في ذكرى الثامن مارس، اكد الرئيس الصحراوي الامين العام لجبهة البوليساريو على خيارتمتيع المرأة الصحراوية بالمكانة اللائقة بها، تاريخياً واجتماعياً،مبرزا دورها الرائد في الكفاح الذي يخوضه الشعب الصحراوي منذ 37 سنة في مواجهة الاحتلال المغربي. واشار الرئيس في رسالته الى ان المرأة الصحراوية استطاعت الحصول على حقوقها ب"جدارة وكفاءة واستحقاق"مسجلا ان ذلك من شانه ضمان "المساواة الحقيقية مع الرجل في العطاء والتضحيات والصمود وتولي المسؤوليات في مختلف الهياكل التنظيمية للجبهة ومختلف مؤسسات الدولة الصحراوية." واكد الرئيس على ان تزامن اليوم العالمي للمرأة في الجمهورية الصحراوية باليوم الذي يخلد فيه الشعب الصحراوي ذكرى سقوط أول شهيد للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لهو مصادفة عميقة الدلالات. الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. يحل اليوم 8 مارس العيد العالمي للمرأة، ولا يمكن أن تمر هذه المناسبة دون أن نتوجه بالتحية والتقدير والعرفان إلى المرأة الصحراوية، هذه المرأة البطلة التي ظلت حاضرة بقوة وشموخ في مسار الثورة التحريرية الصحراوية منذ البدايات الأولى. وإن اقتران اليوم العالمي للمرأة في الجمهورية الصحراوية باليوم الذي يخلد فيه الشعب الصحراوي ذكرى سقوط أول شهيد للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، لهو مصادفة عميقة الدلالات. لقد اقترن كفاح الشعوب التواقة إلى الحرية والكرامة بتلك الصورة الخالدة النقية الطاهرة التي تتجلى فيها أم الشهيد وهي تختار أن تزغرد بافتخار واعتزاز، على أن تذرف الدموع بلوعة وحرقة. وقد كانت المرأة الصحراوية البطلة الصامدة مثالاً على هذه التضحية وهذه النخوة، فقدمت مثالاً للرجل وللعالم أجمع على قوة الشكيمة والصبر والحكمة والإخلاص والوطنية، فهي التي أنجبت الأبطال والبطلات وهللت للانتصارات والبطولات وزغردت للشهداء والشهيدات. هي الأم والزوجة والأخت التي رافقت الأزواج والإخوة والأبناء وهم يخوضون غمار حرب التحرير على جبهات القتال، فكانت السند وكانت الحافز الذي يزرع في النفوس الإيمان بالقضية العادلة وبالنصر الحتمي، هي الأم التي احتضنت الثورة والثوار، واستقبلت في خيمتها ومنزلها كل مناضل ومقاتل من أجل التحرير، وجعلتهم جميعاً أبناءها وإخوتها، وقدمت لهم بسخاء كل ما تملك من غذا وكساء وعناية وعطف وحنان، هي المناضلة البطلة الصبورة التي انطلقت مع بزوغ الأشعة الأولى لشمس المقاومة والتحرير فالتقطت شرارة الثورة وحملت مبادءها وأفكارها ونقلت شعاراتها ومناشيرها، وجالت بها نشرتها في شوارع المدن والقرى وفي البوادي والأرياف،هي الأم والزوجة التي أنجبت الأطفال وربت الأجيال وارضعتهم روح الوطنية والإخلاص للشعب والوفاء للشهداء،هي المرأة المناضلة البطلة التي تتقدم صفوف المقاومة السلمية في الأراضي الصحراوية المحتلة، وهي التي عانت ويلات الاختطاف والاعتقال والتعذيب في سجون دولة الاحتلال المغربي ومخابئها السرية، وقدمت شهيدات بطلات دفاعاً عن عائلتها شعبها ووطنها. هي المرأة الشجاعة التي قدمت للعالم أجمع مثالاً رائداً على قوة الإرادة والعزيمة، عندما قررت إنشاء مخيم اقديم إيزيك للحرية والكرامة، خيمة خيمة، رغم أنف الغزاة ورغم صعوبة الظروف، متحدية جحافل العسكر المغربي التي أحاطت بالمكان، وصمدت حتى تحول المخيم إلى محطة تاريخية في مسار المقاومة الصحراوية. لقد تبوأت المرأة الصحراوية عبر العصور مكانتها كربة بيت سيدة، تلقى الاحترام والوقار، ومقدَّمة في رعاية وتسيير شؤون الأسرة، النواة الأساسية للمجتمع. وقد كان خيار الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب هو تمتيع المرأة الصحراوية بالمكانة اللائقة بها، تاريخياً واجتماعياً، مع التأكيد على كل المبادئ الكونية الداعية إلى ضمان كامل حقوقها، السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وفي وقت لم تكن هناك حاجة كبيرة لكي تكافح المرأة الصحراوية من أجل الحصول على تلك الحقوق، فإنها استطاعت، بجدارة وكفاءة واستحقاق، أن تضمن المساواة الحقيقية مع الرجل في العطاء والتضحيات والصمود وتولي المسؤوليات في مختلف الهياكل التنظيمية للجبهة ومختلف مؤسسات الدولة الصحراوية. ونحن اليوم مصرون، أكثر من أي وقت مضى، على تدعيم مكانة المرأة الصحراوية في تسيير الشأن الوطني، على كل المستويات، والحفاظ على مكاسبها التي انتزعتها بالتضحية والصبر والعمل الدؤوب، ومنحها كل الفرص المتاحة لجعلها دائماً في مستوى حضورها الريادي في معركة التحرير والبناء. وليس عبثاً أن قيل بأن المرأة الصحراوية قوام الصمود والتحدي، بل هي منبع المقاومة والنضال، من خلال دورها الذي لا مناص منه في تكاثر المجتمع الصحراوي. وإننا اليوم لعلى ثقة بأن المرأة الصحراوية، الواعية بالتطورات المتلاحقة والمخاطر القائمة، ستواصل تلك المهمة النبيلة والسامية، انطلاقاً من إدراكها للمسؤولية الملقاة على عاتقها وقناعتها بأنه لولا تلك التضحية وذلك العطاء لما بقيت للمجتمعات الإنسانية بقية. وننتهز هذه المناسبة لنعلن تضامننا مع أمهات معتقلي ملحمة اقديم إيزيك الأبطال الذين حوكموا ظلماً وعدواناً أمام محكمة عسكرية مغربية، ومن خلالهم إلى كل الأمهات الصحراويات، بمن فيهم أمهات الشبان الخمسة عشر المخطوفين من طرف قوة الاحتلال المغربي منذ ديسمبر 2005، ومن خلالهم إلى كل أمهات وعائلات المفقودين والمعتقلين السياسيين الصحراويين. وفي هذا اليوم، الذي نترحم فيه على أرواح كل شهيدات وشهداء الوطن نتقدم، بمناسبة العيد العالمي للمرأة، بأصدق عبارات التقدير والاحترام والتبجيل وبأحر التهاني وأصدق الأماني إلى المرأة الصحراوية.