الرئيس تبون يصنع التميز والاستثناء ويكسب احترام وتقدير الجميع رغم محاولات التفاف بعض القوى الإقليمية والدولية على الحق الفلسطيني، ظل رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، مُنافحاً في المحافل الدولية وفق الشرعية الأممية من أجل استعادته كاملاً، مجددا في كل حين ومناسبة دعم الجزائر الثابت لنضال الشعب الفلسطيني وباقي الشعوب التي لاتزال ترزح تحت ويلات الاستعمار. لم يتوان الرئيس تبون منذ توليه مقاليد الحكم، على تقديم كل أشكال الدعم والمساندة للأشقاء الفلسطينيين انطلاقاً من الشرعية الدولية، حاملاً على عاتقه مسؤولية لملمة مكونات الشعب الفلسطيني من فصائل وحركات ومنظمات، بغية جمع شملها وصفها نحو هدف جامع وواحد لبناء دولة مستقلة بكامل حقوقها. وتكلّلت الجهود الجزائرية سريعاً بتوحيد راية الفواعل الفلسطينية ورأب صدعها بعد سنوات من التنافر الذي قوض المقاومة ضد الكيان الإسرائيلي وانعكس سلبا على الواقع الداخلي شيئا فشيئا، حيث أسهم توقيع اتفاق المصالحة الفلسطينيةبالجزائر العاصمة يوم 13 أكتوبر 2022، برعاية رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في بلورة وضعية جديدة مفضية إلى إنهاء الانقسام وترتيب البيت الفلسطيني. كما شكّل نجاح القمة العربية المُبهر في الجزائر بتاريخ أوّل نوفمبر 2022م، دعامة متينة لمسار لمّ الشمل الفلسطيني وإرساء المصالحة بين الفصائل، وأطلق على القمة ذاتها «قمة فلسطين» تيمّناً بالإنجاز التاريخي المتحقق بين المكونات الفلسطينية المتعلق بتوقيع إعلان الجزائر. مواقف ومحطات دولية كثيرة عرّج فيها الرئيس تبون على القضية الفلسطينية باعتبارها أم القضايا العربية، مجدّدا في لقائه الأخير مع «الجزيرة بودكاست»، دعمه للشعب الفلسطيني بنفس النهج والروح الإيجابية، حيث قال في عبارة واضحة «مهما كانت الظروف لن نتخلى عن فلسطين»، مفادها أنّ الجزائر ماضية بلا كلل ولا ملل في ترتيب البيت الفلسطيني وبناء دول فلسطينية وفق الإطار الشرعي الأممي. في هذا السياق، أكّد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور سليمان نبار، أنّ الرئيس تبون أسهب لدى تطرقه للملف الفلسطيني، بلقائه الأخير مع الجزيرة بودكاست، في طرق العديد من العناصر، كان أبرزها التنبيه الموجه للأطراف الدولية على أن القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائر هي مشكلة تصفية استعمار ولا يمكن تفسيرها خارج هذا الإطار. واعتبر الدكتور سليمان نبار، في تصريح ل»الشعب»، مضمون رسالة الرئيس تبون واضحة إلى المجتمع الدولي، بيّنت أن المشكل مع الكيان الإسرائيلي هو الحق الفلسطيني لا غير، مع ضرورة تبنّي الطرح الجزائري المتعلق بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف. ووفقاً له، يُمكن الفهم من ذلك المعطى أنه إبداء للموقف الجزائري تجاه الكيان، وليس له علاقة بأي تأويلات أخرى قد تستخدمها بعض الأطراف لإضعاف الجزائر في المحافل الدولية على ضوء بقائها وفية لمبادئها في السياسة الخارجية. كما شدّدت تصريحات رئيس الجمهورية الموجهة لجميع الفواعل الفلسطينية والإقليمية والدولية، مثلما يرى نبار، على عدم تخلي الجزائر عن الحق الفلسطيني، مهما كانت التحديات والتهديدات، لاسيما المستحدثة في هذا الشأن والمتعلقة باستفحال موجة التطبيع والانتشار الإسرائيلي في محيطها الإقليمي وعلى المستويَيْن العربي والإفريقي.