عرفت التشكيلة التي انتقاها الناخب الوطني هاليلوزيتش قبل التنقل إلى جنوب إفريقيا من أجل خوض غمار نهائيات أمم إفريقيا في طبعتها ال29 معاناة معظم الكوادر من الناحية البدنية وهذا ما انعكس على النتائج بصفة مباشرة التي أدت بنا الخروج من الدور الأول. أين سجلنا ابتعاد أغلب اللاعبين عن الميادين سواء بسبب الإصابة أو التهميش مثلما كان عليه الوضع مع مهدي لحسن الذي عانى من الابتعاد عن الميادين من دون مبرر من طرف مدرب ناديه خيتافي الإسباني طيلة النصف الأول من الموسم الحالي رغم أن قائد »الخضر« لم يكن يعاني من أية إصابة وذلك راجع إلى الخيارات التكتيكية التي لم تخدم لحسن. لكن لحسن قدم مستوى رائع فوق الميدان ولم يظهر عليه النقص البدني حيث استرجع كرات عديدة إضافة إلى التمريرات التي كان يقدمها للهجوم والتسديد نحو المرمى، وهذا ما يعني أنه كان يريد أن يثبت للجميع أنه جاهز من أجل لعب مباريات كبيرة سواء مع »الخضر« أو مع ناديه عند عودته إلى إسبانيا . مبولحي نصف موسم أبيض لكن ... من جهته مبولحي كان ضحية التهميش من طرف ناديه الذي تخلى عن خدماته بعد أيام فقط من غلق أبواب »الميركاتو« الصيفي ما جعل حارس عرين المنتخب الوطني بعيد عن المنافسة الرسمية لأكثر من نصف موسم رغم بعض الأخطاء التي إرتكبها إلا أن ذلك لا يعني أنه يتحمل المسؤولية بمفرده لأن الدفاع كله كان خارج الإطار . ورغم ذلك إلا أنه كان في المستوى ولم يخيب هاليلوزيتش الذي جدد ثقته في »الكان« عندما اعتمد عليه في جميع مباريات الدور الأول واضعا حدا لكل من انتقدوه قبل بداية المنافسة ومؤكدا أنه كان يعمل بمفرده من أجل الحفاظ على مستواه. مصباح دفع ثمن قراره بينما الوضع مع مصباح يختلف عن زملائه لأنه كان بإمكانه تفادي الابتعاد عن المنافسة لو اتخذ القرار الصائب في فترة التحويلات الصيفية بعد أن قرر البقاء مع أي سي ميلان رغم أنه كان يعرف أنه سيكون بديلا بالنظر إلى المنافسة الموجودة في تشكيلة الروسونيري . إلا أنه فضل عدم المغادرة رغم العروض الجيدة التي تلقاها خاصة بعد تعرضه للإصابة التي أبعدته عن التدريبات أكثر من شهر وبعد عودته بأيام فقط عن انطلاق »الكان«. ورغم المستوى الذي قدمه الظهير الأيسر للخضر إلا أنه لم يظهر بالوجه المعتاد خاصة أنه لم يكن سريعا في العودة إلى الدفاع في الهجوم المعاكس من طرف المنافس . مشكل الإصابة يبقى حاجز حليش وكادامورو نفس الوضع مع حليش الذي لم يكن في لياقة أفضل من زملائه بما أنه عائد مؤخرا من الإصابة والتحق بالفريق الوطني من دون لعب أي مباراة رسمية لأكثر من شهر بسبب الإصابة التي طالته مع ناديه أكاديميكا البرتغالي . من جهته كادامورو كان بعيد عن الميادين منذ الموسم الماضي أي أنه لم يشارك مع ناديه سوسييداد في المباريات خلال الموسم الحالي بما أن الإصابة كانت دائما تعاوده . ولكنه في وضعية معنوية أفضل خاصة بعد أن جدد عقده مع ناديه وبالتالي كان متحررا من الناحية النفسية لأنه أكيد أن الوضع سيتغير معه بعد عودته من أدغال إفريقيا. وبالتالي فإن الخط الخلفي للمنتخب الوطني كان في وضع كارثي ما جعله يتلقى أهدافا قاتلة في ظل غياب الفعالية في الهجوم إنعكست سلبيا على النتائج . سليماني كان خارج الإطار... ؟ نفس الوضع مع كل من سوداني وسليماني وهذا الثنائي لم يسلم من لعنة الإصابة التي أبعدته عن المنافسة لأكثر من شهرين وهذا ما تجلى في غياب الأهداف خلال أول جولتين قبل أن يتغير الوضع في المباراة الأخيرة من الدور الأول . خاصة من جانب سليماني هداف المباريات الإقصائية حيث أنه لم يستطيع أن يصل إلى مرمى المنافسين رغم الفرص التي أتيحت له بعكس سوداني الذي سجل هدفا رائعا ضد كوت ديفوار . وبالتالي فإن المستوى الذي كشف عنه الفريق الوطني خلال أكبر محفل كروي في القارة السمراء كان منطقيا بالعودة إلى الأمور التي ذكرناها إضافة إلى غياب عامل الخبرة عن اللاعبين باستثناء ثلاثة عناصر فقط والأمر يتعلق بكل من حليش، بوعزة وبزاز، أين سجلنا مشاركة 14 لاعبا في المباراة الأولى ضد تونس كان لأول مرة. هاليلوزيتش تحدث عن مشروع بناء فريق كما سبق للناخب الوطني هاليلوزيتش قبل تنقله بساعات فقط إلى جنوب إفريقيا وان أكد لوسائل الإعلام أن الأمور صعبة في ظل الحالة البدنية والنفسية للاعبين ولهذا لا يجب أن ننتظر الكثير من المشاركة في المنافسة التي تتطلب تحضيرا جيدا من كل النواحي ولهذا فإن العمل الذي يقوم به حاليا بهدف بناء فريق قوي لقادم المشاركات. العمل من أجل بلوغ المونديال بينما يجب أن نقف على كل الأخطاء المرتكبة في الكان من أجل تفاديها في الإقصائيات الخاصة بالمونديال التي لا يفصلنا عنها الكثير من الوقت ولهذا على اللاعبين أن يعودوا إلى جو الميادين في أقرب وقت من خلال فرض نفسهم مع فرقهم للاستفادة من أكبر وقت من المنافسة. خاصة أننا سجلنا وجود لعب جماعي وتناسق بين العناصر الوطنية التي بدأت تتأقلم مع بعضها بعد المدة الطويلة التي قضاها الفريق في بلاد مونديلا ما يعني أن النتائج ستأتي في المستقبل القريب من خلال فرض عامل الاستقرار واختيار اللاعبين الجاهزين بدنيا لمواصلة المهمة .