أكد وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، خلال زيارته إلى العاصمة التركية أنقرة، الأسبوع الماضي، على التقدم الملحوظ في العلاقات بين الجزائروتركيا على الصعيدين السياسي والاقتصادي. هذه الزيارة التي تمت بتكليف من رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، تعكس التزام البلدين بتعزيز التعاون والتنسيق في عديد القضايا الإقليمية والدولية. في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره التركي، هاكان فيدان، أشاد عطاف بالتقدم الذي تم تحقيقه في تجسيد الأولويات النوعية وتحقيق الأهداف الكمية التي حددها الرئيسان، عبد المجيد تبون ورجب طيب أردوغان. يأتي ذلك تمهيدًا لاجتماعهما المرتقب بالجزائر خلال الدورة الثانية لمجلس التعاون رفيع المستوى. توافق سياسي تحظى العلاقات الجزائرية- التركية بدعم سياسي قوي من رئيسي البلدين، ويميزها التوافق السياسي حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. هذا التوافق يستند إلى المبادئ والقيم المكرسة في ميثاق الأممالمتحدة وإلى جهود رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون لحل الأزمات وفض النزاعات من خلال منطق الحوار والتفاوض. وفيما يتعلق بالتطورات الإقليمية، تبادل الوزير عطاف ونظيره التركي الرؤى حول الأوضاع في منطقة السّاحل الأفريقي، التي أصبحت موطنًا للعديد من بؤر التوتر والنزاعات. ويُشدد البلدان على ضرورة التعاون الدائم لمواجهة هذه التحديات والبحث عن حلول سلمية لها. في سياق آخر، تم التطرق إلى الجهود المشتركة لحل الأزمات في القارة الإفريقية وكيفية التعامل معها. كما تم التأكيد على التزام رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بضمان التكفل السلمي بالأزمة التي نشأت عن التغيير غير الدستوري في النيجر، بالإضافة إلى تعزيز المقاربة التنموية الشاملة في معالجة التحديات متعددة الأبعاد في المنطقة، ورفض منطق التدخلات العسكرية التي عصفت بالمنطقة. وتبرز زيارة وزير الشؤون الخارجية الجزائري إلى تركيا، أهمية توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين والتعاون المستمر في مجموعة متنوعة من القضايا الإقليمية والدولية، وتأتي كخطوة إيجابية نحو تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة وتعزيز التعاون الاقتصادي والسياسي بين الجزائروتركيا. تعزيز العلاقات الاقتصادية مع تطور العلاقات الجزائرية- التركية في الساحة السياسية والدبلوماسية، يتوقع أن تشهد العلاقات الاقتصادية بين البلدين زخمًا قويًا في الأعوام القادمة. حاليًا، يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين حوالي 5 ملايير دولار، مع استثمارات تركية مباشرة في الجزائر تصل قيمتها إلى نحو 6 ملايير دولار. وفي الزيارة الأخيرة التي قادت رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون إلى تركيا، تم التأكيد من قبل الجانبين على أهمية زيادة حجم التبادلات التجارية بين البلدين، بهدف تحقيق رقم يصل إلى 10 ملايير دولار. هذا الهدف الطموح يعكس التفاؤل والرغبة في توسيع نطاق التعاون الاقتصادي بين الجزائروتركيا. تجدر الإشارة، إلى أن تركيا تمتلك حاليًا أكثر من 1400 شركة نشطة بالجزائر، ومشاركة في مجموعة متنوعة من القطاعات الاقتصادية. وتبرز شراكة البلدين في قطاعات استراتيجية، مثل الحديد والصلب والنسيج، حيث تتمتع تركيا بخبرة كبيرة في هذين المجالين، ومن المنتظر أن تتوسع أكثر لاسيما مع دخول منجم الحديد غار جبيلات حيّز الخدمة. وتعتزم الدولتان توسيع هذا التعاون الاقتصادي ليشمل مجالات أخرى، مما يعزز الفرص لزيادة التبادلات التجارية وتحقيق التنمية المستدامة في البلدين. كما تعكس هذه التطورات، التزام الجزائروتركيا بتعزيز التعاون الثنائي وتعزيز العلاقات الاقتصادية بما يعود بالفائدة على الشعبين، ويسهم في تعزيز استقرار المنطقة. يشكل هذا الهدف الطموح خطوة إيجابية نحو تحقيق التنمية الاقتصادية وتعزيز الشراكة بين البلدين في السنوات المقبلة.