تمكّن الشاب عبد الوهاب فلوح من ولاية الشلف من إنتاج شتلات مادة البن وزراعتها لأول مرة بضواحي بلدية بوزغاية، شمالا، حيث كللت التجربة بالنجاح وتأقلم الشجرة وهو في انتظار جني أول محصول خلال شهر نوفمبر المقبل. وأوضح عبد الوهاب أن فكرة زراعة البن بالشلف جاءت بعد ملاحظته تأقلم عدة أشجار استوائية مع مناخ المنطقة، وكذا في ظل الاستعداد والمرافقة التي وجدها من قبل أحد فلاحي المنطقة الذي آمن بالمشروع بداية من عملية إنتاج الشتلات ثم زراعتها، وصولا إلى توسعة هذه الزراعة مستقبلا. وأضاف المتحدث، أن اهتمامه بقطاع الفلاحة جعله يركّز على الشعب الإستراتيجية التي بإمكانها المساهمة في إنتاج عدة محاصيل محليا والاستغناء أو التقليل من استيرادها، ليقع الإختيار على مادة البن التي تعتبر من المواد التي تستهلك محليا بكثرة وتشهد ارتفاعا ملحوظا في الأسعار بالأسواق الدولية. وكتجربة أولى، قام عبد الوهاب بتكثيف البذور وإنتاج مائة شتلة ثم زراعة، بالتنسيق مع أحد فلاحي منطقة "اللوايلية" ببلدية بوزغاية، عشرين شجيرة منها، وقد أعطت "نتائج مقبولة جدا" وتأقلمت مع الظروف المناخية بالرغم من أنها أشجار تنمو عادة بالمناطق الإستوائية والمدارية عبر العالم (الأمريكيتين الشمالية والجنوبية، شرق آسيا، إفريقيا). وأشار إلى أن زراعة مادة البن تحتاج لظروف مناخية معينة كالرطوبة (أكثر من 50 بالمئة) ودرجة حرارة تتراوح ما بين 15 و35 درجة مئوية، وهي ظروف يمكن توفيرها بالبيوت البلاستيكية، بالإضافة إلى تكوين حول المسار التقني خاصة بالنسبة لعملية الإزهار التي تتطلّب مرافقة تقنية دقيقة. طموح لتوسيع زراعة البن ويتوقّع عبد الوهاب جني أول محصول لمادة البن من نوع "أرابيكا" بالجزائر في نوفمبر المقبل، إذ سيتم تحليل ومعاينة أول عينة واكتشاف مدى جودتها ومطابقتها للمقاييس الدولية، وهذا بغية توسعة المشروع وزراعة مساحات أخرى، وفقا لفلوح. في هذا الصدد، قال محمد دغرار، فلاح، أنه على استعداد تام لتطوير هذه الشعبة وزراعة مساحات معتبرة بمادة البن خاصة أن الظروف المناخية والمتابعة والمرافقة التقنية المستمرة ساهمت في الحصول على نتائج "مرضية" خلال المسار التقني لهذا المحصول، في انتظار جني أول كمية منه خلال الأيام المقبلة. وتشهد زراعة البن إلى جانب عدد من الفواكه الإستوائية، اهتماما متزايدا من قبل فلاحي المنطقة بالنظر لقيمتها الغذائية وتزايد الطلب عليها وكذا ارتفاع أسعارها بالأسواق المحلية والدولية، حيث تسعى غرفة الفلاحة ومديرية المصالح الفلاحية بالشلف لتنظيم عدد من الأيام الدراسية والتكوينية حول الشعب ذات الصلة بهذا المجال في بادرة لاطلاع الفلاحين بمستجداتها وتشجيعهم للاستثمار فيها وتنويع المنتجات الفلاحية. للإشارة، شهدت ولاية الشلف خلال السنوات الأخيرة نجاح تجارب زراعة عدد من الفواكه والأشجار لأول مرة على غرار فاكهتي الكيوانو والبابايا الإستوائيتين وكذا شجرة الأرقان.