تحولت قضية اللاعب الجزائري احمد قندوسي الى قضية رأي عام داخل عالم الكرة المصرية والأوساط الجماهيرية، في ظل الجدل المُثار حول مستقبل اللاعب، وحقيقة استمراره أو عدمه داخل القلعة الحمراء، رغم الضجة الكبيرة التي صاحبت فوز الأهلي بصفقة التعاقد معه من الدوري الجزائري. بات أحمد قندوسي أكثر لاعب عربي محترف في الملاعب المصرية، طلباً من جانب الأندية الأخرى التي قدمت عروضاً إلى الأهلي للتفريط فيه على سبيل الإعارة، وهو السيناريو المفضل من جانب إدارة الأهلي، حيث وصل عدد الطلبات إلى 6 أندية، وهي سيراميكا وزد وفيوتشر والمقاولون العرب والاتحاد السكندري وسموحة السكندري، تضاف إليها عروض جزائرية لاستقدامه على سبيل الإعارة، من شباب بلوزداد ومولودية الجزائر ووفاق سطيف لمدة موسم واحد مع خيار الشراء النهائي. ويرفض أحمد قندوسي فكرة الرحيل معاراً عن الأهلي، لشعوره بالظلم الكبير الذي تعرض له، بعدما تألق في الفرص القليلة التي نالها منذ قدومه للعملاق المصري، في مطلع العام الجاري، مقابل أكثر من مليون دولار أمريكي، وقد خير الفريق نادي القرن على العديد من الفرق الأخرى التي طلبت ضمه. وتبرز 3 أسباب، تعكس الظلم الذي تعرض له اللاعب، وتجعل استغناء الأهلي عنه على سبيل الإعارة، أو عبر البيع النهائي، لغزاً كبيراً. وأول الأسباب التي تكشف الظلم الذي تعرض له أحمد قندوسي لاعب وسط الأهلي حال رحيله، هو إنهاء الموسم الماضي بشكل مميز، ونجاحه في إنقاذ الأهلي من شبح الخروج من بطولة كأس مصر، بعدما سجل هدف الفوز على المصري في الدور ربع النهائي من البطولة، وحسم النتيجة (2-1)، وهي من المرات القليلة التي نال فيها اللاعب الفرصة كاملة، فيحسب للنجم الجزائري تألقه مع الأهلي كلما شارك، كما اختارته الجماهير أكثر من مرة رجل المباراة، إذ إن لمساته ومراوغاته من أكثر المشاهد المتداولة لجماهير الأهلي في مواقع التواصل الاجتماعي. أما ثاني الأسباب فهو عدم قدرة الأهلي على ترتيب خريطة المحترفين الأجانب في صفوفه، حيث يملك الفريق 3 لاعبين يمثلون ألوانه منذ فترة، وهم المالي أليو ديانغ والجنوب أفريقي بيرسي تاو والتونسي علي معلول الذين يعدون مفاتيح قوة للنادي، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاستغناء عن أحدهم. كما انضم لهم المغربي رضا سليم خلال فترة الانتقالات الصيفية الجارية حالياً، مقابل 2 مليون و200 ألف دولار أمريكي، علاوة على اللاعب التونسي محمد الضاوي المعروف ب»كريستو»، والذي يُعتبر هو أيضا لغزا آخر في الفريق بسبب قلة مشاركاته منذ وصوله من النجم الرياضي الساحلي التونسي، ليتبقى مقعد أحمد قندوسي الذي يعد مخصصاً للتعاقد مع مهاجم أجنبي، إذ كان الأهلي يخطط منذ فترة لرحيل بيرسي تاو، وتسويقه مقابل أكثر من مليون دولار، قبل أن يؤدي تألق اللاعب جنوب الأفريقي تاو، إلى إيقاف ملف بيعه مع تمسك المدرب السويسري مارسيل كولر باستقدام مهاجم أجنبي لحاجته إليه في الخط الأمامي خصوصا بعد رحيل محمد شريف نحو الدوري السعودي. في ما يتعلق بثالث الأسباب، فهو تمسك إدارة الأهلي بالتفريط في اللاعب لنادٍ آخر على سبيل الإعارة، وليس بيعه بشكل نهائي، وهو أمر يرفضه أحمد قندوسي الذي يتشبث بالبقاء، ويرفض المغادرة، فيما يضغط الأهلي لإقناعه بهذه الخطوة. والمثير في الأمر أن قندوسي (24 عاماً) لا يزال صغير السن، ويمكنه مساعدة الفريق لعدة سنوات مع الأهلي، بالإضافة لوجود أزمة في مركزه داخل الفريق، إذ تراجع بشكل لافت منافسه الأبرز محمد مجدي قفشة، وابتعد عن التألق، بعدما خرج من صفوف المنتخب المصري في المرحلة الأخيرة، وغاب عن العديد من المباريات والمعسكرات لمنتخب الفراعنة. ومارس مسؤولو الأهلي ضغوطاً كبيرة على أحمد قندوسي لقبول فكرة الإعارة، لنادٍ مصري آخر، بناء على طلب المدرب الذي طلب إعارة اللاعب لنادٍ محلي في الموسم المقبل، ليبقى قريباً من متابعته باستمرار، مع رفضه في الوقت نفسه، الاستغناء بشكل نهائي عن اللاعب الجزائري الذي لم يمنحه فرصته كاملة.