ثمنت جمعية صحفيي الجزائر العاصمة، القرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون خلال اجتماع مجلس الوزراء، بإدراج الصحافة الإلكترونية المعتمدة، كآلية جديدة لإشهار الصفقات العمومية، وعدم الاقتصار على الصحافة المكتوبة كما كان معمولا به سابقا. قال رئيس الجمعية سليمان عبدوش إن القرار جاء لتمكين الصحافة الإلكترونية من الدعم اللازم على غرار الصحافة المكتوبة، ومن أجل دعم المواقع الجادة والاحترافية لمضاعفة الجهود في سياق مواصلة مهنتهم النبيلة للدفاع عن المصالح العليا للوطن وتثمين الإنجازات الكبرى للجزائر على المستويين الوطني والدولي وأن الصحافة الإلكترونية لم تعد خيارا، وإنما أصبحت ضرورة تفرضها التكنولوجيا الرقمية. وأضاف عبدوش» لا أحد ينكر الخطوات التي خطاها قطاع الإعلام في الجزائر في ظل التحديات والرهانات خلال السنوات الأخيرة من خلال الإصلاحات الدستورية العميقة التي جاء بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون في دستور 2020 والذي صادق عليه الشعب الجزائري في استفتاء الفاتح من نوفمبر 2020، وذلك بدعم حرية الإعلام والاتصال ولاسيما في المجال الالكتروني تماشيا مع التحول نحو الإعلام الرقمي الذي شهده العالم في بداية القرن الحالي من خلال تأطير وتنظيم هذا الإعلام وضبط نشاطه في إطار قانوني وتنظيمي يحدد الحقوق والواجبات، وهو ما تجسد في المرسوم التنفيذي رقم 20-332 الصادر بتاريخ 22 نوفمبر 2020، إذ أولت الدولة أهمية خاصة لإعادة ترتيب بيت قطاع الإعلام في الجزائر، تجسيدا لمبدإ استقلالية الصحافة وترقيتها وتطويرها للوصول بها للاحترافية والحرية والمهنية التي تسمح للصحفي أن يمارس فيها مهامه النبيلة والمرتبطة بتحديات الدولة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وبعد الانتشار الواسع. وأشاد رئيس جمعية صحفي العاصمة بتجربة الصحافة الالكترونية بالجزائر، مؤكدا بأن أحد أهم النماذج التي حاولت توفير فضاءات وقنوات إعلامية، تتوافق مع مخططات الدولة واستراتيجياتها والاقتراب من المواطن بطريقة جادة وفعالة، كما أن تعويل الكثير من الفاعلين على الصحافة الالكترونية في صناعة رأي عام يتوافق مع القضايا ذات الأولوية، جعلتها تمارس دورا رياديا، وبهذا أضحت الصحافة الالكترونية تمارس مسؤوليتها الاجتماعية في جميع مناحي حياة الفرد الجزائري، وتغلبت على الكثير من العقبات والحواجز التي كانت تشوه صوته أو تمنعه من الوصول إلى المعنيين بذلك. هذا الدور المنوط بالصحافة الالكترونية في الجزائر اليوم، جعلها تعرف العديد من التحديات التي فرضتها طبيعة الممارسة الإعلامية عبر الانترنت، ولعل أهمها هو مواجهتها للأخبار الكاذبة والمغلوطة خاصة في ظل الانتشار الواسع للمعلومة، وتدفقها من الكثير من المصادر المجهولة، الأمر الذي جعل مستخدِمي الشبكة العنكبوتية في أغلب الحالات ضحية لهذه الأخبار. «إن الأمر يزداد خطورة إذا علمنا بأن نشر هذه الأخبار يتم وفق خطط ممنهجة تهدف إلى تزييف الواقع والسعي إلى رفضه، مما يحتم علينا اليوم أن نكون جبهة داخلية إعلامية ذات بعد وطني للتصدي للحملات الإعلامية المغرضة، ومواجهتها وفق خطة واضحة الأهداف، تعمل على تعزيز روح الانتماء وتكوين ثقافة استخدامية انتقائية لما ينشر عبر الأنترنت، وتوحيد الجهود الإعلامية في هذا المجال من شأنه أن يحول موقع الجزائر من موقع دفاعي إلى موقع مؤثر في الساحة الإعلامية الالكترونية العالمية».