شاركت اللّجنة العربية للتضامن مع الشعب الصحراوي في احتفالات أبناء الصحراء الغربية بالمدن المحتلة ومخيمات العزة والكرامة وفي الشتات احتفالاتهم بالذكرى الخمسين لتأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب وإعلان الكفاح المسلّح، من خلال سلسة من الندوات عبر خدمة الخاطب المرئي "الزوم". وفي ندوة بعنوان "الدور النضالي للمرأة الصحراوية خلال مسيرة الثورة"، والتي شاركت فيها من الأراضي الصحراوية وزيرة ترقية المرأة في الحكومة الصحراوية سويلمة بيروك، تمّ التأكيد على المعاني والدلالات الكبيرة لنضال المرأة الصحراوية في مسيرة الكفاح المسلح لجبهة البوليساريو، والتي اضطلعت بمهام كبيرة سواء في العمليات النضالية، إلى جانب أبطال الجيش الوطني الصحراوي، أو من خلال دورها الاجتماعي والإداري والاقتصادي في بناء وإدارة مؤسسات الدولة، حيث سدت الفراغ الذي تركه الرجل الذي تفرّغ للكفاح المسلح، واستطاعت أن تحقّق إنجازات كبيرة في جميع مناحي الحياة. الصّحراوية أرضعت أطفالها معاني الكفاح أيقونة النضال الصحراوي، ليلى بديع من لبنان، استذكرت البدايات الأولى للثورة، كونها كانت من رعيلها الأول إلى جانب الشهيد الولي مؤسس جبهة البوليساريو. وقالت: كانت الانطلاقة الحقيقية للثورة من خلال العملية البطولية في "الخنكة"، وكم كانت فرحتي عظيمة آنذاك عندما نجح الثوار في اخراج المعتقلين من سجن "الخنكة" وكانت عملية نوعية مميزة في تاريخ النضال الصحراوي، وأضافت بديع ان المرأة الصحراوية كانت منخرطة في الثورة منذ الأيام الأولى، حيث كان الشهيد الولي يجول على البيوت الصحراوية، والى جانبه الكثير من الصحراويات، لأنّ المرأة الصحراوية كانت تريد التخلص من ذلك المستعمر الاسباني. وأكّدت بديع أن المرأة الصحراوية أرضعت أولادها معاني الكفاح والفداء مع حليبها منذ نعومة أظافرهم، وعملت على تربيتهم التربية الصالحة المنتجة للفرد والمجتمع، حيث عوّدتهم أن لا يعودوا إلى خيمتهم إلا بما يفيد حياتهم. وذكرت بديع أنّ المحتل المغربي قام في بداية الثورة برمي النساء والأطفال والرجال من أبناء الشعب الصحراوي من الطائرات وهم أحياء فوق إخوتهم في المخيمات، في صورة مرعبة جدا تؤكّد على همجية ووحشية هذا المحتل، ودعت بديع أبناء الشعب الصحراوي الى عدم نسيان هذا المآسي لأنها الدافع إلى استمرار الثورة حتى الانتصار والتحرير. العدوان المغربي والصّهيوني واحد العميد الركن عدنه خير بك من سورية قالت: "نتحدّث اليوم عن معاني نضال المرأة الصحراوية تجاه العدوان المغربي، الذي لا يختلف عن العدوان الصهيوني في فلسطينالمحتلة، ونستذكر دور المرأة الصحراوية في الأعمال المدنية والعسكرية، والدور الاجتماعي الذي قامت به لتعويض غياب الرجل المتفرغ للكفاح المسلح". من جهتها، قالت الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية الشابة سيني: "ناضلت المرأة الصحراوية بالشكل الذي استطاعت إليه سبيلا، ولكن الأساس الذي وضعته نصب عينيها هو تحرير الأرض لأنه لا كرامة ولا وجود للإنسان بدون سيادة على أرضه، وقد ناضلت المرأة الصحراوية منذ الاحتلال الإسباني، وكانت صاحبة الرسالة الخالدة في هذه المسيرة النضالية. لقد عاشت المرأة الصحراوية مأساة طويلة، فقد تعرّضت للقنابل المحرمة دوليا "الفوسفور" في تفاريتي وأم دريكة، ولم تحظ بالأمان حتى وصلت الى مخيمات العزة والكرامة". وأضافت سيني أنّ هذه المبادرة من اللجنة العربية تعتبر فاتحة خير لمزيد من التضامن العربي مع قضية الشعب الصحراوي".