كشف الخبير والباحث في الشؤون السياسية الدولية، الدكتور عمار سيغة، أن دعم الجزائر اللامشروط لقضايا التحرر في العالم وفق مبادئ الأممالمتحدة، كان وما يزال عقيدة راسخة في سياستها الخارجية، وفي مقدمتها قضية فلسطين المحورية التي تشهد هذه الآونة تصعيدا خطيرا بسبب تزايد جرائم وانتهاكات الكيان الصهيوني المرتكبة ضد الأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشريف. قال الدكتور عمار سيغة في تصريح خاص ب«الشعب"، إن الجزائر استمرت في الدعم المادي والمعنوي للقضية الفلسطينية ومساندتها بقوة في المحافل الدولية، رغم الضغوط والمناورات الغربية لدفعها نحو التخلي عن مبادئها الأصيلة المعدّة ضمن أولوياتها تُجاه العالم العربي والإسلامي. واعتبر محدثنا سعي الدولة الجزائرية بكل ثقلها السياسي الإقليمي والدولي من أجل لمّ شمل الفصائل الفلسطينية، في المرحلة الأخيرة، أحد الأوراق الرابحة في صالح المقاومة الفلسطينية، ومن أهمّ أسباب نجاح معركة طوفان الأقصى التي اندلعت وهزّت أركان الكيان الصهيوني وأحدثت إرباكاً ووهناً في جيشه الاحتلالي الغاشم. وأشار سيغة إلى وجود حالة من النكران تلقاه الجهود الجزائرية خاصة في الفضاء العربي، وتعتيما إعلاميا، وضعفا في التسويق اللائق لتلك المساعي الدؤوبة بالرغم من توافر كل الإمكانيات المادية والبشرية، في ظل غياب مقاربة إعلامية تتماشى مع التطورات التي تعيشها المنظومة الإعلامية العالمية الحالية. في المقابل، ساهمت استراتيجية السياسة الخارجية الجزائرية من خلال منهجية "العمل في صمت"، في نجاح كثير من المقاربات التي تبنتها في حلحلة الأزمات الإقليمية، مما عزز من مكاسب سجل دبلوماسيتها الحافل بالنجاحات على الصعيدين العربي والإفريقي، مع زيادة مستوى الاحترام والتقدير الذي تحظى به الجزائر من لدن الفواعل والقوى الدولية، يقول سيغة.