الأستاذ رزيق ل "الشعب": جولات الرئيس مؤشر على التحضير لمشاريع اقتصادية كبرى الاقتراب أكثر من مجموعة "البريكس".. وشهادات ثقة من كبار العالم لصالح الجزائر أتت الزيارة الثلاثية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بثمارها، وأعطت نفسا للانفتاح على آفاق جديدة واعدة، في تنويع مجالات التعاون وتعزيز التقارب مع الدول الشقيقة والصديقة، وإعادة بناء علاقات الجزائر وشراكاتها الإستراتيجية على أساس المنفعة المتبادلة، ما من شأنه أن يسهم في بلوغ استحقاقات اقتصادية وسياسية وأمنية هامة. أظهرت خريطة الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية تبون إلى ثلاث دول رفقة كبار المسؤولين في الدولة، وعدد من رجال الأعمال ومديري الشركات، وجود توجه نحو استرجاع مكانة الجزائر لدى الدول الكبرى، على غرار الصينوتركياوقطر، وتعزيز فرص التعاون في كثير من المجالات انطلاقا من العلاقات الأخوية والروابط التاريخية المتميزة، والمضي نحو بناء شراكة إستراتيجية جديدة تتجسد في إطار السياسة الخارجية التي تتبناها الدولة حاليا، وتهدف لتحقيق حالة من التوازن بين المحاور الإقليمية والدولية وتنويع الشركاء الدوليين. ويرى خبراء مختصون في العلاقات الدولية، أن هذه الزيارات ستعطي دفعا قويا وزخما كبيرا للعلاقات الجزائرية مع الدول الكبرى المتميزة على الصعيد العالمي على كافة المستويات، كما أنها تسمح بفتح آفاق مهمة في التعاون الاقتصادي، بينها استثمارات ضخمة مع دولة قطر حول المسائل المتعلقة بالغاز، وكذا إبرام 19 اتفاقية بين الجزائروالصين، وتحصيل استثمارات صينية بقيمة 36 مليار دولار في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى سعي الجزائر إلى التأسيس لشراكة مستدامة ومتكاملة الجوانب، وتنويع مجالات التعاون مع تركيا بحكم العلاقات الجزائرية التركية المتجذرة في التاريخ. أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بجامعة الجزائر، محمد رزيق ل«الشعب"، أن الزيارات الثلاثة لرئيس الجمهورية إلى كل من قطروالصينوتركيا تحمل رسائل واضحة، مفادها أن الجزائر تحضر لمشاريع اقتصادية كبرى ذات بعد سياسي، وخطط إستراتيجية، لاسيما منها مشاريع تتعلق بالغاز مع دولة قطر التي تعد من أكبر الدول المنتجة، مشيرا إلى أن التأسيس لاتفاق جديد مع قطر إلى جانب دول الأوبك المصدرة للبترول، خاصة وأن "أوبك يساهم في تحقيق مكاسب تعود بالفائدة على اقتصاد الجزائر حاضرا ومستقبلا". وأضاف محدثنا أن زيارة الرئيس إلى الصين مؤشر واضح على استحقاقات اقتصادية تتطلع إليها الجزائر مع دولة عظيمة تعد من أقوى الدول الفاعلة على مستوى مجموعة "بريكس" وتعدّ ثاني اقتصاد عالمي، تفوق في كثير من المجالات على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وقال إنها فرصة جيدة لتوسيع الشراكة مع الدول الكبرى التي تملك مكانة قوية على الصعيد العالمي من خلال السعي إلى إقامة علاقات إستراتيجية متينة وواعدة تسمح بإحداث نقلة نوعية في العلاقات الجزائريةالصينية.
تقارب وتنسيق شامل ومربح وبخصوص زيارة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، إلى تركيا، أفاد رزيق أنها من أهم الزيارات، خاصة وأن تركيا تعود إلى الواجهة بعدما عرفت كثيرا من المشاكل مع الدول المجاورة، وتسعى إلى التقارب التركي مع بلدان الخليج، مضيفا أنها دولة فاعلة سياسيا واقتصاديا تحتاج إلى كثير من المسائل التي تمتلك أوراقها الجزائر، وتسعى إلى تعزيز مكانتها بقوة في قارة إفريقيا من خلال الجزائر، ولن يتحقق إلا بالتقارب والتنسيق معها في العديد من المسائل من بينها قضية الحركات التحررية خاصة القضية الفلسطينية. وقال رزيق إن الجزائر، من خلال هذه الزيارات، تؤكد رغبتها في تعزيز مكانتها على الصعيد الإقليمي في ظل المتغيرات الدولية الراهنة ومساعي تعزيز التموقع الإقليمي والدولي، باعتبار أن الزخم الدولي يزيد من أهميتها، خاصة وأن هذه الدول الكبرى تعتبر الجزائر بوابة إفريقيا ومدخلا لها، وقوة اقتصادية ودولة ذات بعد سياسي واستراتيجي كبير على مستوى العربي الإفريقي، موضحا أن المرحلة التي رسمتها على مستوى سياستها الخارجية تحدد ملامح الوضع الاقتصادي والسياسي للجزائر في المستقبل. وأشار رزيق إلى أن الشق الاقتصادي أخذ الحيز الأكبر في هذه الزيارات الثلاثة لرئيس الجمهورية، وفق مسائل تريد الدولة أن تعود إليها من خلال ثلاثة أقطاب نذكر منها مشروع الغاز مع قطر، والجانب المالي التكنولوجي والاقتصادي مع الصين، إلى جانب تنويع مجالات التعاون مع تركيا التي تعد دولة فاعلة في البحر الأبيض المتوسط ومنطقة الشرق الأوسط مضيفا أن قوة الدول تقاس بمستوياتها الاقتصادية والتكنولوجية. وأبرز رزيق أن الجزائر دولة تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لكي تكون قوة اقتصادية على المستوى الإقليمي والقاري، وبإمكانها أن تنسج علاقات ذات بعد براغماتي مع كثير من أقطاب الاقتصاد في العالم، ما يزيد في فعالية أدائها السياسي، مؤكدا أن الدول التي لديها تأثير ودور إيجابي ديناميكي هي الدول التي تملك قوة اقتصادية وتوظف مقوماتها بالشكل الصحيح. وتابع أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بأن الأداء الاقتصادي الممتاز مع الرؤية السياسية الواضحة من شأنهما أن يحققا الأمن على جميع المستويات الأمن الاقتصادي والغذائي والعسكري والثقافي، مضيفا أن الجزائر تدرك من خلال المعطيات الجيو سياسية الحديثة أن الجانب الأمني مهم، ولن يتحقق إلا بأداء اقتصادي فعال ورؤية سياسية إستراتيجية وجيوبوليتيكية واضحة المعالم.