يحل اتحاد العاصمة، اليوم، ضيفا على يونغ افريكانز التنزاني في ذهاب نهائي كأس الكونفيدرالية الافريقية لكرة القدم، حيث يطمح أشبال المدرب بن شيخة إلى العودة بنتيجة إيجابية لتعبيد الطريق من أجل التتويج باللقب القاري الأول في تاريخ النادي، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة أمام منافس قوي على أرضه. يطمح فريق اتحاد العاصمة إلى تحقيق نتيجة إيجابية في دار السلام، اليوم، عند حلوله ضيفا على يونغ افريكانز، الذي يطمح هو الآخر إلى استغلال عاملي الأرض والجمهور، إضافة إلى عامل المناخ من أجل تحقيق انتصار مريح قبل لقاء العودة في الثالث جوان المقبل بملعب 5 جويلية الأولمبي. وصول اتحاد العاصمة الى النهائي لم يكن متوقعا من طرف العديد من المتابعين، بالنظر الى المشاكل العديدة التي عانى منها الفريق هذا الموسم فيما يخص النتائج الفنية والتغييرات على مستوى العارضة الفنية، إلا أنّ الأمور سارت نحو الاحسن، حيث أحسّ اللاعبون بالمسؤولية وأدركوا أنّهم أمام فرصة مهمة هذا الموسم من أجل دخول التاريخ. الصعوبة كانت كبيرة بالنسبة لاتحاد العاصمة من أجل بلوغ النهائي بداية بدور المجموعات التي وجد فيها الفريق الكثير من العقبات، ولم ينجح في ضمان الصدارة حيث تأهل في المركز الثاني. لمسة بن شيخة واضحة على الفريق المنعرج الحقيقي لاتحاد العاصمة هذا الموسم كان بعد التعاقد مع المدرب عبد الحق بن شيخة، الذي نجح في كسب الرهان، وهذا من خلال بناء فريق تنافسي قادر على المنافسة بقوة للفوز باللقب القاري في كأس "الكاف"، وهو الأمر الذي يعكس القيمة المضافة التي جاء بها التقني الجزائري منذ إشرافه على العارضة الفنية للاتحاد. الأهداف كانت واضحة بين المدرب بن شيخة وإدارة الاتحاد بعد أن أمضى على العقد وهو الذهاب بعيدا في المنافسة القارية، خاصة أن المنافسة على لقب البطولة كانت من الواضح أنها ستكون أمرا صعبا بالنظر الى فارق النقاط من جهة، ومن جهة أخرى عدم امتلاك الاتحاد تعدادا ثريا يسمح له باللعب على عدة جبهات. التركيز على المنافسة القارية كان الهدف الأول للمدرب بن شيخة، بدليل أنه كان يريح أبرز عناصره خلال مباريات البطولة التي تسبق مباراة كأس "الكاف"، وهذا من أجل ضمان تواجد أبرز اللاعبين في وضعية فنية وبدنية جيدة خلال خوض غمار المنافسة القارية ممّا جعل الفريق يخسر العديد من النقاط في البطولة. يمتلك بن شيخة خبرة كبيرة على المستوى القاري، وهو الأمر الذي جعله ينجح في قيادة سفينة الفريق إلى برّ الأمان لحد الآن، خاصة أن الوصول الى النهائي لم يكن سهلا، والفريق واجه العديد من الوضعيات التي تطلّبت حنكة وخبرة من المدرب من أجل الخروج منها بسلام، وهو الأمر الذي حدث. اللّعب بتوازن دفاعي وهجومي انتهج فريق اتحاد العاصمة خلال الأدوار الاقصائية عقب تأهله من دور المجموعات خطة "الكاتيناشيو"، خاصة خلال المباريات التي تجري خارج ونجح في مسعاه لأنها سمحت له بتحقيق ما يريده من المباراة، وهو ما جعل الفريق يصل بنجاح الى النهائي، ويريد تكرار الامر مع يونغ افريكانز. الأكيد أن اتحاد العاصمة لن يغامر في الهجوم خلال مواجهة اليوم، ولن يبحث عن تسجيل هدف السبق من خلال الضغط على المنافس بل سيركن الى الخلف، ويقوم باستغلال المساحات التي يتركها المنافس من اجل التسجيل. اشتغل الفريق كثيرا على كيفية الخروج من الضغط من خلال اللعب بالكرات الطويلة نحو الامام مع تفادي الوقوع في مصيدة التسلل التي سينتهجها المنافس لتامين خط الدفاع، وهذا ما يجعل هجوم الاتحاد أمام محك حقيقي خلال مباراة اليوم، حيث سيكون مطالبا بالمشاركة في الدفاع عن المرمى من خلال تشتيت ضغط المنافس. المدرب بن شيخة طالب اللاعبين بضرورة تقديم مباراة بطولية على غرار ما حدث أمام أسيك ميموزا في مدينة بواكي، التي عرفت نفس الأجواء المناخية الصعبة التي تعرفها دار السلام، إلا أن اللاعبين كانوا في الموعد وقدّموا مباراة كبيرة من الناحيتين الفنية والبدنية على وجه الخصوص. التضحية ستكون مطلوبة في هذا النوع من المباريات من خلال مساندة الزميل، وعلى كل لاعب ان يكون قريبا من زميله في الملعب حتى لا يتركه لوحده ويقدّم له المساندة المطلوبة، وهو ما سينعكس إيجابا على مستوى الفريق.