبب الاعتماد على الاستيراد، وحلت محلها، أصنافا أخرى جديدة تم إدخالها من دول أخرى، ولهذا يأتي بنك البذور للحفاظ على البنية التحتية للبذور وتحقيق التنوع الجيني لأصناف المحاصيل الزراعية والنباتية البرية. واعتبر بوغالي، البذور موردا من أهم الموارد الحيوية، لها انعكاسات واضحة على التنمية المستدامة في مجال الفلاحة، فهي تعد إرثا يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة، لمواجهة كل التحديات خاصة تلك التي لها علاقة بتغير المناخ، وهو الأمر الذي يتطلب أصنافا تتأقلم مع التغيرات المناخية، وعوامل البيئة والمحيط، عن طريق البحث والتطوير ومحاربة أمراض النباتات، مشيرا إلى أن هذا الأمر ليس مستحيلا، فقد كانت الجزائر منذ القديم خزانا للبذور يتم تسويقها إلى أوروبا. في سياق متصل، أعلن وزير الفلاحة والتنمية الريفية عبد الحفيظ هني، عن وضع حيز الخدمة بنك الجينيات يوم 5 جويلية 2023، والمتواجد على مستوى المعهد الوطني للبحث الزراعي (INRAA) بسعة تخزين 80.000 سلالة، وهذا البنك سيحتفظ بنسخة مكررة من البذور المخزنة في البنك الوطني للبذور، موضحا أن حجم هذا البنك وأنشطته الهيكلية، ستسمح بخلق دينامكية علمية وتكنولوجية واقتصادية على الصعيد الوطني والإقليمي وكذلك الدولي. بالموازاة مع ذلك، تحدث هني عن تعزيز بنك البذور الذي دشن بتاريخ 11 أوت 2022، من قبل الوزير الأول، ب 5 إلى 6 بنوك متخصصة، قال «سيتم إنشاؤها في ولايات المناطق الداخلية من الوطن، بأقل سعة تخزين». وأبرز وزير الفلاحة أهمية بنك البذور الذي تم إنشاؤه على مستوى المركز الوطني لمراقبة البذور والشتائل وتصديقها (CNCC)، فهو يعد أداة أساسية لتعزيز الأمن الغذائي والسيادة الوطنية وذلك من خلال المحافظة على التنوع البيولوجي الزراعي واستعماله المستدام، إلى جانب توفير بذور وأصناف متأقلمة مع التغيرات المناخية ومقاومة للأمراض وذلك قصد مواجهة التحديات الراهنة المرتبطة بالتغيرات المناخية على وجه الخصوص، كما يمثل أيضا لبنة أساسية لبناء مختلف شعب البذور الوطنية. وتقدر سعة تخزين بنك البذور، حسب الوزير، ب 6.000 سلالة لمختلف الشعب، ويحتوي حاليا على 4.015 مدخل ( بالنسبة للجانب النباتي׃ الحبوب، البقوليات، الخضروات، النباتات الصناعية، الأشجار الغابية، العطرية والطبية، أما الجانب الحيواني: الأبقار، الغنم، الماعز، الخيول)، مضيفا أن جميع المعاهد مونته بالموارد الوراثية، وتستمر بشكل منتظم في التأمين من قبل المنتجين والمعاهد التابعة للقطاع . وذكر هني، أن دور هذا البنك يرتكز على الحفاظ على البذور من التغيرات، بفعل الإنسان والمناخية والتآكل الوراثي)، إذ تعتبر هذه البذور موردا حيويا ضروريا وتلعب دورا أساسيا في التنمية المستدامة للفلاحة وفي تنمية الأقاليم، عبر استعمالها المباشر أو عن طريق إدخالها في الانتقاء والتحسين، لضمان الأمن الغذائي الذي تتوقف عليه السيادة الوطنية للبلاد والذي تشكل أيضا «إرثا» للسلالات والأصناف المحلية، مشددا على ضرورة نقلها إلى الأجيال القادمة لمواجهة التحديات الرئيسية المتعلقة بتغيرات المناخ والعوامل الحيوية الضارة. كما يتمثل دور بنك البذور - يضيف وزير الفلاحة - في الحفاظ على المدى القصير والمتوسط للبذور الحيوانية، وبذور الأصناف النادرة والمهددة بالانقراض التي سيتم تجديدها للحصول على كميات كافية لإعادة إدخالها إلى بيئتها الأصلية، إضافة إلى الحفاظ على «الصلاحية الحيوية» والسلامة الوراثية للحصص من البذور أثناء التخزين.» وإلى جانب تلك المهام، يضمن بنك البذور تنسيق ومتابعة مواقع المجموعات الحيّة الواقعة على مستوى محطات المعاهد التابعة لوزارة الفلاحة والتنمية الريفيّة. كما يشكل البنك الوطني للبذور الأساس الأول للمنصة الوطنية للموارد الجينية الفلاحية والغذائية ولأسباب عملية وأمنية.