لقد بعتم وسوّقتم على العالم حكاية الهولوكوست التي حرقكم فيها هتلر أحياء كما تقولون، لقد ساقكم هتلر النازيّ إلى أفران الغاز بينما أنتم اليوم أخذتم الفرن إلى قطاع غزّة...حوّلتم القطاع إلى فرن كبير، وصببتم عبر طيرانكم كلّ أنواع النار والدمار والتفجير، لم تكتفوا بالغاز كمادّة للحرق بل استخدمتم أطنانا من المواد شديدة الانفجار والقنابل الفسفورية الحارقة،(ألف طن من المتفجرات في ثلاثة أيام على الاحياء السكنيّة). هتلر ساق عددا منكم أنتم سقتم شعبا بأكمله، هو ساقكم لإفسادكم، أنتم تسوقون الشعب الفلسطيني لعنصريتكم ولأنكم تعتبرون أنفسكم من جنس بشريّ مختلف بينما الفلسطينيون حشرات وأفاعي وصراصير كما يعبئون حاخاماتكم جنودكم، وكان آخر هذه العنصرية على حدّ تعبير ناطقة الأمم ما قاله "جالانت" قائد هيئة أركان جيشكم أن الفلسطينيين حيوانات. لقد كان قلب هتلر النازي على قسوة ما فعله بكم أرأف كثيرا من قلوبكم، كيف وصلتم إلى هذا الدرك الأسفل في ما تجرمون، كلّ من يتساءل أو يفتح فمه بخصوص الهولوكوست فإنه عدوّ للساميّة، لعبتم على العالم لعبة الضحية وقبضتم ثمنا لحرقكم أموالا طائلة من ألمانيا وغيرها ممّن وظّفكم لتقوموا بالهولوكست ذاته على شعب فلسطين، قبلتم ببيع مأساتكم لمن فعلها بكم، وجئتم لتقيموا ما فعل بكم في فلسطين. وأنتم أيّها الداعمون من دول استعمارية وأخصّ بالذكر صاحبة البيان المشترك، أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا وإيطاليا، أنتم الذين تخوضون حربا ضروسا طويلة دعما لأوكرانيا، تنقلبون على وجوهكم وتقفون هذا الموقف المعاكس مع الدولة المجرمة، أنتم يا من تقدّسون رواية اليهود الهولوكستيّة وتصطفون معهم بالباع والذراع لماذا تؤيدون النسخة الجديدة والمطوّرة من الهولوكست الصهيوني في غزّة؟ أين أخلاقكم ذهبت وأين قيمكم التي دوما تنظّرون فيها على ما أسميتموه العالم الثالث؟ ليشهد التاريخ أنكم شركاء في هذه الجريمة وهذا الحرق الهولوكستيّ غير المسبوق. لن تكون عاقبة هذا الهولوكست المطوّر لصالحكم، لقد كشفتم كم أنتم عنصريين وكم هي درجتكم عالية في الاجرام. نتنياهو يصف المقاومين ب "داعش"، لا...فالمقاومون أصحاب قضية عادلة، طُردوا من ديارهم، وحوصر شعبهم ومورس عليه كلّ أشكال الظلم والقهر، حملوا سلاحهم المشروع وعملوا في أرض محتلّة من وطنهم، أنت من حوّل قطاع غزّة إلى هولوكوت بنسخة مطوّرة وغير مسبوقة، أنتم من يومكم الاوّل في احتلال فلسطين كنتم وما زلتم أسوأ من "داعش". إذا كان "داعش" قد استخدم الدين الإسلامي للتوحّش مثلا حسب ما تقولون، ألم تستخدم الحركة الصهيونية الدين اليهودي، وتتكئ عليه في كل ما ارتكبت من مجاز وتطهير عرقي وتدمير لكل تفاصيل الحياة الفلسطينيّة؟ لا يغرنّكم صمت المحيط البشري الذي زرعتم كيانكم في قلبه، لقد أحيت المقاومة بروحها الجميلة العالية روح الامّة، ولقد كشف حجم إجرامكم المهول حقيقتكم التي لم يسبقكم إليها أحد لا هتلر ولا داعش.