أشرفت أمس وزيرة الثقافة خليدة تومي على حفل تسليم مجموعة مراجع جرمان تيون لمكتبة المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، والتي تندرج في إطار الاحتفالات بخمسينية الاستقلال. كشفت تومي خلال الحفل الذي أقيم بقصر الثقافة مفدي زكريا الذي حضرته ابنة شقيقة جرمان تيون السيدة ايميلي سابو جانات والتي قامت بجمع الوثائق والصور الارشيفية، ان المناضلة الوفية للثورة الجزائرية جرمان تيون تعد من المثقفين والمفكرين الفرنسيين الذين أيدوا القضية الوطنية، مؤكدة أنها أدركت سنة 1957 خطورة الوضع في الجزائر، حيث تعرضت للتعذيب والمضايقات واختارت نهجا فريدا يتمثل في عدم النضال من أجل قضية وإنما من أجل إنقاذ حياة بشرية. كما بذلت كل ما في وسعها خلال السنوات الخمسة الأخيرة من الحرب لمحاولة إخراج الناس من هذه الأوضاع المزرية من خلال إقامة اتصالات مع ممثلي الحركة الوطنية والإدارة الاستعمارية، وهو الأمر، كما أكدت تومي، الذي جعل الجزائر تدرك قيمة هذه المفكرة الفرنسية التي ناضلت من أجل الجزائر ادراكا منها لقيمة الحرية والاستقلال بعد ما عايشت الاضطهاد والظلم الذي كان يتعرض له الشعب الجزائري من قبل الاستعمار الغاشم. يذكر ان المناضلة جرمان توفيت منذ خمس سنوات عن عمر يناهز 100 سنة.