في اليوم ال60 من الحرب على غزة، وسعت قوات الاحتلال الصهيوني هجومها البري وقصفت جميع أنحاء القطاع، كما جددت مطالبتها أهالي خان يونس بالنزوح الجماعي نحو رفح أو المنطقة الساحلية بالجنوب. ومن جانبها ردت كتائب عز الدين القسام بقصف حشود للاحتلال شرق مستوطنة ماجين، وسجّلت اشتباكات عنيفة في أكثر من محور. يوسّع الجيش الصهيوني عملياته في قطاع غزة حيث يزداد عدد الشهداء المدنيين الفلسطينيين وسط مؤشرات عن هجوم برّي على الجنوب، وقد توغلت عشرات الدبابات وناقلات العساكر والجرّافات العسكرية الصهيونية أمس في جنوب قطاع غزة، ببلدة القرارة شمال مدينة خان يونس، وفق ما أكد شهود عيان. وقال المتحدث باسم الجيش الصهيوني، إن «جيش الاحتلال يواصل توسيع عمليته البرية في كل أنحاء قطاع غزة". ومع تمدّدها جنوبا، قصفت قوات الاحتلال الصهيوني أمس مستشفى كمال عدوان، شمالي القطاع، ما أوقع عشرات الشهداء والجرحى. كما صعّدت وتيرة استهداف المنازل المأهولة في مناطق متفرقة. وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن الغارات الصهيونية قتلت وأصابت العشرات في مناطق متفرقة من قطاع غزة، خاصة في جنوبه. وأضافت أن الطائرات الحربية للاحتلال قصفت منزلا أدى إلى استشهاد 3 مدنيين في خانيونس، "فضلا عن وجود آخرين تحت الركام". وقالت أيضا، إن الغارات قتلت 9 فلسطينيين وأصابت العشرات في حي التنور شرق رفح. أسوأ قصف على الجنوب وتقول منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف"، إن جنوب قطاع غزة يواجه أسوأ قصف منذ 7 أكتوبر الماضي. وذكر متحدث باسم المنظمة أنه رأى استشهاد عدد كبير من الأطفال في جنوب القطاع. وذكرت وزارة الصحة الفلسطينية أن الغارات الصهيونية قتلت المئات في القطاع، منذ استئناف القتال الجمعة. وأضافت أن "الاحتلال لم يترك شبرا في قطاع غزة بلا قصف". ولم يتوقف القصف الصهيوني، الجوي والمدفعي، على شمال القطاع، طبقا لوكالة "وفا"، إذ تعرضت أحياء الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة للقصف، مما أدى إلى استشهاء مدنيين. وقتلت الغارات أيضا 5 فلسطينيين في قصف على مسجد بحي الزيتون بمدينة غزة. وفي أقصى شمال القطاع، قصفت الطائرات الحربية للاحتلال منازل مأهولة في مخيم جباليا، قتلت وأصابت العشرات، إضافة إلى قصف منازل في بيت لاهيا وبيت حانون. كما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن الجيش الصهيوني قصف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، تؤوي نازحين في المنطقة. وفي الأثناء، قال الجيش الصهيوني إنه قصف 200 موقع تابع لحركة حماس، خلال الليلة ما قبل الماضية. لكنه لم يوضح كثيرا من التفاصيل بشأن هذه المواقع. 11 ألف صاروخ أطلق باتّجاه الكيان هذا، وقالت الجبهة الداخلية في جيش الاحتلال أمس، إن 11 ألف صاروخ أطلقت من قطاع غزة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي. يأتي ذلك في وقت يتصاعد فيه الاستياء في الأوساط الصهيونية بسبب قدرة المقاومة على مواصلة إطلاق الصواريخ باتجاه مدن ومستوطنات الاحتلال الصهيوني بعد شهرين على الحرب المدمرة التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة. وتواصل المقاومة تصديها للتوغلات الصهيونية، مكبدة الاحتلال خسائر كبيرة في الآليات والأرواح. وأقر جيش الاحتلال، صباح امس الاثنين، بمقتل ثلاثة من عساكره خلال المعارك الدائرة في شمال قطاع غزة، ليرتفع عدد قتلاه إلى 77 ضابطا وجنديا منذ بدء التوغل البري. توتر داخل حكومة الحرب الصهيونية هذا، وبينما أعلن الجيش الصهيوني بأن عدوانه على شمال غزّة أوشك على الانتهاء، قدم رئيس شعبة ترخيص الأسلحة النارية بوزارة الأمن القومي الصهيونية، أمس الاثنين، استقالته من منصبه، ما دفع وزير الدفاع في الكيان الغاصب إلى مهاجمته. وقالت هيئة البث الصهيونية، إن رئيس الشعبة أعلن استقالته من منصبه على خلفية "تصرفات" وزير الأمن القومي زعيم حزب "القوة اليهودية" اليمني المتطرف إيتمار بن غفير، وتوزيع السلاح دون معايير على المستوطنين. وكان المتطرف بن غفير أطلق قبل شهرين سياسة توزيع السلاح على مدنيين في الكيان وأيضا مستوطنين في الضفة الغربية، بدعوى منع هجمات فلسطينية.