تميّزت الندوات التي شهدها "الفضاء الإفريقي" بالجناح المركزي بقصر المعارض الصنوبر البحري، إلى جانب "الفضاء الرقمي" و«فضاء الأطفال" بقاعتي "الهقار" و«الطاسيلي" و«فضاء غزة"، خلال اليوم الأول والثاني من فعاليات صالون الجزائر الدولي للكتاب، بمواضيع دسمة في مختلف مجالات الفن والثقافة، أثراها ما يربو عن 44 روائيا وكاتبا يمثلون الجزائر، رواندا، الكاميرون، غينيا، السنيغال، السودان، مصر، تونس، فلسطين وجمهورية التشيك. شهد الفضاء الإفريقي بعد تدشينه مباشرة من قبل الروائية الكاميرونية كاليكست بيالا، رفقة الروائي الغيني تيرنو منينمبو، تنظيم أول ندوة تحت عنوان "الفكر الإفريقي وتأكيد الذات في القرن 21"، نشّطها جان سيليتين إدجانغي، واستهلها الراوي الشعبي المالي ابراهيما سومالو، بكلمة عن الثقافة المالية التي تتسم بتوليفات أنتجت تنوّعا وتشعّبا في التقاليد والعادات، وقد قدّم الأستاذ الجامعي بن عودة لبداعي، والكاتب ماهونيان كابكو من البنين مداخلتين حول الفكر الافريقي، في حين شهد اليوم الثاني تقديم موضوع "المدينة والريف: ذاكرة المشاهد الإفريقية"، وذلك في لقاء نشطه الأستاذ عبد الرحمن خليفة رفقة الروائي تيرنو مُنينيمبو، وتحدّث فيه عن "آثار المنفى"، إلى جانب ندوتين الأولى من تنشيط بن عودة لبداعي شارك فيها خمسة روائيين جزائريين وأفارقة، حيث قدّمت الروائية كاليكست بيالا مداخلة بعنوان "المدن في أعمال كاليكست بيالا"، بينما قدّم الروائي الجزائري عبد القادر جمعي تجربته من خلال موضوع "وهران في أعمال عبد القادر جمعي"، وتناول المؤلف الكاميروني جان سليستين إدنجانغي، محور "الشباب والمدينة الإفريقية: انتقالات"، ليتحدث المؤرخ الجزائري عبد الرحمن خليفة عن موضوع "المدن والريف الإفريقي مع بداية دخول الاستعمار إلى البلاد الإفريقية". وشهدت الندوة الثانية الموسومة ب "المدينة في أعمال محمد ديب" التي نشطتها سارة قويدر رابح، مداخلتين لكل من الأستاذة صبيحة بن منصور والروائي والأكاديمي حسين علام، حيث سلّطا الضوء على الأهمية التي يوليها محمّد ديب لفضاء المدينة في كتاباته المشكّلة ل«ثلاثية الشمال"، و«التي تحتل أهميّة بالغة في الدراسات النّقديّة بالنظر إلى ما تحفل به الأفضية المكانية فيها من تنوع على مختلف المستويات، حيث استفاد من خصوصياتها في تقديم مدن وهمية وتخييلية، أدّت فيها تسمية الأماكن أهمية بالغة". وفي المقابل ستعرف منصة "فضاء غزة"، اليوم، ابتداء من الرابعة مساء، طوفانا من القصائد والأشعار بالعربية والأمازيغية والفرنسية، وذلك من خلال أمسية شعرية من تنشيط سليمان جوادي، عبدالمالك قرين، عمر يرداوي، ابراهيم قارة علي، قاسي السعيد وفاتن أمازيغ بالأمازيغية، سبخي نادية بالفرنسية وفوزية لارادي. للطّفولة حضور بالصّالون احتضن فضاء "الأطفال" بقاعة الهقار، خلال اليومين المنصرمين ندوتين تفاعليتين موجهتين للأطفال من 06 إلى 15 سنة، تحت عنوان "القراءة الرقمية" من تنشيط لويس هيلين بيك من المملكة المتحدة، ومهدي قاصدي (فنان متخصص في مسرح الطفل)، وورشة موجهة للجمهور مخصصة للرواية وكتابة القصص، وعرض للقصص نشّطتها الحكواتية نعيمة محايلية.