تعيش عائلة الأسير الجريح ورد محمد يوسف شريم، كوابيس رعب وقلق على حياته ومصيره في ظلّ انقطاع أخباره ومنع زيارته والتواصل معه، منذ اعتقاله في عملية للوحدات الخاصة المستعربين بعد إصابته مع رفيقيه عبد الله صبح ومعتصم جعايصة بتاريخ 4-9-2023، من أطراف مخيم جنين. بغضب وسخط، يقول الوالد الخمسيني محمد، "أين مؤسسات حقوق الإنسان؟، ولماذا لا يحرك أحد ساكناً لمتابعة وزيارة ومعرفة مصير ورد الذي أصابوه وضربوه بشكل وحشي خلال اعتقاله، ولم تصلنا معلومات عن وضعه الصحي". ويضيف: "لم نعد قادرين على العيش بشكل طبيعي لقلقنا على حياته، ونعيش كوابيس رعب في كل لحظة، فاخر مشهد لابني أثناء اعتقاله، وهم ينكلون به دون مراعاة إصابته، شاهده الجميع ينزف والجنود يسحبونه أرضا بطريقة وحشية". ويكمل: "نحمل الاحتلال كامل المسؤولية عن حياته، ونطالب الجميع بالتحرّك لمنع إعدامه كما جرى مع الكثيرين من الجرحى بعد اعتقالهم". يعتبر ورد باكورة أبناء عائلته المكونة من 7 أفراد، ولد في مدينة جنين التي نشأ وعاش فيها وتعلم بمدارسها كما يفيد والده، حتى أنهى المرحلة الإعدادية، وعمل في عدة مهن، حتى اختار طريق النضال في سبيل حرية شعبه. ويضيف: "قبل عام أدرجت قوات الاحتلال ورد ضمن قائمة المطلوبين، وبدأت بملاحقته واستهدافه ونصب الكمائن له، بتهمة الانتماء لكتائب عز الدين القسام، ونجا من عدة محاولات اغتيال واعتقال". يتذكر الوالد، أن وحدات المستعربين، تسللت صبيحة ذلك اليوم، بمركبات فلسطينية، لحي "الغبس"، وحاصرت منزلاً كان يتواجد به ورد ورفيقيه صبح وجعايصة، ويقول: "عندما هدّدت قوات الاحتلال التي اقتحمت المنطقة بأكثر من 60 دورية بدعم من الطائرات المسيرة، بهدم وقصف المنزل قفز ورد من المنزل، لكن القناصة أطلقوا النار عليه وأصابوه برصاصتين". ويضيف: "هاجموه بعدما أصبح ممداً على الأرض وهو ينزف وضربوه بشكل وحشي، وكذلك هاجمت الكلاب رفيقيه، اعتقلوهم، ونقلوا ابني بسبب وضعه الصحي السيء بطائرة أباتشي لمشفى رمبام في حيفا".ويكمل: "ما زال تحت العلاج، رهن حراسة مشدّدة من قبل الاحتلال الذي ما زال يمنعنا والمحامين من زيارته". تخيم أجواء الحزن والقلق في منزل عائلة الأسير ورد، وخاصة والده المريض والذي يعاني من فقدان عينه اليسرى، ويقول: "نريد رؤيته وسماع صوته، مصيره ما زال مجهولاً، وليس لدينا معلومات عن وضعه الصحي منذ إصابته واعتقاله، والدته وشقيقاته وكلنا لا نعرف طعم النوم والحياة وحتى الطعام، لقلقنا على حياته، ونتمنى سماع أخبار جيدة عنه قريباً". ويضيف: "الاحتلال مدد توقيفه عدة مرات خلال جلسات محاكمة لم نعلم عنها ولم يسمح لنا بحضورها، ورغم حاجته للعلاج والمتابعة ما زالت المخابرات تمنع زيارته". ويكمل: "نتمنى أن ينتهي كابوس الاحتلال من حياة شعبنا، فالمعاناة مستمرة، فابني الثاني هاني 20 عاماً، ما زال يعاني ويتوجّع وتحت العلاج بسبب إصابته الصعبة بعيار ناري في قدمه اليسرى، أدت إلى تفتت العظم، ورغم لك سنبقى صامدون ونفخر بأبنائنا وبطولاتهم في سبيل الوطن والحرية والأقصى".